دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الدول الغربية لإرسال رسالة قوية إلى كييف تحذرها من مغبة مواصلة الاستفزازات، مضيفا أن موسكو لا ترى حاجة لأي وساطة في تسوية أزمة مضيق كيرتش. وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، في باريس الامس: عقدنا اجتماعا لمجلس الأمن الدولي، وأوكرانيا أيدت عقد تلك الجلسة أيضا. أعتقد أن ذلك كان مفيدا، بحيث يسمع الجميع الحقيقة حول ما حدث. لكن الشيء الأساسي لا يتوقف على مجلس الأمن، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو أي منظمة أخرى، بل على أن يوجه داعمو القيادة الأوكرانية لها تحذيرا حازما من مغبة الاستمرار في اللعب بالنار . وأضاف أن بلاده لا ترى أي حاجة لجهود الوساطة في تسوية الأزمة الحالية، معتبرا أن السلطات الروسية والأوكرانية قادرة على التسوية بلا وسطاء. وذكر لافروف أنه أوضح للودريان وجهة النظر الروسية لحادث مضيق كيرتش، مشددا على أنه كان استفزازا مقصودا. وقال: حبذا لو استفادت السفن الأوكرانية من تجاربها السابقة، لاسيما وأنها طلبت في سبتمبر السماح وأبلغتنا مسبقا بمرورها من البحر الأسود إلى بحر آزوف، وجرى كل شيء بشكل سلس للغاية. لماذا اتبعوا هذه المرة طريقا آخر؟ هناك تفسيرات كثيرة للأمر، لكن أصحاب المعرفة بحقيقة الأمور المستجدة في الساحة الداخلية الأوكرانية، يمكنهم التوصل إلى استنتاجات صائبة . من جهته، حذر لودريان من أن عسكرة بحر آزوف تنذر بوقوع حوادث خطيرة، ودعا الطرفين إلى التحلي بضبط النفس. وفي الشأن السوري، أشار لافروف إلى أن الوزيرين أكدا خلال محادثات الامس ضرورة حل الأزمة في سورية اعتمادا على قرارات مجلس الأمن. كما تطرق لافروف إلى اتفاق إيران النووي، مشيرا إلى أن لموسكو وباريس موقفا موحدا من الصفقة النووية مع طهران، وأنهما متفقتان على أهمية التزام الجميع بها. إعترافات البحارة الأوكرانيين المحتجزين في روسيا نشرت هيئة الأمن الفدرالي الروسي تسجيلات مصورة لاعترافات ثلاثة من البحارة الأوكرانيين، الذين احتجزهم خفر السواحل الروسي بعد أن انتهكت سفنهم ال3 مياه روسيا قبالة شبه جزيرة القرم. وقال قائد مجموعة السفن، الرائد البحري فلاديمير ليسوفوي، إنه كان يشاهد بالعين المجردة سفن خفر السواحل الروسي بعد دخول السفينة التي كان على متنها المياه الروسية، لكن سفينته تعمدت تجاهل إشارات الروس ومحاولاتهم الاتصال بها. وأضاف أن سفينته كانت تحمل على متنها أسلحة خفيفة، ورشاشات وذخيرة، مؤكدا أنه كان يدرك أن تحركات البحرية الأوكرانية في مضيق كيرتش تحمل طابعا استفزازيا. كما اعترف المجند سيرغي تسيبيزوف والملازم أول أندريه دراتش، بأنهما كانا على علم بدخول السفن الأوكرانية المياه الروسية بشكل غير شرعي، وأنهما شاهدا سفنا تابعة لخفر السواحل الروسي وهي تطلق الإشارات والطلقات التحذيرية، قبل أن تستهدف إحدى السفن الأوكرانية بالذخيرة الحية. ولفت الأمن الفدرالي الروسي إلى أن أحد المحتجزين وهو أندريه دراتش، ضابط في المخابرات العسكرية الأوكرانية. من جانبها، علقت كييف على اعترافات عسكرييها بالقول إنهم قدموها تحت الضغط والتعذيب، ودعت لعدم التصديق بما ورد فيها. وأكد جهاز الأمن الأوكراني في وقت لاحق، أن ضباطا من المخابرات العسكرية كانوا فعلا على متن السفن المحتجزة لدى روسيا. روسيا: لدينا الدلائل على تحريك كييف لاستفزازنا وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أن لديه أدلة على أن لإجراءات الاستفزازية للسفن الأوكرانية في بحر آزوف نفذت بناء على تعليمات مباشرة من السلطات في كييف. وقال الأمن الفيدرالي الروسي، في بيان أصدره مساء الاثنين: العملية الاستفزازية نسقها اثنان من عناصر جهاز الأمن الأوكراني، بانتداب طواقم السفينتين، اللتين كانتا ضمن مجموعة السفن الحربية الأوكرانية الثلاث التي خرقت المياه الإقليمية الروسية لدى توجهها نحو مضيق كيرتش في بحر آزوف . وشدد البيان على أن المياه الإقليمية الروسية التي خرقتها السفن الحربية الأوكرانية سبق وكانت تتبع لروسيا، حتى قبل عودة شبه جزيرة القرم إلى قوام روسيا. ويأتي هذا الإعلان غداة احتجاز قوات خفر السواحل التابعة لجهاز الأمن الروسي، ثلاث سفن عسكرية أوكرانية، وهي قاربا بيرديانسك و نيكوبول وسفينة الجر ياني كابو ، في منطقة مضيق كيرتش يوم الأحد. وأكد الأمن الروسي، أن السفن الأوكرانية الثلاث دخلت المياه الإقليمية الروسية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم، حيث بدأت المناورة بشكل خطر، عوضا عن الاستجابة لمطالب الجانب الروسي بالتوقف عن التحرك. وبعدما استنفدت القوات الروسية جميع التدابير اللازمة لمنع انتهاك التشريعات والقوانين الروسية من قبل السفن الأوكرانية في المنطقة الاقتصادية الروسية الخالصة والجرف القاري للاتحاد الروسي، أطلق قائد سفينة إزيمرود الروسية التي رافقت السفن الأوكرانية، أعيرة تحذيرية تجاه مجموعة السفن الأوكرانية، وفق ما جاء في التسلسل الزمني للأحداث في بحر آزوف الذي نشره الأمن الروسي. ولكن السفن الأوكرانية تجاهلت التحذيرات الروسية وواصلت حركتها نحو الحدود الروسية، ما أجبر الجانب الروسي على استهداف سفينة بيرديانسك الأوكرانية بشكل مباشر. وفتحت السلطات القضائية الروسية قضية جنائية في واقعة انتهاك السفن الأوكرانية للحدود الروسية. أوكرانيا ترد وأكدت هيئة الحدود في بيلاروس، أن السلطات الأوكرانية منعت منذ صباح الاثنين أكثر من 40 مواطنا روسيا من دخول أراضيها، وأعادتهم إلى بيلاروس على متن رحلات جوية من كييف. وقال المتحدث باسم الهيئة، أنطون بيتشكوفسكي: أكثر من 40 مواطنا روسيا عادوا منذ صباح الاثنين إلى بيلاروس على متن 4 رحلات ، موضحا أن سبب عودتهم هو عدم سماح حرس الحدود الأوكراني لهم بدخول أوكرانيا. وأشار بيتشكوفسكي، إلى أن هيئة الحدود البيلاروسية لم تتلق من الجانب الأوكراني أي معلومات حول تعديل معايير عبور حدود أوكرانيا للروس القادمين من أراضي بيلاروس. وأضاف: وفقا للمعلومات المتاحة، فإن الوضع عند نقاط التفتيش البرية على الحدود البيلاروسية الأوكرانية والسكك الحديدية لا يزال دون تغيير . وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة إزفيستيا الروسية أن أكثر من 30 روسيا، تمت إعادتهم من كييف إلى مينسك على متن الرحلة 829 التابعة للخطوط الجوية Belavia.