عشاق الخضر عاشوا يوما على وقع السيسبانس بسبب منحة 34 ألف أورو عاش الجمهور الجزائري أول أمس الإثنين حالة كبيرة من " السيسبانس " لتتبع آخر مستجدات أزمة المنتخب الكاميروني، مع تداول أخبار من حين لآخر تتأرجح بين تأكيد برمجة المباراة الودية و إلغائها، لأن الأسود غير المروضة لم تحضر إلى الجزائر في الموعد المتفق عليه مسبقا، أي الساعة الأولى من فجر الإثنين، و ذلك بعد طفو مشكل لم يكن في الحسبان على السطح، لأن النجم العالمي صامويل إيتو و رفاقه أصروا على نيل مستحقاتهم من مشاركتهم في دورة " أل جي" التي توجوا بلقبها سهرة الأحد بمدينة مراكش المغربية على حساب " أسود الأطلس "، مادامت الشركة الراعية لهذه الدورة قد رصدت مكافأة مالية بنحو 34 ألف أورو للمتوج، وهو المبلغ الذي فجر الوضع في عرين "الأسود الجموحة"، وحال دون تنقل اللاعبين صبيحة أول أمس إلى الجزائر، بعد دخولهم في إضراب، مع مطالبتهم بمستحقاتهم (منح تصفيات " كان 2012 "). ولأن المنتخب الكاميروني فشل في التأهل إلى العرس القاري، قررت الاتحادية حرمان اللاعبين من مستحقاتهم من باب العقوبة. و ذكرت تقارير إعلامية أن لاعبي الكاميرون لم ينتظروا طويلا لتجسيد تهديداتهم، حيث مكثوا في غرفهم ورفضوا النزول للعشاء بالفندق الذي كانوا يقيمون به بمراكش، و ربطوا سفرهم إلى الجزائر بالحصول على مستحقاتهم، وهو ما أحدث ضجة وسط الوفد، أجبر مسؤولي الإتحادية الكاميرونية على الدخول في مفاوضات ماراطونية مع ممثلين عنهم، تواصلت إلى غاية الساعة الثانية من فجر الإثنين، دون التوصل إلى حل وسط، في الوقت الذي اعتصم فيه بقية اللاعبين داخل غرفهم، ولم ينزلوا لتناول وجبة العشاء، و لا حتى الاستعداد لرحلة الجزائر. فشل المفاوضات جعل اللؤلؤة إيتو (الذي يتلقى 20 مليون أورو) يغادر مراكش صبيحة الاثنين، حيث توجه مباشرة إلى اسبانيا لقضاء بعض حاجياته، مكتفيا بالتأكيد على إبلاغه في حال التوصل إلى اتفاق، رغم أنه ضبط برنامج رحلته للعودة إلى روسيا. على صعيد آخر فإن هذه الأزمة إستنفرت السلطات العليا في دولة الكاميرون، حيث استدعى ممثل وزارة الشباب والرياضة الكاميروني المدرب الفرنسي دونيس لافان، وطالبه بإقصاء كل لاعب أضرب ورفض التنقل إلى الجزائر، لكن مدرب الكاميرون رفض اقتراح ممثل الوزارة، بحجة أن هذه الخطوة تكسر المجموعة وأصر على التفاوض مجددا، لأنه كان متفائلا بالتوصل إلى حل وسط، وظل متشبثا بخيط الأمل لمواجهة الخضر، حتى لو اقتضى الأمر التنقل صبيحة اللقاء(الثلاثاء). من جهة أخرى أكد رئيس الفاف محمد راوراوة في مداخلة عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى بأن " الفاف " إتفقت مع الإتحادية الكاميرونية لكرة القدم بخصوص برمجة هذه المواجهة الودية، من دون أن تكون هذه المشاكل مطروحة عند الإتفاق على موعد و مكان إجراء اللقاء، مضيفا بأن علاقته مع مسؤولي كرة القدم بدولة الكاميرون و منصبه في " الكاف " جعله يبادر إلى الإتصال بمسؤولي الفيدرالية الكاميرونية بحثا عن حلول عاجلة لهذه الأزمة، و أشار إلى أن تلويح الطرف الجزائري إلى تقديم مساعدات أخرى لمنتخب " الأسود غير المروضة " لضمان تنقله إلى الجزائر، في الوقت الذي أكد فيه بأنه و في حال ترسيم عدم إلتحاق النخبة الكاميرونية بالجزائر فإن الطاقم الفني للخضر سيضطر إلى تسريح اللاعبين قبل الموعد المحدد لنهاية التربص، من دون أن يتطرق إطلاقا إلى قضية تهديده باللجوء إلى الفيفا، و المطالبة بتسليط عقوبات على منتخب الكاميرون، لأن هذه الأخبار تداولتها العديد من المواقع الإلكترونية طيلة ظهيرة أمس إلى ذلك كشفت وسائل الإعلام الكاميرونية أن وزير الشباب والرياضة لهذا البلد قد تدخل وقام بإرسال مبلغ 25 مليون فرنك بالعملة المحلية إلى مسؤولي الوفد الذي كان متواجدا بمراكش، من أجل حل الإشكال ، و بالتالي الإستجابة للمطالب التي طرحها اللاعبون مباشرة بعد إسدال الستار على الدورة التي نظمتها شركة " آل جي " بالمغرب.. قضية إضراب لاعبي المنتخب الكاميروني يوم أمس، و التي صنعت الحدث في العالم بأسره، ليست سابقة في تاريخ المنتخبات الإفريقية، لأن العديد من منتخبات القارة السمراء سبق لها و أن إهتزت على وقع أزمات مماثلة، لكن الإصرار على الإضراب يبقى من صنع " كاميروني " خالص، لأن لاعبي منتخب الكاميرون سبق لهم وأن تعمدوا رفع الأرجل في أكبر المواعيد ، و بالتالي وضع ألوان بلدهم تحت إبطهم عند إشتراطهم الأموال ، و سيناريو عنابة في " كان 1990 " كان من بين الأمثلة التي عايشها الجزائريون ، لأن " الأسود الجموحة " قدمت حينها إلى الجزائر في تلك الدورة في ثوب البطل، لكن المطالب المالية جعلت اللاعبين يتعمدون الإقصاء، تمهيدا لمونديال إيطاليا1990 ، و الذي أقيم بعد ثلاثة أشهر فقط، حيث سطع نجم الكاميرون ببلوغ الدور ربع النهائي لكأس العالم في سابقة افريقية، ليتكرر نفس السيناريو في مونديال أمريكا 1994، حيث كان العالم بأسره ينتظر ملحمة جديدة للأسود غير المروضة، لكنها فضلت الاستسلام والخرج من النافذة بأسوأ خط دفاعي بسبب عدم الإستجابة للمطالب المالية، فكانت حلقة أمس بمراكش بمثابة إمتداد لمسلسل الأزمة الكاميرونية ، ورغم عدم تمكن هذا المنتخب من التأهل لنهائيات كأس إفريقيا 2012 إلا أن نجومه واصلت سياسة المساومات وأصرت على الاستفادة من أرباح التتويج بدورة " أل جي " ، و كذا منح مباريات المرحلة التصفوية، و هي الأزمة التي جعلت الجزائريين يعيشون على وقع سيسبانس كبير، لأن الكل ينتظر موعد مباراة كتيبة حليلوزيتش مع منافس مع العيار الثقيل بحجم المنتخب الكاميروني.