أحصت مصلحة الوقاية بمديرية الصحة و السكان لولاية تبسة، المئات من المواطنين المصابين بداء الفيروس الكبدي، منها 114 إصابة بالنوع الخطير المعروف باسم «سي» و التي تعد من الحالات المرضية المستعصية و الخطيرة على صحة المواطن و الباهظة التكاليف، إذ يكلف علاج الحالة الواحدة من الإصابة بالفيروس الكبدي من هذا النوع، مليار سنتيم سنويا، إضافة إلى كونها من الحالات التي ليس لها علاج لاسيما إذا استشرى الداء في كبد المصاب. و كشف طبيب بمصلحة علم الأوبئة و الوقاية بمديرية الصحة، عن التكفل بجميع المصابين بهذا الداء، لاسيما على مستوى البلديات الواقعة غرب عاصمة الولاية على غرار بلدية العقلة و المزرعة و بجن و قريقر و بئر مقدم و السطح، في حين تبقى الكثير من الحالات و الإصابات غير مصرح بها، نظرا لغياب التوعية في أوساط المواطنين و عدم الكشف عن أمراضهم. و أرجع ذات الطبيب سبب انتشار هذا المرض، إلى بعض عيادات جراحة الأسنان و تجهيزاتها غير المعقمة، التي تعد مصدرا للإصابة بهذا الداء القاتل، نتيجة إهمال تعقيم الأدوات المستعملة لدى بعض الأطباء، فضلا على تغييب جهاز «المانتوكلاف»، كما تعد محلات الحلاقة هي الأخرى مصدرا لانتشار مثل هذه الأمراض الوبائية، لعدم استعمال وسائل التعقيم للأجهزة التي تستعمل في الحلاقة لسرعة حملها لفيروسات الأمراض و نقلها للأشخاص، فضلا على مياه الشرب غير النظيفة، التي يتناولها المواطنون دون استعمال مادة الجافيل. و قد ألحّ مختصون و خبراء في مجال الصحة خلال لقاء سابق نظم خصيصا لتناول داء «التهاب الفيروس الكبدي» بولاية تبسة، على ضرورة مساهمة المواطن في الوقاية لتفادي مخاطر الأمراض و الأوبئة، لا سيما منها المعقدة و إدماجه كشريك فعال في الحملات التحسيسية و الإعلامية كأداة لتوطيد ثقافة الوقاية، التي هي خير من العلاج و تأمين الحماية الصحية اللازمة، خاصة منها المتنقلة عن طريق الغذاء و الماء و الحيوانات كالتسممات الغذائية و السل و الفيروس الكبدي و السيدا و غيرها من الأمراض المعدية و المزمنة و القاتلة. و حث الخبراء على ضرورة تشديد الرقابة على الأماكن و النشاطات و المحلات التي تربطها المعاملات اليومية مع المستهلك، ناهيك عن وسائل الحفظ التي قد تكوّن بؤرا للعدوى، من خلال أعوان الرقابة و مكاتب الوقاية و حفظ الصحة بالبلديات و تكثيف الدوريات لوضع حد لتزايد انتشار هذه الأمراض الخطيرة.