شبان يمارسون نشاط كراء الأحصنة لمرافقة مواكب العرائس اتخذ العديد من الشباب في بلديات ولاية قسنطينة خلال السنوات الماضية من كراء الأحصنة لمرافقة مواكب العرائس نشاطا رئيسيا لهم ، بعد أن عرف الطلب على خدماتهم تزايدا ملحوظا، وأصبح مظهرا تحرص عليه الكثير من العائلات خلال زفاف أبنائها لمرافقتهم وهم يطلقون حياة العزوبية نحو عش الزوجية، ليزيدوا بذلك في مظاهر الترف التي أضيفت إلي ميزانية إقامة الأفراح كما أصبحنا نقف عليه كل يوم بعد أن تحولت كل أيام الأسبوع للأفراح بفعل تحكم قاعات الأعراس في ذلك ودخول الكثير من العادات الجديدة ضمن ترتيباته. ففي يوم الخميس الماضي فقط وقفنا من خلال إقامة عدة أفراح في كل من بونوارة والتحصيص المتواجد في مدخل مدينة الخروب وكذا في أولاد رحمون علي هذا المنظر الذي لم يعد مثيرا للانتباه بشكل كبير ، بعد أن أصبح مألوفا ونمطيا في الأعراس التي يتوفر موقعها على ركح يسع مظاهر الفرح والترف الآخذة في الاتساع ، على الرغم من ايجابياتها التي أعادت الفنتازيا ركوب الخيل وتربيتها وصناعة لواحقها للوجود، كما هو الشأن للسرج واللجام والشكيمة والركاب النحاسي التي أفل نجمها وتخلى عنها حرفيوها منذ أن قل الطلب عليها ومعها تربية الخيل نفسها خلال السنوات الماضية بعد أن عمت المكننة كل مجالات الفلاحة ولم يعد للحصان جدوى بل أصبح عالة إلا ما ندر. الشاب /محمد.ب/ قال أنه ورفيقه كونا فرقة من حصانين على الرغم من أنهما يقطنان في كل من الخروب وابن باديس يرافقان بها مواكب الأعراس على مدار أيام الأسبوع ، ولا يدوم ذلك طويلا وعلى مسافة لا تتجاوز مئات الأمتار مقابل 5000دج للحصان الواحد على أن يتحمل صاحب العرس كلفة النقل مقابل أن يصنعان له الفرح ويضفيان على المناسبة السعيدة طابعا يمزج بين الأصالة والتمدن ، تزاحم فيها الأحصنة السيارات الفخمة السوداء الرباعية الدفع التي لم يعد يخلو موكب منها، والتي يتم كراءها هي أيضا. فيما أوضح زميله الذي كان يرتدي برنوسا أبيض وشاشا أصفر تزينه خطوطا سوداء لوازم عودة الفنتازيا إلي مضاربها أن فرس الأعراس يجب أن تتوفر فيه مواصفات الخفة واللون وصغر السن والرشاقة. وعن سر ولوجهما عالم الفروسية المندثر في الولاية التي كانت تضم قديما ميدانا للفروسية تحول إلي عمارات ضمت المنكوبين من سكان عوينة الفول بداية السبعينيات من القرن الماضي ، ولم تفلح كل المحاولات لإعادة هذا المظهر الذي كان يميز عاصمة الشرق التي فقدت بفعل تقاعس أبنائها الكثير من مفاتنها،قال الشاب الثاني الذي تحدثنا معه أن أباه الذي مازال مفتونا بالخيل كان يملك حصانا عزيزا على قلبه ،هو من دفعه إلى ممارسة هذا النشاط ، بتشجيعهم على ركوب الخيل حفاظا على هذا التقليد العائلة ، وكانت توجه له الدعوات بين الحين والآخر لتنشيط الأعراس دون مقابل في منطقته بنواحي بلدية ابن باديس ، مما جعله يفكر في تكوين فرقة مع آخرين يملكون أحصنة ،وهم حاليا يتعاونون فيما بينهم في تنشيط الأفراح ، وتتم الإستعانة بزملاء لهم حينما يكون الطلب على عدد كبير من الأحصنة، بعد أن تهافت أصحاب الأفراح على خدماتهم في السنوات الأخيرة . وهي خدمة آخذة في الاتساع مع اتساع مظاهر الفرح ودخول عادات أخرى جديدة على الأعراس في ولاية قسنطينة ، وقطع حديثنا موكب العروس الذي لاحت بشائره واستعد فارسنا لمرافقة صاحبته إلى عش قرينها مصحوبا بأنغام الزرنة التي لها فرقها ودوي البارود الذي غطت رائحته المكان.