تدخل والي عنابة في الأسابيع الأخيرة، لرفع العراقيل عن عدة مشاريع كبرى و مرافق هامة كانت متوقفة لأسباب مختلفة، أبرزها سد بوقنطاس، و كذا منشآت و مرافق حيوية على غرار المصعد الهوائي و الطريق الساحلي الجديد الرابط بين رأس الحمراء و واد بقراط. و قامت مصالح دائرة عنابة، مؤخرا، بعملية هدم 6 إسطبلات شيدت بطريقة غير شرعية فوق أرضية إنجاز سد بوقنطاس الموجه لحماية مدينة عنابة من الفيضانات، نفذت بمرافقة مصالح الدرك الوطني، تنفيذا لقرار والي ولاية عنابة و بتسخيرة من وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة. و سمحت عملية الهدم باستئناف أشغال السد المتوقف منذ قرابة سنة، بعد أن وصلت الآليات إلى إسطبلات رفض أصحابها إخلاءها، مما حال دون تقدم أشغال الحفر بعد تهيئة المسالك، للانطلاق في الإنجاز الفعلي و وضع الخرسانة و بناء الحواجز الإسمنتية. و أمام توقف الأشغال، تم إبلاغ والي الولاية بالموضوع، حيث أمر بعد استنفاد الإجراءات الودية، بهدم الإسطبلات لإزالة الحواجز المُعيقة لاستكمال المشروع، الذي خصص له غلاف مالي قدر بأكثر من 500 مليار سنتيم. هذا و تبلغ طاقة استيعاب السد، 700 ألف متر مكعب، سينجز على ارتفاع 29.6 متر و 260 مترا عرض، كما يوظف 600 منصب شغل، منها 120 منصبا دائما، منحت صفقة إنجازه بالتراضي لمؤسستين وطنيتين. و جاء إنجاز سد بوحديد حسب مديرية الموارد المائية بالولاية، في إطار إستراتيجية الدولة و الدور الذي أصبحت تلعبه السدود في احتواء مياه الأودية و التي تصب أغلبها في المدن الكبرى، للتقليل من خطر الفيضانات و دورها الاستراتيجي و الحيوي في احتواء المياه و توفيرها للشرب و السقي، حيث تم إنجاز 11 سدا كبيرا على المستوى الوطني، بطاقة تخزين تفوق 5 ملايين متر مكعب، ساهمت في حماية المدن من الفيضانات. من جهة أخرى، منح والي عنابة إعانة مالية بقيمة 30 مليار سنتيم، لإعادة تأهيل و صيانة المصعد الهوائي الرابط بين بلديتي عنابة و سرايدي، المتوقف منذ تاريخ 24 جانفي 2019، باعتبارها وسيلة نقل حيوية، تعد المنفذ الوحيد لسكان سرايدي خلال الاضطرابات الجوية في فصل الشتاء، بالإضافة إلى أنها سريعة و أقل تكلفة مقارنة بوسائل النقل شبه الحضري . و قد توقف المصعد الهوائي عن العمل بسبب سقوط عمود و عربة، نتيجة لانزلاق التربة بطريق الإيدوغ عقب الفيضانات و الاضطراب الجوي القوي الذي ضرب عنابة بالتاريخ المذكور. و بعد قيام مؤسسة النقل عبر الكوابل بالدراسة التقنية و تقديمها تقريرا دقيقا حول خط الكوابل و الأضرار التي لحقت به و تحديد النقائص الموجودة و وضعية الأعمدة، من أجل إعادة النظر في عملية التجديد و الإصلاح بشكل كلي، بهدف تحديد القيمة الحقيقية للأضرار و الغلاف المالي للانطلاق في الأشغال، وجدت المؤسسة نفسها عاجزة عن تحمل نفقات الإنجاز لانعدام الموارد المالية، مما استدعى تدخل مصالح الولاية لإعانتها ماليا للانطلاق في الأشغال. من جهته أمر والي عنابة، جمال الدين بريمي، برفع العراقيل المسجلة في مشروع إعادة تأهيل الطريق البلدي الرابط بين رأس الحمراء و واد بقراط على مسافة 8 كلم، بعد معاينة الأشغال الأسبوع الماضي، حيث انتقد التأخر الحاصل في الإنجاز و كذا المبلغ الضخم الذي رصد للمشروع و المقدر ب 500 مليار سنتيم، حيث لم تعكس الأموال المرصودة وتيرة الإنجاز، حسبه، فيما برر المشرفون على المشروع ذلك بصعوبة التضاريس. و في هذا الشأن، أعطى الوالي تعليمات بتدعيم الورشة و الالتزام بدفع مستحقات شركة الإنجاز لاستكمال المشروع في الآجال المحددة، علما بأنه يكتسي أهمية بالغة لتخفيف الضغط على الطريق القديم، خاصة في فصل الصيف و هذا تنمية للقطاع السياحي و توفير الأوعية العقارية للمشاريع الاستثمارية. كما رصدت مصالح الولاية في الأشهر الأخيرة، مبالغ معتبرة للبلديات النائية، لتوفير النقل المدرسي و استكمال المشاريع المتوقفة.