استغربت قانون "الفاف" الذي يحول دون ضمان الاستقرار في الهواة أعرب التقني التونسي حميد رمضانة عن ارتياحه الكبير للظروف، التي يخوض فيها أول تجربة له في البطولة الجزائرية على رأس العارضة الفنية لاتحاد الشاوية، مؤكدا في هذا الصدد بأن هذه المغامرة استهوته منذ تلقيه العرض الأولي، بعدما أصبحت الجزائر قبلة للمدربين التونسيين. رمضانة، وفي حوار خص به النصر أمس، أشار إلى أن باب الطموحات مفتوح على مصراعيه بخصوص تجربته مع اتحاد الشاوية، لأن حلم العودة إلى الرابطة المحترفة الثانية يبقى يراود أنصار الفريق، رغم أنه لم يأخذ بعد اي فكرة عن بطولة الهواة ومستوى الأندية التي تنشط فيها، كما تحدث عن التعداد، ظروف العمل وأمور أخرى نكتشف تفاصيلها في رحلة الأسئلة والأجوبة التي كانت على النحو الآتي. نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن الكيفية التي تم بها إلتحاقكم باتحاد الشاوية ودوافع موافقتكم على خوض هذه التجربة؟ الحقيقة أنني من التقنيين الذين لا يخشون أي مغامرة، وخبرتي في مجال التدريب 8 سنوات، كانت انطلاقا من الدوري التونسي، ثم امتدت إلى الخليج العربي كالسعودية والبحرين، وبعدها إلى الدوري الليبي، الأمر الذي جعلني متعود على الترحال بين البلدان، وعليه فإنني لم أتردد في قبول العرض الذي تلقيته من إدارة اتحاد الشاوية، لأن الدوري الجزائري ظل يستهويني منذ فترة طويلة، ولعل تواجد معز بوعكاز وحمادي الدو على رأس فريقين من الرابطة المحترفة الأولى عبّد لنا الطريق من أجل العمل في الجزائر، وكأن المعادلة أخذت منحى معاكس، على اعتبار أن السنوات الفارطة كانت قد عرفت إلتحاق الكثير من المدربين الجزائريين بأندية تونسية، والآن اصبحت الجزائر قبلة لنا كتقنيين تونسيين. لكن اتحاد الشاوية ينشط في وطني الهواة؟ هذا الجانب ليس مهما بالنسبة لي شخصيا، لأنني مدرب أحب التحديات، واتحاد الشاوية رغم سقوط إلى الدرجة الثالثة إلا انه يبقى من الأندية التي لها مكانة مرموقة في البطولة الجزائرية، بدليل أن سجله مرصع بلقب البطولة، مع مشاركة قارية، وعليه فإن طموح ادارته في استعادة الأمجاد الضائعة كان من بين العوامل التي دفعتني إلى الموافقة على العرض المقترح دون أي تردد، لأنني أريد المساهمة في تحقيق حلم الصعود إلى الرابطة الثانية. وكيف وجدتم ظروف العمل عند الشروع في التحضيرات؟ عند التفاوض مع مسيري الفريق تم تشريح الوضعية، خاصة ما يتعلق بظروف العمل، والإدارة لم تتردد إلى حد الآن في توفير كل ما يساعدنا على تجسيد نسبة كبيرة جدا من برنامج التحضيرات الذي سطرناه، سيما بعد اجراء تربص نفزة، وبالتالي يمكن القول بأن كل الأجواء كانت مريحة، وأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. نفهم من كلامكم بأنكم مرتاحون لمستوى التحضيرات وما تجسد من عمل ميداني؟ الأكيد أن المعسكر الإعدادي الذي أجريناه بتونس لمدة 10 ايام كان المحطة الأبرز في برنامج تحضيراتنا، لأن التركيز فيه كان على جميع الجوانب، خاصة الجاهزية البدنية للاعبين، كما أن توفر كافة الظروف ساعدنا على تنفيذ البرنامج المسطر بنسبة كبيرة جدا، وتلك المرحلة كانت الثانية في استعداداتنا للموسم الجديد، لأن الفريق كان قد باشر التدريبات يوم 21 جويلية الفارط، بالتدرب لمدة اسبوعين بأم البواقي، والآن وبعد قرابة شهر من التحضيرات نجحنا في أخذ نظرة واضحة عن كامل التعداد، والامكانيات الفردية لكل عنصر، فضلا عن تجريب العديد من الخيارات بحثا عن التشكيلة الأساسية. وما هي قراءتكم الأولية في التعداد الذي تعملون معه؟ إلتحاقنا باتحاد الشاوية كان بعد ضبط إدارة النادي للتعداد بنسبة كبيرة جدا، كما أننا لم نكن نمتلك أي فكرة عن الأقسام السفلى في الجزائر ومستوى اللاعبين في هذه البطولات، لذا فإن القائمة كانت من اختيار اللجنة المسيرة بحسب حاجيات التشكيلة، ولو أن النقطة السلبية الأبرز التي وقفت عليها هي عدم القدرة على ضمان الاستقرار في النوادي الهاوية الجزائرية، في ظل وجود نص قانوني يحصر مدة صلاحية إجازة اللاعب الهاوي في موسم واحد، دون ربط انتقاله لفريق آخر بورقة التسريح، وهو الأمر الذي ينعكس بالسلب على العمل في هذه المستويات، ويحول دون ضمان الاستمرار في العمل، بدليل أننا نعاني حاليا من قلة التنسيق والانسجام بين اللاعبين، بسبب التغيير الجذري الذي عرفه التعداد. وماذا عن البرنامج المتبقي من التحضيرات قبل 3 أسابيع من انطلاق المنافسة؟ كما سبق وأن قلت فإن لاعبينا بلغوا درجة متقدمة من الجاهزية البدنية، لكن اشكالية نقص الانسجام تبقى مطروحة، رغم أننا حاولنا معالجة هذا الجانب تدريجيا في تربص تونس، من خلال برمجة 3 مباريات ودية، ومع ذلك فإننا سنعمل على استغلال المرحلة الثالثة والأخير من البرنامج المسطر لمعالجة النقائص المسجلة، وذلك بالتخفيض من ريتم العمل، والتركيز أكثر على الشقين التقني والتكتيكي، مع برمجة 4 لقاءات ودية، أولاها هذا الجمعة ضد ترجي قالمة، وبعدها بيوم واحدة مباراة ثانية، على أن نجري مقابلة ثالثة يوم 28 اوت الجاري، والخاتمة ستكون في الفاتح سبتمبر القادم، قبل أسبوع من دخول أجواء المنافسة الرسمية، وهو برنامج قد يمكننا من ضبط معالم التشكيلة الأساسية، خاصة في حال النجاح في لعب 7 مقابلات ودية. في ظل هذه المعطيات ما هو الهدف المتفق عليه مع الإدارة؟ الرئيس عبد المجيد ياحي ما فتئ يتحدث عن التكوين وضمان البقاء بكل أريحية كهدف مسطر، وهذا وفقا للسياسة التي ينتهجها، لكننا لا بد ان نتفاءل بمستقبل الفريق، لأن اتحاد الشاوية له مكانة في الخارطة الكروية الجزائرية، وقاعدته الجماهيرية الكبيرة تحتم علينا تسطير الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية كهدف، مادامت مؤشرات النجاح قد لاحت في الأفق، والظروف الحالية قد تساعد على الوصول إلى المبتغى، رغم أنني لا أتوفر على أي نظرة مسبقة عن مستوى بطولة الهواة، ولا حتى الأندية التي سنتنافس معها، لذا فإننا سنسعى لتحقيق انطلاقة قوية في البطولة، وتسيير المشوار مباراة بمباراة إلى غاية اتضاح الرؤية أكثر مع تقدم الجولات.