عرفت أمس، أسعار الخضر في أسواق مدينة قسنطينة، ارتفاعا كبيرا نتيجة ندرة المنتجات التي تسبب فيها الإضراب العام، حيث عرضت بعض الخضروات بضعف سعرها في سوق الجملة و وصل ثمن البطاطا على سبيل المثال إلى 80 دينارا للكيلوغرام. وبسوق بومزّو بوسط المدينة وجدنا بوابتيه مغلقتين، في حين لم يعرض البائعون سلعهم باستثناء صاحب طاولة بجوار المرفق، كان يبيع كمية صغيرة من البطاطا والطماطم وبعض الخضر الأخرى، بينما تجمّع حوله عدد كبير من المواطنين الذين لم يجدوا مكانا آخر يتسوقون منه. وسألنا البائع عن سعر البطاطا فأخبرنا أنه يبيع ثلاثة كيلوغرامات بمائتي دينار، في حين احتجت سيّدة على الثمن وتساءلت عن سبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير، فاكتفى صاحب الطاولة بالقول «إنها نتيجة الإضراب العام». أما بسوق بطو عبد الله، المعروف باسم «فيروندو»، فوجدنا جميع بائعي الخضر قد أغلقوا مربعاتهم باستثناء تاجر كان يعرض البطاطا ب 75 دينارا للكيلوغرام و ب 90 دينارا بالنسبة الجزر، و130 دينارا للجريوات، بينما نفدت منه كل الخضر الأخرى. كما لاحظنا نقصا في الفواكه المعروضة التي لم ترتفع أسعارها مثلما سجلنا في الخضر، إلى جانب انعدام لحوم الدجاج والديك الرومي في السوق، الذي يشهد حركية كبيرة في الأيام العادية ويعتبر من النقاط الأساسية للتسوق بوسط مدينة قسنطينة. وعزا التجار في المرفق الارتفاع في الأسعار إلى نفس الأمر، مشيرين إلى إمكانية عودة الحركية إلى طبيعتها المعتادة ابتداء من اليوم. وقد عرضت الخضر بسوق الدقسي الذي يعتبر نقطة مهمة في الجهة الشرقية من المدينة، بأسعار مرتفعة أيضا، حيث وصل ثمن الكيلوغرام الواحد من الجزر و البطاطا إلى 80 دينارا. وأوضح رئيس فيدرالية تجار الجملة للخضر والفواكه بولاية قسنطينة، في اتصال بالنّصر، أن المشكلة تعود إلى عدول الكثير من تجار الجملة عن التّنقّل إلى الأسواق الكبرى ومزارع الفلاحين منذ أول أمس، من أجل اقتناء كميات من الخضر والفواكه كما اعتادوا أن يفعلوا، خوفا من اضطراب السوق، ما تسبب في ندرة في المنتجات، باستثناء البطاطا التي قال إنّها الوحيدة المتوفرة بكميات كبيرة في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الارتفاع الذي مسّ أسعارها يعود إلى من سماهم «المضاربين» من تجّار التجزئة، حيث أكّد أنّ البطاطا بيعت في سوق الجملة بالمنطقة الصناعية «بالما» بسعر تراوح بين 43 و48 دينارا للكيلوغرام. ويذكر أنّ نشاط المحلات التجارية قد عاد إلى طبيعته في أغلب الأحياء يوم أمس، بعد أن شن أغلب التجار إضرابا عاما بداية الأسبوع الجاري وتسبب في أزمة ندرة وتهافت كبير على المواد الأساسية.