محمد السادس يريد تقاربا مع الجزائر عبر بوابة كرة القدم قال العاهل المغربي محمد السادس أن المملكة ملتزمة بما أسماه نهج "اليد الممدودة" اتجاه الجزائر، وهو ما تجسد مؤخرا في مظاهر الحماس، وتقاسم الشعب المغربي الفرح مع الشعب الجزائري خلال التتويج بكأس إفريقيا قبل أيام بمصر. وقال الملك محمد السادس في الخطاب السنوي لعيد العرش بمناسبة مرور عشرين عاما على تربعه على عرش المملكة مساء أول أمس أنه ملتزم بنهج اليد الممدودة اتجاه الجزائر بحكم العديد من العوامل التاريخية المشتركة وأيضا المصير الواحد، " ومن هذا المنطلق، فإننا نؤكد مجددا التزامنا الصادق، بنهج اليد الممدودة، تجاه أشقائنا في الجزائر، وفاء منا لروابط الأخوة والدين واللغة وحسن الجوار، التي تجمع، على الدوام، شعبينا الشقيقين». وواصل محمد السادس يقول في ذات الاتجاه» وهو ما تجسد مؤخرا، في مظاهر الحماس والتعاطف، التي عبر عنها المغاربة، ملكا وشعبا، بصدق وتلقائية، دعما للمنتخب الجزائري، خلال كأس إفريقيا للأمم بمصر الشقيقة؛ ومشاطرتهم للشعب الجزائري، مشاعر الفخر والاعتزاز، بالتتويج المستحق بها، وكأنه بمثابة فوز للمغرب أيضا». وبالنسبة لذات المتحدث «فهذا الوعي والإيمان بوحدة المصير، وبالرصيد التاريخي والحضاري المشترك، هو الذي يجعلنا نتطلع، بأمل وتفاؤل، للعمل على تحقيق طموحات شعوبنا المغاربية الشقيقة، إلى الوحدة والتكامل والاندماج». وليست هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها عاهل المغرب رسالة من هذا النوع ومن ذات المضمون للجزائر بهدف العمل على إعادة فتح الحدود، التي تشكل مطلبا ملحا بالنسبة للمملكة، والتي عبر عنها صراحة محمد السادس والعديد من المسؤولين المغاربة في أكثر من مناسبة. وتريد السلطات المغربية فصل ملف إعادة فتح الحدود عن العديد من الملفات المطروحة بين البلدين وبخاصة منها مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والمواد الغذائية والوقود وغيرها، وهي المواضيع التي تصر الجزائر على ضرورة معالجتها معالجة عادلة ومنطقية قبل الحديث عن إعادة فتح الحدود، بحيث لا يجب أن يقع عبء إعادة فتح الحدود على عاتق طرف واحد فقط هو الجزائر، وبأنه لا يمكن المغامرة أيضا بأمن الجزائر و مواطنيها وصحتهم. لكن المغرب في واقع الحال لا يدفع نحو نهج اليد الممدودة بإخلاص كما يقول، بحيث هاجم محمد السادس نفسه في الكثير من خطاباته الجزائر، وحاول ربط حل مشكل الصحراء الغربية بها، في حين أن هذا الملف منفصل تماما وهو عبارة عن قضية تصفية استعمار، وهو اليوم بين أيدي الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، ولا دخل للجزائر في ذلك لأن الحل لابد أن يكون عبر مفاوضات مباشرة بين الشعب الصحراوي والمحتل المغربي تفضي إلى استفتاء تقرير المصير. ويبدو أن محمد السادس حاول هذه المرة الدخول عبر بوابة كرة القدم من أجل إعادة طرح ما يصبو إليه المغرب فيما يتعلق بتنقية العلاقات الثنائية بين البلدين و تمتينها.