مواجهة ودية بتوابل الإثارة والندية يستضيف مساء اليوم منتخبنا الوطني الجار التونسي في مباراة دولية ودية، لا تحمل من المصطلح سوى الاسم، لطابع الديربي الذي يميزها ولاحتوائها على جميع توابل الفرجة والحماس والندية ، ما يجعلها على درجة عالية من الأهمية في حسابات الطرفين، كما أن موعد اليوم يتزامن و مرور المنتخبين الجارين بمرحلة حساسة، فالخضر "طبعة حليلوزيتش" في مرحلة البناء والتكوين والغربلة تحسبا للاستحقاقات المقبلة، والجار التونسي يحضر بجد للموعد الكروي القاري (كان 2012) ولا يريد بأي حال تضييع مواجهة بهذا الحجم. وجميعها مؤشرات قوية ومشجعة لتوافد الجمهور بأعداد غفيرة على مدرجات ملعب مصطفى تشاكر، الذي ارتبط اسمه بإنجازات الخضر في السنتين الفارطتين، سيما والموعد سيكون فرصة لاكتشاف الوجوه الجديدة ، وفي مقدمتها سفيان فيغولي الذي تعلق عليه آمالا كبيرة لتنشيط وتفعيل القاطرة الأمامية للخضر، بالنظر لإمكاناته الهائلة ومستواه الراقي. الخضر بشعار الانتصار والبقاء للأفضل فرغم طابع المواجهة الأخوي الودي، حرص الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش في آخر ندوة صحفية نشطها صبيحة الأربعاء الماضي، على التأكيد بأن منتخبنا سيدخل المباراة بنية تحقيق الانتصار ، لجملة من الأسباب التي تطرق إليها بإسهاب ، فالرجل ومنذ أول ظهور له على رأس العارضة الفنية الوطنية، عرف عنه ميوله للنزعة الهجومية وتمتعه بالروح الإنتصارية التي يسعى جاهدا لزرعها في نفوس لاعبيه، وفوق هذا وسع قائمة المدعوين إلى 31 عنصرا في محاولة منه لرسم معالم الكتيبة التي سيعتمد عليها في الاستحقاقات القادمة والمتمثلة في تصفيات كان 2013 ومونديال 2014، أين سيلعب الخضر بشعار الخطأ غير مسموح به للعودة إلى ساحة الكبار. ومن جهتهم يدرك اللاعبون بأن موعد اليوم والذي يليه بثلاثة أيام يعد أكبر محك وأخطر منعرج على درب فرض الذات وإثبات الإمكانات ، سيما و"الكوتش" قالها بصوت مسموع أن لا فرق لديه بين من يلعب في ليفربول ومن يلعب في باتنة، ما يعني أن المناصب غالية جدا، وما دام الجميع على قدم المساواة، فالبقاء سيكون للأصلح والأقوى من جميع النواحي، وحتى لا يظلم أي لاعب لدى حليلوزيتش فقد وعد بمنح الفرصة للجميع دون استثناء، من خلال الاعتماد على فريقين مختلفين في اللقائين. فرصة البعض لتفادي التقاعد المسبق والبداية بمواجهة اليوم أين كشف في الندوة الصحفية بأنه سيعتمد على اللاعبين الذين لم يلعبوا آخر لقاء أمام إفريقيا الوسطى، ما يعني أن الثلاثي الوافد الجديد سفيان فيغولي وسعيد بوشوك ومحمد أمين عودية سيكون حاضرا لاكتشاف أجواء المنتخب ميدانيا، وتقديم أفضل ما لديه في محاولة لكسب ثقة المسؤول الأول عن الجهاز الفني الوطني، الذي طوى صفحة الخرجات والإنجازات السابقة وأكد للجميع أنهم "أبناء اليوم"، ما من شأنه أن يلهب حرب المناصب عبر كافة الخطوط، ويدفع الجميع بمن فيهم لحسن وعنتر يحيى وبلحاج وغيلاس وبوعزة إلى حسن استغلال الفرصة وحجز أماكنهم في التعداد المعول عليه في قادم الخرجات، ومن ثمة تفادي الإحالة على التقاعد المسبق، في ظل إصرار الناخب الوطني على ضخ دماء جديدة والاستنجاد بالأكثر جاهزية ورغبة في تقديم الإضافة. تونس في بروفة لمواجهة المغرب وفي الجهة المقابلة يرى الضيف التونسي في مواجهة الخضر أفضل محطة تحضيرية تسبق الكان، فتشكيلة حليلوزيتش ورغم الغياب عن العرس الكروي القاري، تبقى في نظر الجيران من أقوى وأهم المنتخبات الإفريقية لضمها نجوما كروية تنشط في كبرى البطولات الأوروبية، كانت إلى وقت قريب تحتل الواجهة الأمامية، من خلال تواجدها ضمن أفضل أربعة منتخبات قارية و حفاظها حتى اليوم على صفة المنتخب المونديالي، وفق ذلك سيكتسي لقاء اليوم طابع الديربي المغاربي، ما يمنح كتيبة الناخب التونسي سامي الطرابلسي فكرة أوضح عن عقلية الجار وأسلوب لعبه ، ومن ثمة جعل مواجهة الخضر بروفة حقيقية لمواجهة المنتخب المغربي في كان 2012 بغينيا الاستوائية والغابون. الغيابات القاسم المشترك وكما الخضر الساعين للاستفادة قدر الإمكان من الموعد الذي قد يكون فرصة الحظ الأخير لبعض العناصر التي تشهد تراجعا في مستواها، سيستفيد التونسيون من اللقاء نتيجة دخول رفقاء عنتر يحيى بنية تقديم أفضل ما لديهم واللعب بجدية وانضباط تكتيكي، كفيل برفع مستوى المباراة التي تبقى النقطة السلبية فيها تتمثل في غياب عدد كبير من اللاعبين، فالخضر سيفتقدون لخدمات سداسي بداعي الإصابة ويتعلق الأمر بكل من مصباح وغزال و جبور و زياني و فابر و جابو، وذات العدد سيغيب عن التعداد التونسي بسبب انشغال لاعبي الترجي التونسي بنهائي رابطة أبطال إفريقيا أمام الوداد البيضاوي وإصابة الميكاري.