مختصون يدعون لخلق مصلحة استعجالات شمال ولاية قسنطينة ندد أطباء مختصون بالمستشفى الجامعي بقسنطينة بسوء التكفل بحاملي الأمراض المزمنة على مستوى مصلحة الاستعجالات الطبية في الفترة الليلية، في وقت دعا فيه مسؤولون بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية حامة بوزيان إلى خلق مصلحة استعجالات وفق المقاييس الدولية شمال الولاية بسبب كثرة ضحايا حوادث المرور عبر الطرق الوطنية 3، 27 و 79. المختصون و خلال فعاليات يوم طبي حول موضوع الطبيب العام و الاستعجالات الذي أشرفت على تنظيمه أول أمس، المؤسسة العمومية للصحة الجوارية حامة بوزيان و احتضنته قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي حسان بن جاب الله ببلدية ديدوش مراد، دعوا إلى تدعيم مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي بمختصين بهدف تفادي تدهور صحة المرضى من حاملي الأمراض المزمنة لعدم وجود من يتكفل بهم في الفترة الليلية عند تعرضهم لمضاعفات صحية، متحدثين عن عدم تكفل الأطباء العامين المناوبين ليلا ببعض الحالات مثلا كمرضى السكري الذين يتنقلون إلى المستشفى بسبب مضاعفات صحية غير أن الأطباء و لعدم تخصصهم لا يتكفلون بهم بشكل جيد و هو ما يزيد من تأزم حالة المريض. و خلال قيام الطبيب المختص بمهامه سواء نهارا أم ليلا قال المشاركون في اليوم الطبي الذي يأتي في إطار التكوين المتواصل للأطباء العامين و السلك الشبه طبي بهدف تحسين التكفل بالمريض، بأن الأطباء عادة ما يجدون أنفسهم بمفردهم في مواجهة إحدى الحالات التي تستدعي تدخل أطراف أخرى كالممرضين مثلا، و هو ما قالوا بشأنه أن الأطباء بحاجة لشركاء للتكفل بالمرضى بشكل جيد، و ذلك بداية من المحيط العائلي وصولا إلى الطاقم الطبي و الأخصائيين النفسانيين. من جانب آخر قالت البروفسور بمعهد علم النفس بجامعة منتوري بقسنطينة بو ساري في مداخلتها حول مرافقة حامل المرض المزمن بأنه و على الرغم من وجود أخصائيين نفسانيين عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية بالولاية ،إلا أن دورهم لا يكاد يظهر أبدا، مشددة على ضرورة التكفل النفسي بحاملي الأمراض المزمنة خاصة في المراحل الأولى من المرض، حيث دعت لتخصيص قاعات عبر كامل المستشفيات يتمكن خلالها الطبيب النفسي من الانفراد أو الحديث في إطار جماعي مع المرضى. و بالعودة إلى الحديث عن موضوع الاستعجالات الطبية، يرى القائمون على المؤسسة العمومية للصحة الجوارية حامة بوزيان التي تسير مؤسسات صحية ل4 بلديات هي حامة بوزيان، ديدوش مراد، مسعود بوجريو و ابن زياد بأن المنطقة تقع بالقرب من أكبر الطرق الوطنية التي تشهد يوميا حوادث مرور خطيرة هي الوطني رقم 3 المؤدي إلى عنابة، رقم 27 المؤدي إلى جيجل و الوطني رقم 79 المؤدي إلى ميلة. و هو ما يزيد من عدد الحالات التي تستقبلها المصالح الاستعجالية بمختلف العيادات التابعة للمؤسسة، حيث أكدت مديرة المؤسسة الدكتورة ساسي بأن ما بين 150 إلى 200 حالة تستقبلها العيادتين المتعدتي الخدمات ببلديتي حامة بوزيان و ابن زياد كل ليلة، و على الرغم من تحسن نوعية الخدمات و البنايات، إلا أن الأمر يخلق حالة من الضغط بسبب نقص مختصين في مجال الاستعجالات الطبية و كذا ضيق المصالح الاستعجالية. المسؤولة و في سياق حديثها حول ذات الموضوع دعت إلى ضرورة خلق مصلحة استعجالات بهذه المنطقة وفق المقاييس الدولية بداية من المبنى التي قالت بأنه يجب أن يكون كبيرا و تتوفر فيه كل شروط العمل، مع تدعيمه بمختصين من شأنهم أن يعملوا على حماية المرضى بهذه المصلحة و متابعتهم الطبية دون اللجوء إلى تحويلهم إلى المستشفى الجامعي، كما دعت الدكتورة إلى تدعيم العيادات المتعددة الخدمات التابعة لهذه المؤسسة بمختصين في أمراض النساء و الأشعة، كما قالت بحاجة بعض المناطق كديدوش مراد و بكيرة إلى عيادات إضافية لكون ما يتوفر لم يعد يكفي بسبب زيادة الكثافة السكانية بها بشكل كبير. و رغم توفر كل وسائل العمل الضرورية و تطور عملية التكفل الصحي عبر مختلف العيادات التابعة للمؤسسة كما يقولون مسؤولوها كمخابر التحاليل، الأشعة، الأطباء المختصين، فضلا عن الفريق الطبي الذي يعمل بالتنسيق مع مستشفيات الولاية لمتابعة الحالة الصحية للمرضى القاطنين بالمناطق النائية بالمنطقة من خلال التنقل إلى مقر سكناهم، إلا أن المؤسسة بحاجة دوما إلى تدعيم مادي و بشري بسبب الكثافة السكانية التي تزداد بشكل مكثف في السنوات الأخيرة. يذكر أن المتدخلين تطرقوا إلى مواضيع كثيرة حول مرض السكري بمناسبة اليوم العالمي لهذا الداء، كالتعريف به و مرض السكري لدى الحوامل، و الاستعجالات الجراحية و مريض السكري و مرافقة حاملي الأمراض المزمنة، و شارك فيه أطباء مختصون من المستشفى الجامعي إضافة إلى شبه طبيين و نفسانيين.