أولمبيو الخضر يخيبون الآمال رغم أنهم كانوا الأقوى على الورق لم يكن أكبر المتشائمين يتوقع الإقصاء بطريقة مخزية للمنتخب الوطني الأولمبي الذي كان مرشحا فوق العادة لبلوغ المربع الذهبي، و حمل راية تمثيل القارة السمراء في أولمبياد لندن 2012، خاصة بعد دخوله الموفق غمار الدورة التصفوية بالمغرب، و فوزه بالأداء و النتيجة على السينغال، لكن الموازين إنقلبت، و خرجت تشكيلة المدرب آيت جودي من التصفيات عبر أضيق الأبواب، وبخسارة أكدت أن " أولمبيينا " مازالوا بحاجة إلى تمرس أكبر للالتحاق بالركب القاري، رغم أن الجزائريين حلموا بالتأهل، و علقوا آمالا كبيرة على هذه " الكتيبة " للمشاركة للمرة الثانية في التاريخ في الأولمبياد، بعد غياب عن هذه التظاهرة العالمية لمدة 32 سنة. " النكسة " التي لحقت بالكرة الجزائرية بالأراضي المغربية لم تكن منتظرة، لأن المنتخب الوطني كان قد حضر لهذه الدورة التأهيلية بطريقة جيدة، بعدما عمدت الإتحادية إلى توفير كافة الظروف المواتية للطاقم الفني بقيادة عزالدين آيت جودي، سيما و أن الإستعدادات لهذه المحطة كانت قد إنطلقت منذ لقاء الدور التمهيدي الأول ضد منتخب مدغشقر، قبل أن يستفيد " الخضر " من تربص مغلق في جنوب إفريقيا تحسبا للدور الثاني ضد زامبيا، الأمر الذي يجسد نوايا مسؤولي الإتحادية بقيادة محمد راوراوة في التأكيد على عودة الكرة الجزائرية إلى الواجهة، بالحلم في المشاركة في أولمبياد لندن، بعد نجاح " الأكابر " في تنشيط مونديال جنوب إفريقيا. هذه التحضيرات و التي تواصلت على مدار نحو تسعة أشهر جعلت كل الجزائريين يراهنون على " كتيبة " آيت جودي لرفع التحدي و كسب الرهان في الدورة التأهيلية الخيرة، سيما و أن " أولمبيينا " إستفادوا من سبعة تربصات إعدادية، من بينها واحد أقيم بالمغرب، بحضور الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش قبل شهر من مرحلة الحسم، كما أن تعداد " الخضر " تدعم بعناصر محترفة نجح راوراوة في تسوية وضعيتها مع أنديتها، من أجل ضمان تواجدها مع المنتخب في دورة طنجة، على غرار الرباعي شعلالي، مهدي عبيد، يوغرطة حمرون و أمير سعيود، لأن هؤلاء اللاعبين كانوا بمثابة " النجوم " التي راهن عليها آيت جودي لتحقيق حلم التأهل إلى " الأولمبياد "،' سيما و أن بقية المنتخبات المشاركة في هذه الدورة لم تتمكن من الإستفادة من لاعبيها المحترفين في النوادي الأوروبية، كما أن " الفاف " كانت قد وجهت الدعوة لمنتخب جنوب إفريقيا لخوض لقائين وديين بالجزائر منتصف شهر نوفمبر المنصرم، لتمكين الناخب الوطني من الوقوف على مدى جاهزية تشكيلته قبل أسبوع من دخول مرحلة الحسم. هذا و لم يكن إقصاء المنتخب الوطني الأولمبي متوقعا بهذه " الفضيحة " ، لكن تقصير اللاعبين في مهمتهم، و عدم إحساسهم بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم كلف الكرة الجزائرية " مهزلة " جديدة بمدينة مراكش المغربية، بعد إنهاء التصفيات في مؤخرة ترتيب المجموعة الأولى، و لو أن المسؤولية يتحملها أيضا المدرب آيت جودي الذي أثبت عجزا واضحا عن قيادة المجموعة في بطولة واحدة، وهو الذي كان قد زرع التفاؤل في قلوب ملايين الجزائر بالقدرة على المشاركة في الأولمبياد، لأنه تنقل إلى المغرب كأكبر المتفائلين بالنجاح في كسب الرهان، إلا أنه لم يقنع ولم يفلح في المهمة الأساسية التي أسندت له قبل سنة، ليخرج من الباب الضيق، ويكلف الكرة الجزائرية اقصاء كان بمثابة درس قاس، يعيد شبانا صنفوا أنفسهم في خانة " النجوم " إلى حجمهم الحقيقي.