لم يكتب للسنافر تحقيق حلم رؤية فريقهم شباب قسنطينة في نهائي كأس الجمهورية، بعد ضياع عشية أمس تأشيرة المحطة الأخيرة، لرابع مرة في مشوار بطل الجزائر الموسم المنقضي. وحلم السنافر ومعهم مدينة قسنطينة، بوصول الشباب للمحطة النهائية، ومعه التتويج بهذه الكأس التي لم تزر بعد عاصمة الشرق، رغم أن فرق المدينة تحتفظ بذكريات أربع نهائيات، نشط ثلاثة منها الغريم مولودية قسنطينة، والرابع والأخير كان لفريق بناء قسنطينة شرف خوضه وخسارته سنة 1985، أمام مولودية وهران، لكن كل الآمال تلاشت عشية أمس، بملعب 20 أوت بالعاصمة بعد الهزيمة أمام شباب بلوزداد. وبدأت قصة السنافر مع الكأس الغالية قبل عقود، غير أن أول حلم كان عام 1987، وأجهض على يد جيل سكاكين برج أمنايل، الفريق الذي يصارع حاليا في الأقسام الدنيا، بعد خسارة مباراة نصف النهائي بهدف دون صفر، في لقاء احتضنته الباهية وهران، وعاود الكرة شباب قسنطينة مغامرة بلوغ النهائي، حتى أنهم وصلوا عام 1992 للمربع الذهبي، لكن سوء الطالع حرمهم من تأهل كانوا الأقرب إليه، وخرجوا خائبين على يد جمعية الشلف، التي نشطت نهائي ذات النسخة ، لكنها تركت التتويج لشبيبة القبائل، بهدف ذهبي سجله حكيم أمعوش في أخر ثواني المواجهة. قصة السنافر وشباب قسنطينة مع السيدة الكأس لم تنته، وبعد عدة خيبات، يعود الشباب من جديد للمربع الذهبي وكان ذلك عام 2012، وشاءت الصدف أن يكون فريق شباب بلوزداد، الذي وقف في طريق أشبال لافان عشية أمس، هو ذات المنافس الذي أجهض حلم الأنصار بفضل هدف اللاعب ربيح، كما أن المدرب عمراني الذي ارتبط اسمه بالسنافر، بعدما هندس للقب الصيف الماضي، كان على الطرف الأخر منافسا لفريقه «القديم، وخطف تأشيرة النهائي التي حلم به وهو مدرب للشباب القسنطيني من السنافر، حيث سينشطه وهو مدربا لشباب بلوزداد. كريم - ك شباب بلوزداد (2) – شباب قسنطينة (0) السنافر يضيعون النهائي برعونة ! ودع أمس، شباب قسنطينة منافسة كأس الجمهورية، عقب الخسارة بهدفين لصفر بملعب 20 أوت، ليفشل السنافر في الحفاظ على تقدم لقاء الذهاب، وبهذا الإقصاء يكون السنافر قد فشلوا في الثأر من إقصاء 2012، أمام ذات المنافس الذي حرم شباب قسنطينة، من تنشيط أول نهائي لكأس الجمهورية في تاريخه. المرحلة الأولى، عرفت سيطرة شبه كلية من جانب شباب بلوزداد على جميع المستويات، سواء من الناحية الفنية أو عدد الفرص، أين غاب لاعبو السنافر وحضر الحارس ليمان، الذي أبدع من خلال تصدياته، التي أبقت أبناء مدينة الجسور المعلقة في أجواء المواجهة، مستفيدين من تقدمهم ذهابا بهدف دون رد، والشيء اللافت للانتباه كان اللياقة البدنية لأبناء العقيبة، الذين لم يظهر عليهم تأثرهم بلعب مباراة قبل ثلاثة أيام، عكس أشبال لافان، الذي فضل إراحة التشكيلة الأساسية أمام المدية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لدخول رفقاء زعلاني جيدا في المباراة، حيث لم يخلقوا أي فرصة طيلة الشوط الأول، في الوقت الذي تفنن لاعبو بلوزداد، في تضييع الفرص بسبب التسرع، مثلما حدث في كرة بشو عند الدقيقة 20، وتألق ليمان في صورة صده لرأسية كداد في د24. وعاد نفس اللاعب أي كداد في د34 ويضيع فرصة ثمينة، عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس، غير أن كرته أخطأت المرمى، وسط دهشة السنافر، الذين تنقلوا بقوة وظلوا خلف فريقهم، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، بعد أن ضيع مجددا بالغ فرصة سهلة في د35، عندما كان في وجها لوجه، لكن ليمان تألق وأبعد الكرة. واضطر مجددا حارس السنافر، لإخراج كامل براعته في د39 بمساعدة شحرور، لإنقاذ الشباب من هدف محقق، لتنتهي المرحلة الأولى بنتيجة التعادل السلبي، مع تسجيل حدوث شجارات بين اللاعبين، في النفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس. بداية المرحلة الثانية لم تختلف عن سابقتها، ولو أن الضغط من قبل المحليين قلّ بعض الشيء، مع تقدم أشبال لافان نحو الأمام، ما أربك البلوزدادية، الذين أفرطوا في لعب الكرات العرضية، التي وفق ليمان في صدها، خاصة وأنه اكتسب ثقة أكبر في النفس، عقب مردوده المتميز في الشوط الأول، ومع مرور الوقت حاول أشبال عمراني، الضغط على الحكم بوعبد الله، إذ طالبوه باحتساب ضربة جزاء مع كل كرة ساخنة، غير أنه ظل محافظا على شجاعته وهدوئه. وهدد المحليون مرمى ليمان في د55، عن طريق بالغ، ولكن ليمان كان في المكان المناسب، لينسج على منواله كل من كداد وبوشار عند الدقيقتين 57 و59 برأسيتين جانبتا القائمين، لنسجل أول فرصة للسنافر عن طريق عمل فردي من بلخير في د63 ، الذي راوغ وسدد ولكن كرته مرت جانبية، لتعرف المباراة سيناريو مغاير في العشرين دقيقة الأخيرة بعد طرد يطو، إثر تبادله للكمات مع بولخوة، حيث تمكن أشبال عمراني من افتتاح باب التسجيل من كرة عرضية قدمها نساخ، باتجاه زميله جرار، أسكتت السنافر الذين قبلوا اللعب بالكامل في آخر الدقائق بسبب النقص العددي، غير أنهم لم ييأسوا وظلوا يقاومون، خاصة مع تدعيم الخط الخلفي بخذير في مكان باهمبولا الحاضر الغائب. وحبس القائد نساخ أنفاس السنافر في د90، بتسديدة قوية من على بعد 25 م، استعمل فيها ليمان كافة براعته لإبعادها للركنية، التي لم تأت بالجديد، ليعلن الحكم عن نهاية اللقاء والاحتكام للوقت الإضافي، الذي وقع فيه ما كان منتظرا، من خلال نجاح المحليين في تسجيل الهدف الثاني عن طريق البديل حايس في د99، بعد استغلاله توزيعة من الجهة اليمنى، ليرمي الشباب بكل ثقله للهجوم في الوقت المتبقي، على أمل تسجيل هدف التأهل، غير أن آمالهم خابت بعد الطرد الثاني للمهاجم جعبوط، إذ باتت المهمة مستحيلة، لتنتهي المباراة بخروج رابع للسنافر من الدور نصف نهائي، لتظل الكأس مستعصية على أصحاب اللونين الأخضر والأسود، العاجزين منذ تاريخ تأسيسهم في تنشيط اللقاء النهائي. بورصاص.ر- مروان.ب عرامة يتوعد مدوار بحراك رياضي يطيح به ! محاولة اعتداء على مناجير السنافر وعليق اعتذر كادت الأمور أن تأخذ منعرجا خطيرا، عند وصول بعثة النادي الرياضي القسنطيني لملعب 20 أوت، إذ تفاجأ المناجير العام طارق عرامة بمحاولة الاعتداء عليه من قبل بعض أعوان الملعب، وهو ما أخلط الحابل بالنابل، وجعل مسيري السنافر في قمة الاستياء، كونهم لم يتوقعوا هذه الخرجة من أسرة بلوزداد، خاصة بعد استقبالهم لبعثة «أبناء العقيبة» بشكل رائع في لقاء الذهاب. وحمل عرامة الرئيس البلوزدادي عليق مسؤولية كل ما جرى، باعتبار أنه لم يقف شخصيا على إجراءات الضيافة، كما قام عرامة بحملاوي، وفي هذا الصدد صرح عرامة للنصر:»عار ما جرى لنا بملعب 20 أوت، إذ حاولوا الاعتداء على شخصي بطريقة محيرة، وهنا أنا مصدوم، بعد الكيفية الرائعة التي استقبلناهم بها في الذهاب، ولو أنني أدرك بأنهم حاولوا ترهيبنا من أجل اقتناص التأهل، كل شيء كان مدبرا، وحتى رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار مشارك في هذا الفخ، حيث اتصل بمحافظ اللقاء، وطلب منه منعي من التواجد بالملعب بحجة أنني معاقب، وكأنه كان يحاول مساعدة بلوزداد على التأهل، أقول له الحراك الشعبي أطاح بالعديد من القادة والسياسيين، في انتظار الحراك الرياضي الذي سيعصف به، وبكل من هو من طينته.» علما، وأن رئيس السياربي سعيد عليق، قد تقدم من عرامة وطلب منه الاعتذار عما حدث، مبرئا نفسه من محاولة الاعتداء على مسيري السنافر، ومؤكدا أنه لا يمكنه نكران حسن الضيافة بملعب حملاوي. مروان.ب أصداء المدرج الخاص بالسنافر امتلأ سريعا امتلأ المدرج الخاص بأنصار النادي الرياضي القسنطيني في حدود الساعة 13:30 تقريبا، بعد أن قامت إدارة الملعب بفتح الأبواب على الساعة منتصف النهار، أين وقف السنافر في طوابير منظمة، علما وأن عدد معتبر منهم لم يتمكن من الدخول، بسبب نفاد التذاكر في ظرف وجيز. سعر التذكرة بلغ 2000 دينار في السوق السوداء بلغت ثمن تذكرة دخول أنصار شباب قسنطينة، 2000 دينار جزائري في السوق السوداء، على الرغم من أنها عرضت للبيع في الأكشاك بمبلغ 200 دينار فقط، حيث استغل البعض من تجار السوق السوداء وضعية مناصري الشباب، الذين قطعوا مسافة 450 كيلومتر من أجل مساندة فريقهم، لتحقيق ربح سريع. تعزيزات أمنية مشددة خارج الملعب وداخله شهدت مباراة النادي الرياضي القسنطيني أمام مضيفه شباب بلوزداد بملعب 20 أوت، تعزيزات أمنية مشددة على غير العادة، تفاديا لحدوث أية انزلاقات أو احتكاكات بين أنصار الناديين داخل الملعب أو خارجه، هذا وقد علمنا من مصادر مقربة من بيت أبناء العقيبة، بأنه قد تم الاستنجاد ب3 وحدات إضافية من الأمن. غلق كل الطرقات المؤدية إلى الملعب قامت مصالح أمن العاصمة، بغلق كل المنافذ المؤدية إلى ملعب 20 أوت تقريبا، وعبر مداخل ولاية الجزائر أمام أنصار النادي الرياضي القسنطيني، باعتبار أن المدرجات المخصصة لهم قد امتلأت عن آخرها في حدود الساعة 13:30، لضمان التحكم في الأوضاع. لافان أعاد أرونا وبوشريحة وبن قويدر لقسنطينة فضل مدرب النادي الرياضي القسنطيني دينيس لافان، استبعاد الثلاثي أرونا وبوشريحة وبن قويدر، عن القائمة المعنية بمباراة بلوزداد مسبقا، إذ طلب منهم مغادرة تربص الفريق بفندق حسين داي، والعودة إلى قسنطينة قبل يوم عن موعد اللقاء، قبل أن يقوم باستبعاد عنصرين آخرين لحظات قبل انطلاق المباراة، ولو أن هذه الخرجة لم تلق إعجاب المبعدين، على غرار الثلاثي أرونا وبوشريحة وبن قويدر، الذين كانوا يأملون في مساندة زملائهم بملعب 20 أوت، على أمل منحهم الدفع اللازم، للعودة بتأشيرة التأهل لنهائي كأس الجمهورية. إبعاد قعقع وعايشي في آخر لحظة قام التقني الفرنسي باختيار قائمة 18 المعنية بلقاء بلوزداد بغرف تغيير الملابس، من خلال شطب إسمي أحمد قعقع ومنير عايشي، وهو ما أثر في معنوياتهما، خاصة وأنهما كانا يبحثان عن المساهمة في قيادة الشباب للمباراة النهائية لكأس الجمهورية، وحاول رفاقهما الحديث معهما، والرفع من معنوياتهما، باعتبار أن شباب قسنطينة، كان على موعد مع لقاء تاريخي.