الجزائر أنغولا (اليوم 16 سا) بعد المونديال.. حلم الأولمبياد ينطلق اليوم ينهي المنتخب الوطني لكرة اليد مساء اليوم، مشاركته في النسخة 24 لنهائيات كأس أمم إفريقيا بخوض المقابلة الترتيبية، والتي ستجمعه بنظيره الأنغولي، في نهائي «المواساة»، والذي يكتسي أهمية بالغة، لأن انتزاع الميدالية البرونزية يعني ضمان المشاركة في الدورة «العالمية» المقررة شهر أفريل القادم، والمؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020، مادامت «اليد» الجزائرية تواصل رحلة السعي للعودة إلى الألعاب الأولمبية، بعد غيابها عن هذا الحدث العالمي منذ دورة أطلنطا 1996. مباراة اليوم، ستكون فرصة للنخبة الوطنية من أجل التأكيد على الوجه المقبول الذي ظهرت به في هذه الطبعة من «الكان»، سيما بعد النجاح في تجسيد الهدف المسطر، بانتزاع تأشيرة المشاركة في مونديال مصر 2021، على اعتبار أن الجزائر كانت قد غابت عن آخر نسختين من نهائيات كأس العالم، بعد التراجع الكبير على الصعيد القاري، وقد كانت المشاركة الكاررثية في النهائيات الإفريقية بالغابون أسوأ ظهور لليد الجزائرية في تاريخ دورات «الكان»، باحتلال المركز السادس، بصرف النظر عن الصراعات الإدارية، التي عاشت على وقعها الإتحادية الجزائرية لكرة اليد، والتي كانت لها انعكاسات كبيرة على المنتخب، خاصة في الشق المتعلق بالطاقم الفني، ليكون قرار الاستنجاد بخدمات التقني الفرنسي آلان بورت، قبل شهرين من انطلاق دورة تونس، كافيا لحفظ ماء الوجه بترتيب البيت وتجنب «انتكاسة» أخرى. وتصب المعطيات الأولية للمباراة الترتيبية في صالح السباعي الجزائري، وذلك بالنظر إلى المستوى الذي ظهر به كل منتخب منذ بداية هذه الطبعة، لأن الخضر حققوا الأهم بالفوز في اللقاءات الأربعة الأولى أمام كل من زامبيا، الكونغو، المغرب والرأس الأخضر، في انجاز كان كافيا لترسيم التأهل إلى مونديال مصر 2021، والانهزام أمام تونس، ثم مصر في نصف النهائي كان منطقيا إلى أبعد الحدود، ولو أن حقيقة الميدان كشفت بأن التشكيلة الوطنية، كانت قادرة على تفجير المفاجأة وبلوغ النهائي، لولا نقص الخبرة، وكذا تأثر بركوس ورفاقه من الناحية البدنية، جراء نقص التحضير، مقارنة بالعملاقين الحاليين للقارة تونس ومصر، والدليل على ذلك هو تراجع مردود الخضر في الشوط الثاني من كل مقابلة. بالموازاة مع ذلك، فإن منتخب أنغولا لم يظهر في دورة تونس بمستواه المعهود، وهو الذي أصبح منذ سنة 2004، يصنف ضمن خانة أفضل رباعي في القارة، حيث اعتاد على التواجد في المربع الذهبي، لكن دون نجاحه في تنشيط النهائي إلى حد الآن، ونجاحه في تكرار نفس «السيناريو» هذه المرة كان نتيجة تواضع المنافسين، انطلاقا من المجموعة السهلة، التي ضمت كلا من ليبيا، الغابون ونيجيريا، ثم الكونغو الديمقراطية في الدور الثاني، لكن الاصطدام بمصر ثم تونس في نصف النهائي كشف تقهقر «اليد» الأنغولية، التي خسرت أمام منتخب البلد المنظم بنتيجة (39 / 23)، بعدما كانت قد انهت الدور الثاني بهزيمة امام منتخب مصر بفارق 7 نقاط، وهي مؤشرات أولية تكفي لترجيح كفة المنتخب الوطني في اللقاء الترتيبي. موعد هذه الأمسية، سيكون عبارة عن تنافس من أجل حجز مقعد فوق «البوديوم»، وبالتالي الظفر بالميدالية البرونزية، لكن الحسابات تغيّرت وأصبح ثالث القارة السمراء معنيا بتنشيط الدورة التأهيلية المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية، لأن البطل يتأهل مباشرة إلى أولمبياد طوكيو 2020، ليحمل منتخبان راية تمثيل إفريقيا في الدورة المزمع إقامتها شهر أفريل القادم بكل من ألمانيا، النرويج والدانمارك، بمشاركة 6 منتخبات أوروبية، ومنتخبين من إفريقيا، وهي نفس حصة القارة الأمريكية، بنصفيها الشمالي والجنوبي، ليتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى الأولمبياد، وعليه فإن «الخضر» يراهنون على الفوز بهذه المقابلة لتسطير هدف آخر على المدى القصير، بحثا عن العودة إلى الألعاب الأولمبية، بعد غياب دام قرابة ربع قرن. وتكتسي هذه المواجهة الطابع الثأري، لأن منتخب أنغولا كان قد قطع الطريق أمام النخبة الوطنية، باتجاه المونديال في آخر دورتين من «الكان»، كما أن هذه المقابلة هي الرابعة من نوعها التي ستجمع المنتخبين في «النهائي المصغر»، مع حيازة الأنغوليين على أفضلية طفيفة، باحراز انتصارين في نسختي 2004 و2016، مقابل فوز «الخضر» في اللقاء الترتيبي لدورة 2006، ومنتخب أنغولا يسجل تواجده في هذا الموعد المتقدم من «الكان» للمرة السابعة في تاريخه، ولو أن الطرفين كانا قد إلتقيا منذ أسبوعين في لقاء ودي بالجزائر، انتهى لصالح النخبة الوطنية بفارق 7 أهداف. ص / فرطاس