فرض الوضع الصحي الناتج عن تفشي فيروس كورونا على الوكالات السياحية البحث عن منتوجات سياحية جديدة تتناسب مع طبيعة الظرف، بالترويج لمواقع سياحية محلية بالمناطق الداخلية، والاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي للتعريف بها، وبهياكل الاستقبال والخدمات التي تقدمها. دفعت جائحة كورونا الوكالات السياحية إلى البحث عن منهجية عمل جديدة للتكيف مع الوضع الصحي الذي يعيشه كل العالم، بتقديم منتوجات سياحية جديدة تلبي رغبات الزبائن وتساير الظرف الصحي الناتج عن تفشي فيروس كورنا، وكشف في هذا الصدد عضو النقابة الوطنية للوكالات السياحية علي مناصر بأن الجائحة أدخلت النشاط السياحي مرحلة جديدة تتطلب التأقلم مع المستجدات الصحية، بعد أن عاش فترة من الركود. وانتقد المصدر أساليب العمل التي كانت تعتمدها الوكالات وعدم اجتهادها في التسويق للمواقع السياحية الجزائرية المتنوعة والمنتشرة عبر جل مناطق الوطن، قائلا إن الوكلاء كانوا يستسهلون العمل السياحي ويكتفون فقط بتقديم ما هو موجود دون البحث عن عروض جديدة وجذابة، هي متوفرة ومترامية الأطراف بمعظم الولايات، قائلا إن وكالته بادرت بإطلاق برنامج عمل حمل عنوان « لنسوق لبلادنا» وكان ذلك بداية شهر مارس الماضي قبل انتشار الفيروس. وتضمن البرنامج استقبال 40 وكالة سياحية في فنادق تقع بمنطقة الأوراس، واصطحاب ممثليها في جولات سياحية عبر ثلاثة مواقع سياحية بالمنطقة للتعريق بها، من بينها جبل شيليا بخنشلة و»المحزمة الحمراء» التي يعود تاريخها إلى 11 قرنا مضى، إلى جانب المعلم التاريخي المعروف «تيمقاد»، مع التعريف بهياكل الاستقبال والخدمات المقترحة من قبل مسيريها، مؤكدا بأن البرنامج لاقى استحسانا كبيرا من قبل الوكالات التي انبهرت بجمال الطبيعة، وبالقدرات السياحية التي تتوفر عليها منطقة الأوراس. ودعا المصدر الوكلاء لاستغلال الوضع الصحي لصالحهم باستحداث طرق عمل جديدة، وعدم الاكتفاء بالترويج للمناطق الساحلية المعروفة على غرار الشواطئ والحمامات، أو للوجهات الخارجية، «لأن بلادنا لديها ما يكفي من مناظر طبيعية ومعالم تاريخية وجبال وصحراء واسعة لاستقبال السائح على مدار أيام السنة»، أي طيلة كافة المواسم وليس خلال فصل الصيف فقط، رافضا استسهال العمل السياحي لأنه يتطلب البحث والعمل الجاد واستغلال كل القدرات للنهوض بالسياحة المحلية على غرار دول الجوار. وتنتظر الوكالات السياحية الإعلان عن افتتاح الموسم السياحي الجديد من قبل الوزارة الوصية لتكشف عن استراتيجيتها التي تم تكييفها مع متطلبات الظرف الصحي، كما تنتظر الإفراج عن مضمون البروتوكول الصحي، الذي سيحدد طبيعة التدابير الوقائية التي ينبغي الالتزام عند إبرام العقود مع الفنادق والمركبات السياحية، وبحسب عضو النقابة الوطنية للوكالات السياحية فإن الحلول والبدائل موجودة، يبقى فقط إعطاء إشارة انطلاق الموسم، والشروع في استكشاف السياحة المحلية. كما أعلن المصدر عن التحضير لتأسيس جمعية وطنية للوكالات السياحية ستضم فاعلين في القطاع من مختلف جهات الوطن، ومهنيين محترفين «ليس غرضهم الظهور الإعلامي بل خدمة القطاع والسياحة الجزائرية»، وسيتبنى التنظيم طرق عمل جديدة ومنهجية عمل قوامها اكتشاف جمال المواقع السياحية الجزائرية، وإقناع المواطن بقضاء العطلة السنوية بأرض الوطن مقابل توفير خدمات تلبي رغباته ومتطلباته، حسبما أضاف. وأضح السيد مناصر بأن أزمة كورنا ولدت الهمة لدى المهنيين، ودفعتهم إلى مراجعة طريقة العمل وتنسيق الجهود بين كافة الفاعلين، لا سيما شركات النقل ومسيري المركبات السياحية والفنادق، وكذا الوكلاء الذين يمثلون همزة وصل بين الأطراف التي تنشط القطاع السياحي، مجددا التأكيد على أهمية وثراء المواقع السياحية الجزائرية، وعلى ضرورة تقديمها للسائح بأحسن حلة، لتكون أحسن بديل للوجهات الخارجية التي استقطب قسما هاما من السياح الجزائريين.