سجلت مصالح الأمن بولاية سطيف تعمد بعض الأشخاص كسر حظر التجول الجزئي باتخاذ طرق فرعية بواسطة المركبات للإفلات من الرقابة أو بالبقاء في الشارع لممارسة رياضة كرة القدم وألعاب مختلفة، سيما بالنسبة للشباب. النصر ترصد ليلة أمس الأول تدخلات وحدات الأمن في عمليات استطلاعية بمناطق مختلفة من المدينة، أين يجري التحسيس بضرورة احترام الإجراء الوقائي وتفادي أساليب المراوغة التي لجأ إليها عدد من المواطنين. المتجول في الشوارع بداية من الساعة الثانية و النصف زوالا، يلاحظ حركة غير طبيعية بمختلف أرجاء مدينة سطيف، حيث يشرع أصحاب المحلات التجارية في غلق أبوابها، لاسيما المخابز، محلات المواد الغذائية، الأسواق و الفضاءات التجارية الكبرى، خصوصا و أن بعض الموظفين و العمال، لا ينتهي دوامهم سوى عند الثانية زوالا، ما يجعل الوقت المخصص لاقتناء حاجياتهم مختزلا في نصف ساعة فقط، في وقت لاحظنا تعمد بعض أصحاب المركبات، السير بسرعة جنونية، سواء بسبب انخفاض محسوس في حركة السير و خلو الطرقات من الزحمة، أو لتفادي حلول آجال تنفيذ الحجر الصحي الجزئي. انتشار مكثف للحواجز الأمنية و رقابة صارمة للوثائق و قد نشرت المصالح الأمنية، الحواجز الأمنية عبر نقاط لم يتعود عليها المواطنون، خاصة في تلك المواقع المنتشرة عبر الطرقات و الشوارع الرئيسية، أمام المقرات الكبرى على غرار ولاية سطيف، المستشفى، أمن الولاية و غيرها، مع ركن مركبات مصالح الأمن بطريقة عرضية على الطرقات، لكي تساعدهم في الغلق الجزئي و مراقبة حركة المرور. انطلقت الجولة الميدانية، بداية من مقر أمن ولاية سطيف، في الثالثة و النصف زوالا، مرورا بالعديد من المحاور الكبرى، على غرار الشوارع الرئيسية و الأحياء الكبرى، في صورة وسط المدينة، أمام المستشفى الجامعي محمد سعادنة عبد النور، حي 600 مسكن، مقر المجلس الشعبي البلدي لبلدي سطيف، 1014 مسكنا، 1006 سكنات، وحي الهضاب و غيرها، حيث سجلنا تراجعا في حركة المرور بشكل ملحوظ مع مرور دقائق تطبيق الحجر الصحي الجزئي، لتقتصر على أصحاب المركبات التي يملك أصحابها تراخيص للمرور، الصادرة عن مصالح الولاية أو الدائرة، سواء تعلق الأمر بالموظفين المسخرين بالإدارات العمومية، عمال قطاع الصحة، أو التجار الذين يضمنون التموين بالمواد الغذائية و مختلف المواد الاستهلاكية. و يقوم أعوان أمن ولاية سطيف المدعومين من طرف وحدات حفظ النظام، بمراقبة وثائق المركبات، ففي حال ثبوت حيازتها و صلاحيتها بعد التدقيق في ذلك، يسمح بالمرور لصاحبها و خلافا لذلك، يحرّر محضر ضده مع إخضاع المركبة لإجراء الحجز في المحشر البلدي. ما لاحظناه خلال هذه الجولة، هو عدم الالتزام بإجراءات الحجر الصحي الجزئي من طرف بعض المواطنين، لاسيما فئة الشبان منهم، حيث يقوم بعض أصحاب المركبات، بسلك طرقات فرعية، خاصة بعد أن تم تحديد أماكن تواجد الحواجز الثابتة لمصالح الأمن، من أجل التملص من الرقابة و التنقل بحرّية، لكن في بعض الحالات، يقعون في شباك المصالح الأمنية المتنقلة، التي تقوم بدوريات عبر الأحياء و التجمعات السكانية، سواء من أجل التحسيس عبر مكبرات الصوت، أو لمراقبة مدى تطبيق هذه الإجراءات، بالتالي فإن السير بالمركبة خارج الأوقات الرسمية المرخص لها، يعتبر مغامرة غير محمودة العواقب و قد تكلف صاحبها تطبيق الإجراءات القانونية. كرة القدم و«الدومينو» و«الليدو» وقت حظر التجول خلال جولتنا مع مصالح الأمن، سجلنا كسرا للحجر الصحي الجزئي داخل بعض الأحياء السكنية، أين تعمد بعض الشبان لاسيما المراهقين منهم، بأحياء مثل «الراس يدور»، حي 1000 مسكن، حي 400 مسكن، حي 1006 سكنات، الهضاب، عدم الامتثال للإجراءات، من خلال ممارسة نشاطاتهم الترفيهية المعتادة، على غرار لعب كرة القدم و مختلف ألعاب التسلية الأخرى الجماعية على غرار «الديمينو» و اللعب الإلكترونية الجماعية المعروفة باسم «الليدو»، التي تعرف انتشارا كبيرا في أوساط الشباب، مستغلين شساعة أحياء مدينة سطيف و تشعب طرقاتها و أحيائها، التي قد لا تسمح بتواجد مكثف و دوري لعناصر الأمن. لكنهم يفّرون إلى منازلهم، في حالة قدوم و مشاهدة عناصر الأمن، وقت قيامهم بالجولات الميدانية، لتفادي المسائلة و المراقبة. أما بمنطقة عين الطريق المتواجدة خارج المحيط العمراني لبلدية سطيف و التابعة أمنيا لمصالح الدرك الوطني، فقد لاحظنا ممارسة بعض المواطنين لحياتهم بصفة عادية، خلال أوقات الحجر الصحي الجزئي. فلدى تقربنا من أحد المواطنين، تبين بأنه تعمّد خرق الإجراء دون سبب محدد و صرح للنصر بأنه يتنقل من حين لآخر من أجل زيارة الأقارب أو المشي قليلا، نظرا للرتابة و الروتين اليومي، فيما أشار مواطن آخر، إلى أنه بصدد التنقل إلى منزل أحد أصدقائه الذي يملك ساحة كبيرة، أين يقضون ساعات طويلة هناك، من أجل ممارسة لعبة «الديمينو» و السهر بحضور الجيران، معللا ذلك بالملل من الروتين اليومي، بعد غلق المقاهي و غياب فضاءات للترفيه و قضاء الوقت، أما عن عدم تطبيقهم الإجراءات الوقائية وفقا للتعليمات ، فقد برر محدثنا ذلك بأن منطقتهم لم تسجل حالات إصابة بفيروس «كورونا كوفيد 19» المستجد. مخالفات ضد 300 شخص و وضع 150 مركبة في المحشر و صرح رئيس خلية الإعلام بأمن ولاية سطيف، عبد الوهاب عيساني، بأن مصالحهم قامت بتطبيق القانون بصرامة، لاسيما بالنسبة للمخالفين لتعليمات الحجر الصحي الجزئي، مقدما بعض الإحصائيات، منذ إقراره من طرف السلطات المركزية، إلى غاية الأسبوع الحالي، تمثلت في ضبط أزيد من 300 شخص ممن خرقوا إجراءات الحجر الجزئي، حررت ضدهم مخالفات، فيما تم وضع أزيد من 100 مركبة و 50 دراجة نارية في المحشر البلدي. و دعا المتحدث، إلى تحسيس الأولياء لأبنائهم، بضرورة تفادي الخروج بعد ساعات الحجر المنزلي، مع تكليف فرد واحد في حالة الخروج الاضطراري و تكييف اقتناء المستلزمات قبل التوقيف المحدد، إضافة إلى إتباع طرق التعقيم و الوقاية الضرورية لحصر انتشار الفيروس، مشيرا إلى أن مصالحهم تعمل في الفترة الحالية، علاوة على العمل العادي، على وضع حد للجريمة و ضمان السكينة العمومية، إضافة إلى مراقبة مدى التقيد بإجراءات الحجر الصحي الجزئي، مشيرا إلى تسخير مختلف القوات و الإمكانات المادية و البشرية، مشددا على مواصلة تحسيس المواطنين لتفادي الخروج و الاحتكاك الجسدي، لوقف انتقال فيروس «كوفيد كورونا 19» المستجد.