تربص ماركوسيس كان ناجحا ولا مكان للغائبين عنه في لقاء تانزانيا كشف المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش عن قراره القاضي بشطب الأسماء التي غابت عن أول تربص يشرف عليه منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر ، من القائمة المعنية بالمقابلة الرسمية القادمة للتشكيلة الوطنية ضد منتخب تانزانيا في الثالث من شهر سبتمبر المقبل، و أكد في هذا السياق في الندوة الصحفية التي نشطها ظهيرة أمس بقاعة الندوات لمركز « ماركوسيس بالقول : « لا يمكنني أن أقدم على توجيه الدعوة لعناصر لم أقف شخصيا على مستواها الفني، و لا أعرف حتى مدى إستعدادتها للعمل معي، و هذا المعسكر كان قد برمج خصيصا لهذا الغرض «. حاليلوزيتش استهل حديثه لرجال الإعلام بتقييم التربص، حيث لم يتردد في التأكيد على أن هذا المعسكر كان ناجحا إلى أبعد الحدود، مشيرا في نفس الإطار إلى أن تجميع اللاعبين و العمل معهم لمدة ثلاثة أيام سمح له بأخذ نظرة واضحة عن المستوى الذي وصلته التشكيلة، و هنا فتح حاليلوزيتش قوسا ليوضح بأنه كان قد قرر إلغاء المباراة الودية التي كانت مقترحة ضد المنتخب التونسي، من أجل الإحتكاك أكثر باللاعبين، و الوضعية الراهنة للمنتخب الجزائري لم تكن على حد تعبيره تسمح بلعب لقاء إعدادي، لأن مشكل النتائج ظل مطروحا بحدة، والسعي لبعث دم جديد في التشكيلة لم يكن يمر عبر مواجهة تونس أو أي منافس آخر في مباراة ودية، وعليه فقد أكد الناخب الوطني قائلا :» هذا التربص ورغم قصر مدته إلا أنه كان مفيدا للغاية، و نتائجه أفضل بكثير من خوض لقاء ودي، مادامت الرسالة التي أعددتها قد وصلت، ونقطة إنطلاقتي مع الكرة الجزائرية كانت من مركز ماركوسيس، لأنني سأحاول ترك بصمتي على المجموعة، و قد قدمت لكل الأطراف من لاعبين و إداريين، و حتى الطاقمين الفني و الطبي الخطوط العريضة لبرنامج العمل المسطر، وكذا الطريقة التي أنتهجها سواء في المعسكرات الإعدادية أو في اللقاءات «. من هذا المنطلق فقد أوضح « الكوتش فاهيد « بأن نظرته الأولية عن مستوى المنتخب الجزائري تجسدت أكثر في هذا التربص، لأنه وجد لاعبين يحبون العمل الميداني الجاد، و يعملون من أجل السعي لبلوغ أعلى مستوياتهم، مع تنصيب مصلحة المنتخب في المقام الأول، وعليه فقد سارع إلى الإشادة بمؤهلات العناصر الوطنية، و سرعة تجاوبها مع طريقة العمل التي عمد إلى فرضها في أول تربص له مع المنتخب، لأن الإجتماعات التي عقدها مع التشكيلة جعلته يتيقن من سعي كل العناصر لكسب ثقة الطاقم الفني، والبحث عن مكانة ضمن التعداد المعني بالإستحقاقات الرسمية القادمة، و هو عامل يستطرد ذات المتحدث يمكن إعتباره بمثابة مؤشر إيجابي للنجاح في إعادة الروح الجماعية التي إفتقدتها التشكيلة منذ أشهر طويلة. فراج و قديورة نموذج أي لاعب غاب عن التربص بحجة الإصابة هذا وقد رفض الناخب الوطني الحديث عن وضعية كل اللاعبين ممن غابوا عن هذا التربص، رغم أن الصحافيين حاولوا التركيز في أسئلتهم على قضية اللاعب بودبوز، حيث اكتفى بالقول أن كل لاعب تم إدراجه ضمن قائمة المدعوين لهذا المعسكر ملزم بتحمل مسؤوليته، إذ أنه و باستثناء عسلة والعيفاوي اللذين غابا بسبب مشكل إداري يتجاوز صلاحياتهما ، فإن البقية لا أعلم شخصيا الأسباب الحقيقية التي حالت دون التحاقهم بالتربص، وحديث أي عنصر عن تعرضه لإصابة لم يكن يمنعه من الإلتحاق بمعسكر منتخب بلاده، في تلميح واضح وصريح إلى اللاعب رياض بودبوز، و قد ذهب حاليلوزيتش إلى أبعد من ذلك لما أكد بأن حضور فراج و قديورة إلى مركز ماركوسيس كان رسالة إلى كل العناصر عن إنضباط كل لاعب، و التزامه بقوانين المنتخب، لأن إدارة النادي لن يكون بمقدورها منع اللاعب من الإلتحاق بتربص المنتخب في مثل هذه المواعيد، و الطاقم الطبي كان بإمكانه معاينة الحالة الصحية لأي عنصر مهما كانت درجة خطورتها، ليخلص إلى القول في هذا الشأن : « الحديث عن بعض القضايا كأعذار لن يكون كافيا لإقناعي بأخذ هذه المبررات بعين الإعتبار، كوني برمجت هذا التربص للوقوف على مدى استعداد كل لاعب لخوض مرحلة جديدة مع المنتخب، وكمدرب رئيسي لا يمكنني إتخاذ أي قرار إداري، لكنني لن أستدعي جميع الغائبين عن هذا التربص لخوض المقابلة القادمة ضد تانزانيا، لأنني مدرب محترف، و ملزم على العمل مع اللاعبين المحترفين في الذهنيات، و إقدامي على استدعاء عنصر لم يشارك معي في التربص يفتح المجال للتشكيك في صرامتي، رغم أنني أعتبر الانضباط سلاحي الأبرز في مغامرتي التي سأخوضها مع المنتخب الجزائري« الاحتراف في الخليج لن يخلط حساباتي و بخصوص العناصر المحترفة في الخليج و موقفه من هذا الاختيار فقد جدد حاليلوزيتش تأكيداته على أنه مدرب محترف و يبحث عن عناصر جاهزة للدفاع عن ألوان المنتخب و تقديم أفضل ما يمكن تقديمه، دون الأخذ في الحسبان البطولة التي ينشطون فيها، مضيفا بأن مستوى بطولات الخليج ليس ضعيفا، والدليل على ذلك تواجد العديد من نجوم العالم في السعودية و قطر، كما أنه سبق له خوض تجربة مع نادي إتحاد جدة السعودي، ليضيف الناخب الوطني بأن المنتخب لا بد أن يتشكل من أفضل العناصر، كما أن اللاعبين مطالبين بضرورة استعادة الروح الجماعية التي كان المنتخب قد أظهرها في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، لأن روح المجموعة هي التي تمكن من بناء منتخب قوي، و بالتالي الإستثمار الجيد في المهارات الفردية العالية التي يمتلكها اللاعبون الجزائريون، كما أشار إلى أنه لا يعترف بسياسة النجومية، و لا يوجد لاعب أساسي و آخر احتياطي، و الاستعداد الميداني هو الذي سيسمح بالكشف عن التشكيلة الأساسية، سيما و أنه كان حسب تصريحه قد تلقى الضوء الأخضر من روراوة بخصوص هذه القضية عند توقيعه على العقد. الفوز بلقائي تصفيات « كان 2012 « لزرع الروح الإنتصارية و عن نظرته للقاء القادم ضد تانزانيا لم يتوان التقني الفرانكو بوسني في الكشف عن رغبته الجامحة في الفوز، حيث أشار في معرض حديثه بأنه طالب من اللاعبين ضرورة بذل قصارى الجهود من أجل انتزاع النقاط الست المتبقية في تصفيات « كان 2012 «، و ذلك بالإنتصار على كل من تانزانيا و جمهورية إفريقيا الوسطى، مادامت حظوظ التأهل لا تزال قائمة و لو بنسبة ضئيلة» لكنني مدرب طموح تغذيني نزعة الفوز، حتى بالمقابلات الودية، و إذا أردتم الوقوف على ذلك فسألوا مسؤولي الكرة في كوت ديفوار، لأنني كنت أطالب دوما بالإنتصار، غير أن الهزيمة أمام الجزائر عجلت برحيلي، لذا فإنني أفضل دوما الفوز، و سأعمل على تحضير التشكيلة لتصفيات مونديال البرازيل»، ليختم « الكوتش فاهيد» ندوته بالقول بأن مجموعة الجزائر في تصفيات نهائيات كأس العالم متوازنة، و كل المنتخبات لها حظوظها في التأهل إلى الدور الثالث، و أن الصراع حسبه لن ينحصر بين منتخبي الجزائر و مالي.