تسبب، نهاية الأسبوع، مجهولون قدموا على متن مركبات تحمل ترقيم ولايات مجاورة محيطة بولاية أم البواقي، في ندرة حادة مست مادتي الزيت والسكر، الأمر الذي أحدث تخوفا لدى العائلات عبر بلديات الولاية، التي سارعت لاقتناء المادتين اللتان ارتفع سعرهما في السوق، وكذا اقتناء المواد الغذائية تخوفا من حدوث أزمة في التموين، في الوقت لذي كشفت فيه مديرية التجارة، بأن الأمر مرتبط بممارسات لها صلة بالاحتكار والتهريب والمضاربة، مطمئنة المواطنين بأن المواد الغذائية تعرف وفرة، من جهته رئيس أمن الولاية توعد بالضرب بيد من حديد كل من يثبت تورطه في الممارسات غير القانونية. إقبال المواطنين على متن مركبات تحمل ترقيم ولايات مجاورة، أين توجهوا صوب المحلات التجارية ببلديات فكيرينة وعين البيضاء ومسكيانة والضلعة، و كذا أم البواقي وعين ببوش، وقاموا بشراء كميات معتبرة من مادتي السكر والزيت، وهو ما تم تداوله بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، وتطرق التجار ليلا إلى أن الذين تقدموا منهم منحوهم حتى أوراقا نقدية مزورة، وسحبوا كل المنتجات التي عرضوها للبيع، الأمر الذي أحدث حالة من الهلع وسط المواطنين، الذين دقوا ناقوس الخطر وطالبوا بضرورة تدخل مصالح الأمن للحد من هذه الممارسات، وهو ما تم فعلا أين تدخلت الشرطة ونصبت حواجز أمنية على طول مخارج مدن الولاية خاصة منها الحدودية، ونجحت في ضبط كميات معتبرة من المواد الغذائية غير المفوترة، التي اقتناها المواطنون الذين قدموا على متن سيارات وشاحنات. الجولة الميدانية التي قادتنا أمس صوب المحلات التجارية بمدينة أم البواقي، كشفت عن ندرة حادة في مادتي الزيت والسكر، اللتان نفدتا من جميع المحلات التجارية، وعرفت محلات البيع بالجملة للمواد الغذائية، إقبالا كبيرا للمواطنين، وهو ما اضطرها للغلق، بسبب رواج معلومات حول تداول أوراق نقدية مزورة في السوق المحلية، خاصة من طرف الغرباء عن الولاية الذين أغرقوا محلات مدن الولاية، بمبالغ مالية، تبين للتجار فيما بعد بأنها مزورة، وانتقد المواطنون استثمار بعض التجار في الأزمة برفعهم أسعار السكر إلى 400 دينار ل5 كلغ و600 دينار ل5 لتر من الزيت، في الوقت الذي تهافت المواطنون على مختلف المواد الغذائية، تخوفا من حدوث أزمة تموينية. المكلف بالإعلام بمديرية التجارة بأم البواقي خالد دليلش أوضح للنصر، بأن الإشاعات خلقت ندرة في ظل وفرة للمنتوجات على مستوى محلات الجملة، والمتسبب فيها الأول هم غرباء عن الولاية، قدموا من ولايات مجاورة واقتنوا مادتي الزيت والسكر بكميات معتبرة، وخلقوا فوضى وسط سكان الولاية، وهدفهم الأول التهريب والاحتكار والمضاربة، وأوضح المتحدث بأن مصالح الأمن تصدت للبعض منهم، وحجزت كميات معتبرة من المواد الغذائية، في الوقت الذي طرح التجار استلامهم لأوراق نقدية مزورة، وطمأن المتحدث سكان الولاية بأن شبكة التوزيع تعمل بشكل عادي، وتجار الجملة أكدوا وفرة جميع المنتوجات على مستوى مستودعاتهم، وبأن المخزون يكفي لأشهر عديدة قادمة. من جهته مراقب الشرطة لعور كمال رئيس أمن ولاية أم البواقي، أكد بأن مصالحه ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بالقدرة الشرائية للمواطن، مشيرا بأنه وتنفيذا لتعليمات المدير العام للأمن الوطني، تم وضع خارطة انتشار دائم عبر كل الطرقات، أين يتم التفتيش ومراقبة كل هذه المركبات والناقلين لهاته السلع دون فوترة أو خارج الإطار القانوني، من جهتها خلية الاتصال بأمن الولاية، أكدت بأن عناصر الأمن كثفت من نشاطاتها الميدانية الرقابية والتوعية والتحسيس، لمحاربة هذه الظاهرة السلبية، أين تم تطويق مداخل ومخارج كامل إقليم ولاية أم البواقي، وتكثيف الدوريات الراكبة والراجلة داخل النسيج العمراني، كما تم في هذا الصدد تحسيس وتوعية أصحاب هذه المحلات بضرورة التبليغ على كل حالات الطلب الكبير وغير العقلاني لهذه المواد، والتحلي بالعقلانية وعدم الانسياق وراء الشائعات، وأكدت الشرطة عن حجز كميات من المواد الغذائية واسعة الاستهلاك بدون فوترة وموجهة للاحتكار والمضاربة.