النقابات تحدثت عن بعض التجاوزات والوزارة تؤكّد توفير جميع الشروط لسير العملية رصدت نقابات قطاع التربية أمس بعض التجاوزات خلال الانتخابات المحددة لطريقة تسيير أموال الخدمات الاجتماعية التي جرت أمس على مستوى جميع المؤسسات التربوية عبر الوطن بمشاركة حوالي 650 ألف موظف، وإن كانت قد اعتبرت أن تلك التجاوزات لم تؤثر في سير العملية التي جرت حسبها في ظروف طبيعية في مجمل عمليات الاقتراع. وقد أعربت النقابات السبع المعتمدة في قطاع التربية عن استعدادها للاعتراف بالنتائج التي يفرزها الصندوق، وتحدّث مسؤولو هذه النقابات عن مشاركة كبيرة ومكثّفة في عملية الاقتراع وهو ما وقفت عليه "النصر" في العديد من المؤسسات التربوية التي زارها مندوبوها، فقد أكد الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية ''سانتيو'' عبد الكريم بوجناح، أن العملية جرت بشكل طبيعي إلا أنه سجّل بعض المآخذ المتمثلة كما قال في قيام نقابة ''كنابيست'' بتعطيل الدراسة في العديد من الثانويات بسبب تجنيدها للأساتذة للعمل كملاحظين في المدارس الابتدائية والمتوسطات''، كما تحدّث عن حالة معزولة تمثلت في قيام أستاذة في إحدى ثانويات العاصمة بالتصويت مكان زميلتها دون وكالة، فيم لم يخف تفاؤله بوجود "مؤشرات" توحي بأن الأغلبية صوّتت كما قال لصالح التسيير اللا مركزي. كما أكد المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني''سنابيست''، مزيان مريان للنصر بأن عملية الانتخابات لم تكتنفها أي مشاكل تذكر، ما عدا منع ملاحظين اثنين تابعين لنقابته من دخول أحد مراكز الاقتراع في ورقلة، فضلا عن حرمان ملاحظ آخر من التصويت في إحدى الثانويات بتيزي وزو، وبدوره قال العيد بوداحة رئيس الاتحادية الوطنية لعمّال التربية ''أفانتيو'' المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أن الأمور جرت بصفة عادية ولم يتم تسجيل أي تجاوزات من شأنها الطعن في مصداقية العملية الانتخابية، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه لدى مسعود عمراوي الناطق باسم الاتحاد الوطني للتربية والتكوين ''إنباف'' الذي لم يتأخر عن الإعراب عن تفاؤله المسبق لترجيح الكفة لصالح التسيير المركزي، غير أنه قال أن نقابته ستقبل بالخيار الذي سيفضله عمّال القطاع لتسيير أموال الخدمات الاجتماعية، لأن المهم حسبه هو إبعاد تسيير الخدمات الاجتماعية عن "دائرة الهيمنة النقابية". ولم يختلف كل من العموري لغليظ رئيس الاتحادية الوطنية لقطاع التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لموظفي الإدارة العمومية ''سناباب''، و مسعود بوديبة المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''كنابيست'' في التأكيد على إجراء انتخابات أمس في كنف الحياد والشفافية، إلا أن هذا الأخير تحدّث للنصر عن تأخر مديرية التربية لوسط العاصمة عن إرسال القائمة الخاصّة بأسماء المراقبين للمؤسسات التربوية ما حرم مراقبي ''الكنابيست'' من الالتحاق بهذه المراكز في الوقت المناسب.أما بوعلام عمورة الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين ''ساتاف'' الذي اعترف من جهته بإجراء الانتخابات في ظروف طبيعية فقد انتقد النقص الكبير المسجّل في أوراق التصويت والأظرفة في المدارس الابتدائية بتيزي وزو وبجاية، وألقى باللائمة في النقص الحاصل في وثيقتي التصويت الأظرفة الفارغة على مديري التربية للولايتين. مصادر من وزارة التربية أكدت في المقابل، توفير كل الإمكانيات المادية لضمان سير الانتخابات في ظروف جيدة، مشيرة إلى أنها تلتزم كل الحياد تجاه مسألة تسيير الخدمات الاجتماعية ولا تعتبر نفسها طرفا فيها. يذكر أن هذه الانتخابات جرت بطريقة مزدوجة من خلال الاختيار بين ورقتين: تتضمن الورقة الأولى مترشحين يؤيدون تسيير الخدمات الاجتماعية عن طريق اللجان الولائية والوطنية، فيما تحوي الورقة الثانية أسماء مترشحين يفضّلون أن يجري هذا التسيير على مستوى المؤسسات التعليمية. تجدر الإشارة بالمناسبة إلى أن نقابات التربية السبع المعتمدة كانت قد اختلفت في الطريقة المثلى لتسيير ملف الخدمات الاجتماعية لعمال القطاع، حيث ساند كل من الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين والمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني،للطرح المؤيد للتسيير المركزي، أما النقابات المؤيّدة لخيار تسيير هذه الأموال على مستوى المؤسسات التربوية، فنجد منها النقابة الوطنية لعمال التربية والاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء الإتحاد العام للعمال الجزائريين والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني. ع.أسابع