لم يتقدم أزيد من مئتي مستفيد من برنامج 2150 سكنا بصيغة «عدل» بعلي منجلي في قسنطينة، لاستلام مفاتيحهم رغم الانطلاق في عملية التوزيع قبل أكثر من 3 أشهر، فيما لا تزال غالبية الشقق شاغرة إذ لم يلتحق سوى قرابة 50 مستفيدا فقط بالحي بسبب بُعده. و وقفت النصر خلال زيارتها لموقع 2150 سكنا من برنامج عدل 2 بالتوسعة الغربية للمقاطعة الإدارية علي منجلي، و الذي انطلقت عملية توزيع شققه في نهاية جويلية الفارط، على عدم وجود أي حركية بالمكان إذ كان عدد السكان الذين التقينا بهم أقل من عدد أصابع اليد الواحدة، في حين كانت جل المركبات المركونة تابعة لعمال وإطارات المؤسسة التركية التي تشرف على إنجاز مشاريع بالتوسعة الغربية. وقبل وصولنا إلى المكان، وقفنا على وجود العشرات من ورشات البناء، حيث كانت تصدر منها أصوات صاخبة، في حين كان الغبار والأتربة تتطاير من كل مكان، بينما كانت كتل الطين الضخمة تغطي العديد من المواقع وبدت آثارها ظاهرة على الطريق المعبد الوحيد. وقد وقفنا على وجود العديد من العمارات المغلقة، التي لم يلتحق بها أي مستفيد إلى الآن وتأكدنا من ذلك من جهاز "الأنترفون" الذي لم يكتب فوقه أي اسم لأي ساكن، في حين كانت أبواب بعض العمارات مفتوحة حيث كان يقوم بعض السكان بالقيام بإجراء تعديلات داخل الشقق التي أكدوا بأنهم وجدوا عيوبا كثيرة بها. وذكر أحد السكان، أنه اضطر إلى الالتحاق بشقته بعد إنتهاء فترة الإيجار، إذ أكد أنه وفي حال توفرت لديه مستحقات عام لاستأجر مسكنا لفترة أخرى، فالموقع كما ذكر، بعيد جدا ولا يتوفر على أي خدمات تجارية، ناهيك عن مصاريف النقل الذي يكلفه على الأقل 500 دينار يوميا، فهو يستأجر مركبة بمبلغ 200 دينار ذهابا وإيابا من حي «كوسيدار" ثم يركب أخرى للوصول إلى مقر عمله بالقرب من جامعة قسنطينة 3، مشيرا إلى وجود حافلتي نقل عمومي فقط واللتين تمران بالموقع في فترات متقطعة ومتباعدة جدا. و قد لاحظنا أنه على مستوى 5 عمارات ذات تسعة طوابق، وجدنا أن عدد قاطنيها لا يتجاوز 5 عائلات، فقد أكد لنا سكان أن العدد الإجمالي للذين التحقوا بالحي الجديد لا يتجاوز 50، في حين ما تزال قرابة 2100 شقة مغلقة، كما أكد آخر أن الحياة لن تدب في المكان إلا بعد التحاق نصف المستفيدين، فمن غير المعقول كما قال، أن يغامر أي تاجر أو سائق «فرود» ويعمل بتلك النقطة، كما ذكر ساكن آخر أن العشرات من المستفيدين فضلوا تجديد عقود الإيجار، على العيش بالموقع. و أكدت لنا مصادر من مؤسسة «جيست إيمو» أن أزيد من 200 مستفيد لم يتقدموا لاستلام مفاتيح شققهم، من أجل معاينتها واستكمال الإجراءات القانونية و التسليم النهائي لها، رغم أن عملية التوزيع انطلقت منذ قرابة 4 أشهر. وأكد بعض السكان القلائل الذين التقينا بهم، أن عيوبا كثيرة ما زالت تظهر من حين إلى آخر داخل الشقق، كما ذكروا أن نوعية المصاعد «رديئة جدا» إذ تتوقف من حين إلى آخر ثم يتم إصلاحها في كل مرة، كما وقفنا على وجود بعض المستفيدين الذي نقلوا مواد البناء عبر تلك المصاعد وهو ما يخالف شروط ومعايير الاستعمال، فيما ذكر أحد السكان أن عمالا بالشركة التركية هم من تسببوا في توقف بعضها، بعد أن نقلوا مواد وأدوات البناء عبرها، من أجل رفع التحفظات المسجلة بالشقق. وتحدث مستفيدون، أنه قد سجلت نقائص كثيرة في التهيئة الخارجية، حيث تتجمع المياه في مداخل العمارات كلما تساقطت قطرات من المطر فيما سبق وأن أكد الوالي للنصر، أن السبب الأول في تسجيل عيوب بمشروع التهيئة وبعض سكنات موقع 2150 وحدة سكنية عدل بعلي منجلي، هو الضغط الكبير الذي مارسه المكتتبون من أجل تسريع وتيرة الإنجاز، ما دفع بالمقاولات إلى التسريع في العمل لتكون النتيجة ظهور تلك النقائص، لكنه أكد أنها ليست كثيرة، مشيرا إلى استفادة الولاية من 230 مليار سنتيم لاستكمال أشغال التهيئة الثانوية والأولية وإنهاء جميع الاختلالات المسجلة. وصرح والي قسنطينة قبل أسابيع للإذاعة المحلية، أنه من غير المعقول أن يلتحق عدد قليل من المستفيدين بشقق الموقع المذكور، كما ذكر أن مصالحه عملت على إنجاز جميع التجهيزات والمؤسسات التربوية وذلك من أجل توفير الظروف الملائمة للسكن.