كشف محافظ الغابات لولاية ميلة، عن رفع إدارته لدعوى قضائية ضد مجهول، تشكو فيها الفعل الإجرامي الذي لحق بغابة تادرار ببلدية القرارم قوقة، التي عرفت اندلاع حريقين بها ليومين متتاليين. ذات المصدر، أكد على أن الحريق الثاني الذي اندلع بذات الغابة في حدود الساعة العاشرة والنصف من ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضي، عكس الحريق الأول المندلع زوال الثلاثاء، يؤكد على أنه تم بفعل فاعل، إذ من المستحيل أن تندلع النار لوحدها ليلا و في حرارة جو لا تتعدى 15 درجة مئوية دون تدخل الإنسان و هو ما جعلها تلتهم أكثر من 5 هكتارات من الأشجار الغابية. متمنيا أن يفضي التحقيق الأمني الجاري حاليا، للكشف عن هوية الفاعلين و معاقبتهم، مضيفا بأن هؤلاء و بالنظر لتوقيت اندلاع الحريق، هم حتما من جيران الغابة الذين يرى البعض منهم أن مصلحته الخاصة الضيقة تكمن في حرقها، طمعا في التوسع على حساب الغطاء النباتي. غابة تادرار و بالنظر لموقعها الطبيعي و تميزها بمواصفات كثيرة في مقدمتها إطلالتها بمنظر خلاب على حوض سد بني هارون، أدرجها القطاع ضمن المشاريع الاستثمارية السياحية المستقبلية و قد بادر بتشجير المساحة الشاغرة بها لخلق مسلك سياحي أخذ في الوقت الحاضر يشد انتباه الزوار، الرياضيين و السياح. و لعل هذه من بين الأسباب التي دفعت بالمفسدين ذوي النظر القصير، إلى حرق الغابة و الحيلولة دون تشجيرها مجددا. هذه السنة، يقول السيد محمدي، امتدت ألسنة النار لأشجار الغابة قبل الموعد المعتاد و قبل انطلاقة موسم مكافحة الحرائق الذي يتزامن مع الفاتح جوان من كل سنة، حيث سجل القطاع بميلة، ثلاثة حرائق هذه السنة، الأولان بغابة تادرار و الحريق الثالث كان بغابة بلدية يحيى بني قشة، غير أن أعوان الغابات و الحماية المدنية، تمكنوا من السيطرة على الحريق الثالث، قبل أن تتوسع ألسنة اللهب فيه، فكانت خسائره شبه معدومة. علما بأن محافظة الغابات، نصبت عدة أبراج و نقاط مراقبة للإعلان بالتنسيق مع نقطة المداومة المنصبة على مستوى مقر المديرية الولائية، عن الحريق حال اشتعاله و مكافحته في مهده و قبل هذا، كانت قد اتخذت معظم الاحتياطات اللازمة لإزالة النقاط المحتمل أن تكون سببا في اندلاع الحرائق، بالتنسيق مع باقي الشركاء، مع الإشارة إلى أن بعض الأعمال المبرمجة لم تنفذ بسبب جائحة كورونا التي تعرفها البلاد .