أكدت نقابات التربية الوطنية أن مهمة الأستاذ في حال قررت وزارة التربية الوطنية استئناف الدراسة، ستكون نفسية أكثر منها بيداغوجية، لرفع معنويات التلاميذ وإعادة إدماجهم في الحياة الدراسية، ثم الانطلاق في مراجعة عامة وتنفيذ ما تبقى من البرنامج، مطمئنة بأن السنة الدراسية أصبحت مضمونة بفضل إنهاء الفصلين الأول والثاني. وشدد العضو القيادي في الاتحاد العام لعمال التربية والتعليم مسعود عمراوي، وهو مفتش سابق في الطور المتوسط في اتصال معه على ضرورة منح الأولوية لتهيئة التلميذ نفسيا في حال استئناف الدراسة قبل الشروع في تنفيذ ما تبقى من البرنامج، لأن دور الأستاذ في ظل هذا الظرف الحساس يحمل طابعا نفسيا أكثر منه بيداغوجيا لمعالجة الأثار النفسية الناجمة عن الانقطاع عن الدراسة لعدة أسابيع، بسبب غلق المدارس خشية تفشي العدوى بفيروس كورونا، وما تبع ذلك من معلومات غير صحيحة تم تداولها إعلاميا وعبر الوسائط الاجتماعية حول مصير نهاية الموسم الدراسي والامتحانات الرسمية. ودعا مسعود عمراوي الأساتذة لتفادي الخوض مباشرة في الدروس أوالمراجعة، مع العمل في المقابل على تهيئة التلميذ نفسيا لإدماجه في الجو العام للمدرسة، معتقدا بأن الظرف الذي عاشته كل الأسرة التربوية وخاصة التلاميذ في الأيام الماضية يتطلب الحكمة في تجاوزه ومعالجة آثاره، لأن التأخر عن الرجوع إلى المقاعد يؤدي إلى صعوبة في الاسترجاع. وانتقد المصدر كافة المعلومات غير الصحيحة والمغلوطة حول الإجراءات التي قد تلجأ إليها الوصاية لتدارك التأخر في إنجاز الدروس وإنقاذ الموسم، كما انتقد اتجاه مصادر للحديث عن سنة بيضاء وعن إلغاء للامتحانات الرسمية، مؤكدا بان كل ذلك كان له تأثيرا سلبية على نفسية المتمدرسين وبالأخص المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، وأن تجاوز الوضع يتطلب تنسيقا ما بين الأساتذة ومستشاري التوجيه والأولياء. كما نفى المتحدث أن يتضرر الموسم الدراسي من الإجراءات الوقائية المتخذة من طرف السلطات لمكافحة فيروس كورونا، منها غلق المؤسسات التعليمية لمنع التجمعات والاحتكاك ونقل العدوى ما بين التلاميذ، مؤكدا بان هذا الظرف يمكن تجاوزه بنجاح، إذا ما قررت وزارة التربية تأجيل الامتحانات الرسمية ب 20 يوما أو 25 يوما كأقصى تقدير، وضبط الدروس التي ستدخل في إعداد مواضيع الامتحانات، مع التزام التلاميذ باستغلال فترة الحجر الصحي لمراجعة ما تم تلقيه داخل الأقسام، متوقعا في حال التقيد بهذه الشروط تحقيق نتائج جد مرضية في الامتحانات الرسمية، منها شهادة البكالوريا. ورفض من جهته رئيس المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس ثلاثي الأطوار «كنابست» مسعود بوديبة أي حديث مسبق عن موعد استئناف السنة الدراسية، لأن القرار مرتبط بمدى تحسن الوضع الصحي والتحكم الجيد في انتشار فيروس كورونا، موضحا في تصريح «للنصر» بأن نقابته قررت بعد الإعلان عن تدابير الحجر الصحي عدم إثارة أي مقترحات او حلول بشأن كيفية إنقاذ الموسم، لأن حفظ صحة الأفراد أولى وأسبق، ولتجنب التشويش على التلاميذ بتقديم مواعيد متضاربة ومتباينة حول العودة إلى مقاعد الدراسة. وتوقع بوديبة أن تكون العودة إلى الأقسام تدريجية وليست دفعة واحدة، على غرار ما قامت به دول عدة، مؤكدا بأن الموسم الدراسي أضحى مضمونا بموجب إنهاء الفصلين الأول والثاني، لان المعارف العلمية التي تلقاها التلميذ خلالها تعد كافية لاجتياز الامتحانات الرسمية والفصلية والانتقال إلى مستويات عليا. كما طمان رئيس نقابة الكنابست التلاميذ بأنهم سيمتحنون في الدروس التي تلقوها داخل الأقسام، ودعاهم إلى المثابرة والعمل المستمر بمراجعة دروس الفصلين السابقين حتى لا ينسوا ما تلقوه من معارف، ولتجديد صلتهم بالدراسة وتوطيدها، ومع الاستعانة بما يعرض على مختلف الوسائط الإعلامية من دروس لتجاوز الصعاب التي يمكن أن تواجههم ونصح بوديبة بتوخي الحيطة والحذر عند الحديث عن مواعيد استئناف الدراسة، مراعاة لنفسية التلميذ، مجددا التذكير بان الأولوية هي في محاربة انتشار الفيروس وحفظ الصحة العمومية، وقد اقترحت نقابته على الوصاية تنظيم منصات تشاورية لاتخاذ قرار بخصوص السنة الدراسية بعد ان تستقر المعطيات المرتبطة بانتشار فيروس كورونا.