عرف المجلس الشعبي لبلدية قسنطينة جدلا كبيرا بين المنتخبين والكاتب العام حول 400 مليون سنتيم، قررت البلدية منحها لمؤسسة «إيديفكو» لتزيين جدار بشارع الجمهورية بوسط المدينة، لتتم المصادقة على خفض المبلغ إلى النصف. وانطلق الجدل في المجلس خلال الدورة الأخيرة، من تشكيك المنتخب الشريف بزاز في حجم المبلغ المرصود لتزيين جدار واحد، كما أن مؤسسة «بروبكو» شرعت في العمل عليه منذ فترة من خلال تغليفه، حيث علق المنتخب أن عملية التغليف تمت بالخرسانة المطبوعة، لكن رئيس البلدية نبّه إلى أن الجدار غلّف بالحجارة. و رد مدير مؤسسة «إيديفكو» على تساؤل المنتخب بالقول إن 400 مليون سنتيم مبلغ تقديري، مشيرا إلى أن الجدار الواقع بمحاذاة مقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء معرض للانزلاق، فضلا عن أنه قد بني بلبنات الطوب فقط، وليس عبارة عن جدار دعم. وعلقت المنتخبة أسماء زرمان على رد مدير «إيديفكو» بالتساؤل عما إذا كانت عملية التزيين متعلقة بإسناد الجدار أم لا، مشيرة إلى أن العنوان في الميزانية يتضمن التزيين فقط، كما قالت إن الحجارة المستعملة للتغليف تزيد من ثقل الجدار وتضاعف خطر وقوعه، فيما استفسر المنتخب الشريف بزاز عن سبب الشروع في الأشغال قبل إجراء المداولة في المجلس، حيث قال «الحائط منته تقريبا وهذه ليست أشغالا ذات طابع استعجالي حتى تشرع فيها «إيديفكو» قبل المداولة في المجلس». وتحدث المنتخب صلاح الدين مزيود عن إشكال في تسمية البرنامج وعدم مطابقته مع طبيعة الأشغال. وأوضح مدير مؤسسة «إيديفكو» أن تكلفة الجزء الذي وصلت إليه الأشغال حاليا لم تتجاوز مائتي مليون سنتيم، مشيرا إلى أنه يمكن التوقف عن العملية في حال أبدى أعضاء المجلس رغبة بذلك، كما أن رئيس البلدية «ذكّر المنتخبين أنه من حقهم عدم المصادقة»، قبل أن يدخل المنتخب الشريف بزاز في نقاش حاد مع الكاتب العام عندما طالب بعرض مشاريع المداولات على المنتخبين قبل الدورة ليرد الكاتب العام أن ذلك من اختصاص الإدارة فقط وقال «لم يبق إلا أن تشاركونا في التفاوض على الأموال، ولست أنت من تقيّمني»، وهو ما اعتبره المنتخب تجاوزا للحدود وذكّره أن رئيس البلدية يمثّل جميع المنتخبين. وكاد مشروع تزيين الجدار أن يؤجل كامل المداولة، التي تضم استحداث ساحة بسطح المنصورة ونقاطا أخرى، بسبب الخلاف بين الحضور، قبل أن يدعو المنتخب عبد الحكيم لفوالة أعضاء المجلس إلى مراعاة المصلحة العامة في البرامج الأخرى، و ينتهي الأمر باتفاق المنتخبين على خفض قيمة برنامج تزيين الجدار إلى مائتي مليون سنتيم والمصادقة عليه. ويذكر أن مؤسسة «إيديفكو» قد شرعت في تغليف الجدار المذكور بالحجارة منذ عدة أشهر، بعد أن خضع قبل ذلك لعملية طلاء بألوان «زاهية».