وفّى أمس، ديربي الولاية 40 بين شباب قايس واتحاد خنشلة بكامل وعوده، من حيث الإثارة والتنافس، خاصة وأن المدرجات كانت مكتظة عن آخرها، و"الأوركسترا" كانت في المستوى من الجانبين. المقابلة عرفت انطلاقة سريعة من التشكيلتين، حيث حاول كل طرف الوصول إلى شباكه منافسه مبكرا، لكن الخطورة كانت أكثر من جانب الزوار، الذين أتيحت لهم أول فرصة في الدقيقة الرابعة بعد تسديدة مسعي، والتي أخرجها الحارس سفاري بصعوبة إلى الركنية، ليرد عليه لوشاحي من جانب الشباب بعد أربع دقائق، إلا أن الحارس متحزم أنقذ فريقه من هدف محقق. أخطر محاولة في الشوط الأول، كانت في الدقيقة 21 لما سدد كريوي كرة عرضية من خارج منطقة العمليات، تصدى لها سفاري بشجاعة كبيرة، لتصطدم بعدها الكرة بالعارضة الأفقية دون أن تدخل الشباك، وهي اللقطة التي دفعت بأهل الدار إلى التكثيف من العمل الهجومي، بالاعتماد على نشاط قيدوم على الرواق الأيسر، وقد كاد مناوي أن يفتتح مجال التهديف في الدقيقة 34، لولا تدخل المدافع تيغزة في آخر لحظة، لتكون آخر فرصة في المرحلة الأولى، تلك التي صنعها كريوي للاتحاد والتي اضطر فيها الحارس متحزم، لإظهار كامل رشاقته لإنقاذ مرماه من هدف السبق. ريتم اللعب ارتفع أكثر في النصف الثاني من المقابلة، وقد كان دمان قريبا من إعطاء الأسبقية للضيوف في الدقيقة 48، بعدما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس سفاري، غير أنه فشل في إيداع الكرة داخل الشباك، ليأتي الرد عن طريق مسعودان بنفس الكيفية، قبل أن يهتدي دمان إلى الشباك في الدقيقة 55، بعدما استغل دربكة وسط دفاع الشباب، ليودع الكرة في مرمى سفاري، مفجرا فرحة عارمة في أوساط "سيسكاوة". هذا الهدف أعطى اللقاء نكهة أخرى، بطغيان الاندفاع البدني والتدخلات الخشنة، وقد طالب "الخناشلة" بضربة جزاء في الدقيقة 62 بعد سقوط مسعي داخل منطقة العمليات، إلا أن الحكم فصيح أمر بمواصلة اللعب، لتشهد الدقيقة 71 نجاح "القايسية" في إعادة الأمور إلى نصابها وتعديل النتيجة بفضل قشير بضربة رأسية، وسط احتجاجات الضيوف على شرعية الهدف بحجة وجود لمسة يد، غير أن الحكم تمسك بقراره. باقي فترات اللقاء، سارت على وقع تنافس شديد مع احتدام الصراع على الكرة، في حدود الدائرة المركزية وطغيان التدخلات العنيفة، وقد كانت فرصة البديل سماسل الوحيدة التي تستحق الذكر، حيث فشل في مضاعفة النتيجة للشباب في الدقيقة 82، لما وجد نفسه أمام شباك شبه شاغرة، بعد أن جانبت رأسيته إطار المرمى، ليطلق الحكم صافرته بالتعادل، وفي روح رياضية عالية.