قسنطينة لم تعد تغني المالوف لم تعد عاصمة الشرق الجزائري و مسقط رأس أعمدة و مشايخ المالوف كالدرسوني و محمد الطاهر الفرقاني و محمد الشريف زعرور، تغني طابعها الذي كانت تتمايل على إيقاع آلاته و عذب ألحانه شوارع و أزقة سيرتا، حيث أغلقت الأكشاك التي روجت له و اختفى صوته من الأماكن العامة، و الفضاءات التجارية، و هو ما وقفنا عليه خلال جولة النصر الاستطلاعية في شوارع المدينة و أزقتها العريقة التي بدأت تتجرد من موروثها الموسيقي، و تطمس هويتها الغنائية، لأسباب أرجعها مختصون إلى تردي الذوق العام و كذا السياسة الخاطئة التي ينتهجها القطاع الثقافي، و هيمنة الموسيقى الهابطة و غيرها من العوامل التي جعلته يقبر في مدينته . ملف من إعداد: أسماء بوقرن الزائر لمدينة الفن و الهوى، لا يتذوق أشعارها و فنها الراقي الذي كان يعانق سماء المدينة و يمتع مسامع المتجول بين أزقتها، فلم يكن يخلو مدخل حي أو شارع من كشك يروج لفنها و يبيع آخر إصدارات مغنييها و حتى أسطوانات كبار المشايخ ، فكانت عدة نقاط كالرصيف تنطق فنا و تستميل المار عبر شارع العربي بن مهيدي، و تدفعه للتوغل داخلها لاقتفاء أثر هذا الفن، في رحبة الصوف و ساحة أول نوفمبر أو كما كانت تسمى بباب الواد، أين كان يوجد كشك كردوسي، زوج منيرة الفرقاني ابنت الفنان الراحل الحاج محمد الطاهر فرقاني، كما كان الفنان زين الدين بوشعالة يملك فضاء يروج لإصداراته و موسيقى المالوف عموما غير أننا لم نعثر على أثر له، فقد غير أصحابها النشاط بعد أن أصبح لا يحقق عائدا ماديا، كما أن محل الحاج محمد الطاهر الفرقاني الذي كان يعرض إبداعاته على مستوى نهج 19جوان أغلق منذ نحو ثلاث سنوات و أُجر لأحد تجار الألبسة. «النجمة» تطفئ شعلة الفن القسنطيني المؤسف أن المقاهي التي كانت تذيع المالوف و تحتضن فنانيه و محبيه أصبح حالها لا يختلف عن حال هذا الفن، كمقهى النجمة التي كانت تعد القلب النابض لشارع العربي بن مهيدي، بالأغاني التي تذيعها و ديكورها الرائع المزين بالآلات الموسيقية و الصور القديمة، و استقطابها لمحبي الثقافة، و مغني المالوف، كما كانت محطة يتوقف عندها زوار المدينة و هم في طريقهم إلى محطة القطار، سالكين المصعد و جسر ملاح سليمان، لكن واقعها اليوم مؤلم بعد أن طالها الإهمال و أغلقت في وجه مرتاديها. و أعرب التاجر رشيد جبة الذي التقيناه بحي الرصيف بوسط المدينة، عن حسرته لتغييب الأغنية القسنطينية في ديارها ، مشيرا إلى أنه من عشاق هذا الفن و كان يحضر الحفلات التي كانت تنظم بالمسرح الجهوي و كلية الشعب و إحدى قاعات السينما و هو ما نفتقده اليوم. «السياسة» والرياضة يعوضان الموسيقى في المقاهي و المحلات و حتى باقي المقاهي و المحلات التجارية الموزعة عبر أزقة سيرتا العتيقة، لم تعد تطرب زبائنها بفن المدينة الأصيل، وعوضتها بشاشات تلفزيونية تبث مقابلات كرة القدم ومستجدات الساحة السياسة ، هو ما وقفنا عليه في أغلب النقاط التي صادفناها أثناء جولتنا الاستطلاعية بالمدينة، في حين اختار تجار الألبسة و بالأخص الرجالية، الأغاني الرايوية، فيما فضل أصحاب المطاعم الأغاني الشرقية و كذا الغربية، لأنها في نظرهم تتماشى مع ميول الشباب، نفس الظاهرة لاحظناها في وسائل النقل العمومية. منصات التواصل لا تروّج للطابع و أثناء بحثنا في منصات التواصل عن صفحات تعنى بموسيقى المالوف و تجمع محبيه، لاحظنا أنها قليلة، و الموجودة غير محينة، حيث وجدنا آخر منشور في صفحة «المالوف القسنطيني» تعود إلى سنة 2013، ما عدا حسابات رسمية ينشطها فنانون مشهورون كصفحة «بيت المالوف» لجمعية الفنان العربي غزال، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية « مايسترو المالوف محمد الطاهر الفرقاني» التي تضم 72 ألف متابع، حيث تنشر أغان و مقاطع فيديو للراحل محمد الطاهر الفرقاني ، فيما توجد صفحات يسيرها أشخاص غير معروفين منها «المالوف العريق» لا يتجاوز عدد متابعيها 50 شخصا. الراي يبتلع باقي الطبوع شعبان طباخ ، مسير محل عزي لبيع القندورة القسنطينية على مستوى شارع 19 جوان، بوسط المدينة، استعاد صورة هذا الشارع عندما كان الحاج محمد الطاهر الفرقاني على قيد الحياة، حيث كان محله ينعش هذا الشارع بأغاني المالوف على مدار السنة، غير أن هيمنة الموسيقى الرديئة و الوسائط الافتراضية على الجيل الحالي و كذا تدني المستوى الثقافي و الذوق العام ، جعل المالوف يحتضر في مسقط رأسه، كما قال المتحدث، موضحا بأن القطاع الثقافي يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن الوضع الذي آل إليه هذا الفن، و هو ما عبرت عنه السيدة وردة التي القيناها خلال جولتنا، مضيفة بأن القائمين على هذا الفن لم يحسنوا نقله للأجيال الجديدة، مشيرة إلى أن أفراح المدينة أيضا فقدت ميزتها و لم تعد تتغنى بمالوف مشايخها و فنانيها، و أصبحت لا تختلف عن المناسبات بباقي الولايات. من جهته قال الشاب أمين، تاجر أقمشة بنهج العربي بن مهيدي ، بأن الجيل الحالي يحبذ الريتم الخفيف الشبابي الذي يواكب موضة العصر ، أما الألوان الغنائية العريقة مثل المالوف، فهي تقتصر، حسبه، على الذين ترعرعوا في وسط فني. الفنان عبد الحكيم بوعزيز إعادة أداء الأغاني القديمة أثر سلبا على المالوف أرجع الفنان عبد الحكيم بوعزيز سبب فقدان قسنطينة لهويتها الغنائية، إلى استعمال تسجيلات قديمة أصبحت لا تلبي رغبة المستمع، في ظل التطور التكنولوجي الحاصل في مجال تقنيات و وسائل تسجيل الأغاني، داعيا الفنانين إلى مسايرة هذا التطور، مع ضرورة التحلي بالذكاء الفني، حتى لا يفقد هذا الفن مبادئه و أصوله، و يواكب في ذات الوقت التطور، باستعمال وسائل تحسين جودة الموسيقى، مع تفادي طرح ألبومات بأغاني قديمة ، و كتابة كلمات جديدة. محدثنا قال بأن ما يسمى ب « دي جي» أو « ديسك جوكي» أثر على موروث قسنطينة الغنائي، حيث كانت في وقت سابق و حتى في ظل نقص التظاهرات الفنية، أغاني المالوف تمتع زوار المدينة، و لم يكن يخلو شارع من شوارعها العريقة من أكشاك الأقراص المضغوطة و الكاسيت، التي تطرب المتجولين بقصائد فنانيها، كما كانت المقاهي فضاءات للترويج للموروث الموسيقي ، و حتى الأفراح كانت تعد إحدى مرافق التعريف به ،حيث كانت العائلات القسنطينية تحرص على إحضار فرقة غنائية لتحيي سهراتها و تتنافس على دعوة ألمع الأسماء للغناء، و هو ما نفتقده اليوم، فسيرتا لم تعد حقيقة تغني المالوف. و أضاف الفنان بأنه سعى لإعطاء روح جديدة لموسيقى المالوف ليس بتجريده من هويته، و انما بإدخال تغييرات ذكية من شأنها أن تبعث نفسا جديدا في تراث سيرتا الغنائي، حيث أدخل آلة السانتي، غير أنه قوبل بالرفض من قبل الأسرة الفنية التي اعتبرت ذلك جريمة في حق هذا الطابع العريق، و هذا أمر مؤسف، حسبه. و أكد لنا بأنه يريد لم شمل كبار الفنانين لإيجاد حلول كفيلة لإعادة بإحياء الموسيقى القسنطينية، داعيا في ختام حديثه الى عدم تسيس القطاع الثقافي، و فتح الفضاءات التي كانت تحتضن هذا الفن ككلية الشعب للفنانين، معربا عن استعداده الكامل لاستئجارها و تخصيصها لكل ما يتعلق بموروث قسنطينة الغنائي. الفنان تواتي توفيق تهميش الأنواع الغنائية في التظاهرات أثر على الموروث و قال من جهته فنان المالوف و مؤسس جمعية أوتار قسنطينة للمواهب الشبانية توفيق تواتي، بأن الفنان الذي يؤدي طابع العيساوة أو الفقيرات و غيرهما من الأنواع الموسيقية التي تمتاز بها المدينة هو أيضا مهمش، و لا يتلقى دعوة حتى للتظاهرات الفنية التي تحتضنها الولاية، و حتى إن وجهت له يتعرض للإهانة عند التفاوض حول مستحقاته ، و التي يتقاضاها بعد مرور نحو سنة ، معتبرا ذلك من أبرز الأسباب التي أثرت سلبا حتى على مردود الفنان الذي لم يجد السبل الكفيلة لإخراج الغناء القسنطيني من قوقعته. و أوضح المتحدث، بأن ما استطاع القيام به للمساهمة على الأقل في الحفاظ على موروث المدينة و نقله للأجيال ، هو تعليم العزف على آلة العود و البيانو و التعريف بمختلف الأنواع الموسيقية المنضوية تحت لواء المالوف على أسس صحيحة، و قد لمس مدى اهتمام الشباب و كذا الأطفال بهذا الفن الذي يعتبرونه رمزا لأصالتنا، متمنيا أن يولي القطاع الثقافي اهتماما به و بالمواهب الشابة التي تجيد أداءه و تخصيص مهرجانات تساعد على اكتشافها و التعريف بها، لأنها جسر لنقل هذا الموروث العريق، مشيرا الى أن ميزانية الجمعيات لا تسمح بإقامة تظاهرات كهذه. كما ذكر بأن اعتماد سياسة الأقراص المضغوطة في الترويج لهذا الفن، لم يعد يجدي نفعا، في ظل هيمنة منصات التواصل و قنوات يوتيوب، داعيا الفنانين إلى ضرورة مسايرة هذا التطور، للمحافظة على هذا الفن ، و ازدهاره. الفنان العربي غزال للنصر قطاع الثقافة يتحمل مسؤولية فقدان قسنطينة لهويتها أعرب أحد أعمدة الفن القسنطيني و مؤسس جمعية بيت المالوف العربي غزال، عن أسفه من سياسة التهميش التي ينتهجها القطاع الثقافي في حق موروثنا الموسيقي، و أصبح، على حد تعبيره، يشجع الرداءة، كما حمله مسؤولية فقدان قسنطينة لهويتها الغنائية، حيث لم تعد تحتضن حفلات المالوف، ولا المهرجانات و التظاهرات التي تساهم بشكل كبير في الترويج له و نقله للأجيال الصاعدة، مؤكدا بأن هناك شريحة واسعة من الشباب المهتمين به و يسعون للحفاظ عليه، و هو ما لمسه من خلال جمعيته «بيت المالوف» أين يلقن أصول الموسيقى المحلية و كل ما تعلق بأبجدياتها كالموشح و الأزجال الأندلسية، الحوزي و المحجوز و الملحون . و أوضح المتحدث الذي يملك رصيدا فنيا عمره 50 سنة، بأنه حريص على الترويج لهذا الفن وتناقله، خاصة بعد أن وجد شريحة واسعة من الشباب مهتمة به، حيث يسعى لتكوينهم تكوينا جيدا، غير أن غياب الفضاءات التي تبرز موهبتهم و تقدمهم للجمهور، تثبط عزيمتهم، و جعلت موهبتهم منحصرة داخل أسوار مقر الجمعية، هذا على خلاف ما كان في الماضي، حيث كان الفنانون يلتقون في النوادي والتي كانت تعرف آنذاك ب «الفنادق «، و يعرفون بالفن القسنطيني كما يتناقشون في كل ما يتعلق به، وسط حضور كبير لمحبيه، و هو ما نتحسر عليه اليوم، كما عبر، يحدث هذا في الوقت الذي يزدهر المالوف في الولايات المجاورة، كعنابة و ميلة و سوق أهراس . محدثنا ذكر أيضا هيمنة الأغاني الرايوية الهابطة، التي تروج للرداءة و تساهم في تدني الذوق العام، غير أنها نجحت في استقطاب شريحة واسعة من الشباب الذين يميلون للرداءة أكثر،حسبه، و يعتبرون المالوف فنا قديما لا يتماشى و العصر الحالي، محملا في سياق متصل الفنانين جزءا من المسؤولية ، فلهم دور كبير في الحفاظ على هذا الموروث الغنائي، الذي يتطلب فصاحة اللسان و المهارة اللغوية إلى جانب الصوت، كما قال، مشيرا إلى أن هناك من يعلمونه بطريقة خاطئة. ويدعو الفنان وزارة الثقافة إلى الاهتمام بهذا الفن الراقي و دعم الجمعيات الشبانية ، و إقامة أنشطة دورية على مستوى مراكزها الثقافية و فضاءاتها، لاكتشاف المواهب الشابة التي لم تستطع أن تطلق العنان لحنجرتها، كما اقترح إقامة حفلات المالوف على مستوى البلديات، على أن يرافق أعمدة هذا الفن ، الفنانين الشباب، ما يساهم بشكل فعال في صقل موهبتهم و تحفيزهم، بالإضافة إلى تنظيم محاضرات و ملتقيات للحديث عن هذه الموسيقى العريقة التي أصبح اليوم أبناء منطقتها لا يعرفون عن طبوعها و ألوانها الموسيقية شيئا. المغني الشاب حمزة بن قادري مبادرات لإعادة الروح للمالوف لم تلق صدى الفنان حمزة بن قادري من أبرز الشباب المدافعين على الأغنية القسنطينية، التي تعلق قلبه بلحنها و أنامله بأوتار عودها، و غنى لمشايخها منذ أن فتح عينيه على هذا الفن، غير أنه اصطدم بعراقيل جمة جعلته يفكر في الاعتزال مبكرا . الفنان الشاب أبرز عديد الأسباب التي جعلت مدينة قسنطينة تتغنى بموسيقى غير فنها الأصلي، واضعة المالوف في ذيل اهتماماتها الفنية، بعد أن حلت الأغاني الرديئة في الصدارة، غير أنه قدم مبادرات من شأنها أن تساهم و لو بالقليل، في بعث الروح في هذا النوع الفني العريق، في مقدمتها مهرجان « قسنطينة تحكي بالطرب» ، و هو عبارة عن تظاهرة فنية ثقافية، تتمثل في سلسلة من العروض الموسيقية و الفنية تؤديها فرقته ، كما تقدم وصلات من التراث الموسيقي على شكل دراما موسيقية « أغنية و حكاية» لترغيب الجمهور في هذا النوع الفني الذي يرى بأنه في طريقه للانقراض ، و هي مبادرة قال بأنها تساهم في الحفاظ على هويتنا الثقافية و ترقية الذوق العام . كما يقترح أن يقام هذا المهرجان في المعالم التاريخية و المعالم التي تتميز بها المدينة، لإعطاء دفع للقطاع السياحي، و هو مشروع، قال بأنه قدمه لوالي الولاية منذ نحو سنة، إلا أنه لم يتلق أي رد بشأنه لحد كتابة هذه الأسطر، مشيرا الى أنه و بالرغم من عشقه للمالوف و العزف على آلة العود، إلا أنه لم يحمل الآلة منذ نحو سنة ، مصرا في الختام على مواصلة النضال لإعادة القيمة الحقيقية للمالوف. عبد المليك مرواني باحث في الموسيقى الفكر الغربي يسيطر على مسيري القطاع استهل الباحث في الموسيقى والتراث الجزائري عبد المليك مرواني، تحليله لوضع المالوف الحالي، بمقولة مشهورة «إن الفنون عامة والموسيقى خاصة، لا تزدهر إلا في أيام الرخاء و راحة البال وجو يسوده الأمان و الاطمئنان»، فهي شروط، أكد محدثنا، وجوب توفرها لتزدهر الموسيقى العريقة، غير أنها، كما قال، غائبة في الظرف الراهن، لأن الناس منشغلون براهن البلاد، ويلهثون لجلب القوت لأسرهم، نظرا للوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه. كما أن هناك سببا آخر ساهم في تغييب موسيقى المالوف عن مسقط رأسها ، يتمثل في الأشخاص الذين يسيطر على عقولهم الفكر الغربي، و يحاولون تجريدنا من أصولنا، مقرا بانفتاحنا على الثقافة العالمية، لكن ليس على حساب موروثنا اللامادي، و أضاف بأن السياسة التي انتهجتها «العصابة» ألقت بظلالها على شباب اليوم الذي أصبح يرى بأن التحضر هو كل ما يصدره لنا الغرب و ما يأتينا من خلف البحار ، فيما يعتبر كل ما هو مرتبط بجذوره و عاداته تخلفا، متسائلا عن مصير المهرجان الدولي للمالوف الذي كان في وقت سابق مكلفا بتنظيمه، إلى جانب نجيب زروالة، و الذي كان يستقطب فنانين من خارج الوطن. المختص قال بأنه من واجبنا أن نوثق لتراثنا الموسيقي و لا نتركه متداولا شفويا عبر الأجيال ، وهو ما بدأ يعمل عليه منذ سنوات حيث ألف كتابا من 300 صفحة حول المطرب و الموسيقار أبو حسن بن نافع الموصلي، الملقب ب «زرياب»، لعذوبة صوته و فصاحة لسانه، و معروف أنه من أضاف الوتر الخامس للعود، كما ألف 24 نوبة، كما ألف كتابا آخر عنوانه « المختصر في الموسيقى النظرية متواصل بقواعد الموسيقى القسنطينية من خلال طبوعها و أوزانها « ، حاول من خلاله تعليم أصول الموسيقى و توثيق كل ما هو شفهي، خاصة و أن فن المالوف يفتقر للمراجع، باعتباره متوارثا شفهيا، ليكون في متناول الدارسين، حيث يضم 130 صفحة ، و أكد بأنه يمكن إدراجه في المنهاج التعليمي، و قد قدمه لوزارتي الثقافة و التربية، غير أنه لم يلق صدى لحد اليوم.