استرجع سكان قالمة أمس الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 الذكرى 65 لاستشهاد القائد الثوري البارز باجي مختار عضو مجموعة 22، الذي قاد العمل المسلح بمنطقة قالمة، عنابة، الطارف و سوق أهراس و خاض أولى معارك الثورة المقدسة بالقاعدة الشرقية الحصينة. و منذ انتفاضة 8 ماي 1945 و سنوات قليلة قبلها برز باجي مختار ضمن قادة الحركة الوطنية بالمنطقة، و صار محل مراقبة و مثار قلق الجيش الفرنسي الذي ظل يلاحق باجي مختار لوقف نشاطه الثوري المناهض للاستعمار. و منذ الأيام الأولى لاندلاع حرب التحرير قام باجي مختار بأول هجوم مسلح على منجم قرب حمام النبائل شرق قالمة يوم 5 نوفمبر 1954 رفقة عبد الله نواورية أحد أبرز القادة بالمنطقة. و بعد 15 يوما من بداية حرب التحرير المقدسة و في يوم 19 نوفمبر 1954 طاردت القوات الفرنسية باجي مختار بغابات بني صالح الشهيرة، و حاصرته داخل مزرعة قرب بلدية مجاز الصفا شرق قالمة مع مجموعة من المجاهدين بينهم شايب دزاير أول شهيدة في الثورة. و خاض باجي مختار مع رفاقه معركة دامية و رفض الاستسلام، و ظل يقاوم حتى سقط شهيدا معلنا بداية قائمة طويلة من الشهداء بلغت بعده رقم المليون و نصف المليون من الرفاق الأبطال الذين واصلوا المسيرة على مدى سبع سنوات و نصف من النار و الرصاص، و الجوع و البرد بين الجبال و الاودية و الكهوف السحيقة. و عندما سقط باجي مختار شهيدا كان عمره 36 سنة تقريبا قضاها متشبعا بحب الوطن و نبذ الظلم و الاستعمار، و قد سمح له مستواه الدراسي الذي بلغ مرحلة المتوسط بالانخراط المبكر في العمل السياسي و مقاومة الاستعمار، و صار رمزا للمقاومة بالقاعدة الشرقية الحصينة، لكنه ظل المطلوب الأول للإدارة الفرنسية التي كانت تدرك جيدا بان باجي مختار هو النواة الصلبة للعمل المسلح بجبال بني صالح و القاعدة الشرقي، و لذا يجب القضاء عليه بأسرع وقت ممكن حتى لا يزداد قوة و يكون جيشا قويا عماده الشباب المثقف و الفلاحين البسطاء الذين آمنوا بالعمل المسلح كخيار وحيد لتحرير الوطن المحتل. فريد.غ