حسم أمس، إتحاد خنشلة الديربي الذي جمعه باتحاد الشاوية بنتيجة عريضة، جسدت استفاقة «سيسكاوة» رغم أن أبناء «سيدي رغيس» خاضوا هذا اللقاء في ظروف استثنائية، لغياب 9 عناصر أساسية. المقابلة سارت منذ بدايتها على وقع معركة تكتيكية بين المدربين حميسي والتونسي الجنحاوي، وذلك باعتماد أهل الدار طريقة هجومية بحثا عن هدف مبكر، يخلصهم من الضغط البسيكولوجي المفروض عليهم، بينما ركن الزوار كلية إلى الدفاع، سعيا لسّد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس خوجة، وهي الخيارات التي جعلت السيطرة خنشلية، وقد كاد على إثرها دمان، يتمكن من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة الرابعة، بتسديدة من على مشارف منطقة العمليات، تصدى لها حارس الزوار ببراعة. محاولات المحليين تواصلت بفرض ضغط رهيب على المنافس في منطقته، لأن الضيوف عززوا قواعدهم الخلفية وتركوا المناورة الهجومية لرأس الحربة يوسف خوجة، الذي كان معزولا تماما وسط الدفاع الخنشلي، ولو أن كريوي أهدر فرصة ثمينة للتهديف في الدقيقة 21 برأسية، أبدع الحارس خوجة في إخراجها إلى الركنية. سيطرة «الخناشلة» ظلت عقيمة إلى غاية الدقيقة 32، قبل أن ينجح المهاجم دمان في فك شفرة الدفاع الشاوي، بضربة رأسية محكمة بعد تلقيه فتحة ميليمترية من حقاص، وهو الهدف الذي حرر أشبال المدرب حميسي من الضغط البسيكولوجي المفروض عليهم، إذ لم تمض سوى 4 دقائق حتى نجح كريوي في مضاعفة النتيجة، بتسديدة قوية من داخل منطقة العمليات، بعد خطأ من المدافع بوطمينة في إبعاد الخطر. فيزيونومية اللعب تغيرت مع بداية المرحلة الثانية، بتوجه الزوار كلية صوب الهجوم بحثا عن العودة في النتيجة، وقد تمكن حاجي من تقليص الفارق بضربة رأسية، مستغلا الخروج غير الموفق للحارس متحزم، وهو الهدف الذي أعطى المباراة ريتما سريعا، في ظل سعي الزوار للتعديل، مقابل تخوف المحليين نسبيا، لكن القائد حقاص لعب دور المنقذ، بتسجيله الهدف الثالث برأسية محكمة، بعد مخالفة نفذها عوينة، مطمئنا زملاءه والأنصار على النقاط الثلاث، وكان ذلك في الدقيقة 70، وعليه فإن الدقائق المتبقية كانت استعراضية، وكاد البديل مسعي أن يثقل فاتورة الضيوف بهدف رابع في آخر دقيقة، لولا أن كرته اصطدمت بالعارضة الأفقية، لتنتهي المواجهة في روح رياضية عالية، بفوز منطقي ومستحق لاتحاد خنشلة.