حنون تطالب بإصلاح سياسي وتغوص في اشتراكية كلاسيكية أكثر من ألف مندوب وحنون بدون منافس لمنصب الأمين العام رافعت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال أمس في افتتاح أشغال المؤتمر السادس للحزب من اجل استعادة كامل شروط الممارسة السياسية في البلاد وقالت أن ساعة الفرز السياسي قد دقت، وطالبت بانتخاب مجلس وطني تأسيسي سيد وبانتخابات نيابية مسبقة وفتح نقاش سياسي واسع ، كما ثمنت التوجه الاقتصادي الجديد للدولة وطالبت بمواصلة العمل لحماية اكبر للاقتصاد الوطني. عادت الأمينة العامة لحزب العمال في فتتاح أشغال المؤتمر السادس لحزبها أمس بمركب سفير مزفران بالعاصمة بقوة إلى المبادئ الاشتراكية التقليدية المعروفة ورافعت من اجل بناء مجتمع ودولة على هذه الأسس في ظل تداعيات أزمة النظام الرأسمالي العالمي.ولم تغفل حنون في كلمة مطولة ألقتها عند بداية الأشغال دامت قرابة الساعتين أي ملف أو مسألة، حيث طالبت في البداية بما أسمته ضرورة استرجاع كامل شروط الممارسة السياسية وفتح نقاش سياسي واسع بين الجزائريين والتيارات السياسية حول جميع المسائل التي تهمهم لتقوية الخيارات المقاوماتية، وقالت في هذا الصدد أن ساعة الفرز السياسي دقت وان القيادة السياسية لحزب العمال ألحت على إبراز هويتها السياسية أكثر من أي وقت مضى، وهي أن حزب العمال "حزب عمالي اشتراكي ينتمي للطبقة العمالية المضطهدة". وترى حنون أن من شروط استعادة الحياة السياسية بعد الاستقرار وعودة السلم فتح الأعلام الثقيل" التلفزيون" خاصة- للنقاش السياسي أمام الجميع، وإعادة بعث المناظرات الفكرية بين البرامج الحزبية، وتعديل قانون الانتخابات بما يفصل بين السياسة والمال ويعرّف العهدة النيابية، وطالبت بإصلاح سياسي شامل وهو ما يتطلب استحداث وزارة للتخطيط، وبضرورة انتخاب مجلس تأسيسي سيد يتولى وضع دستور للبلاد ويفصل فعليا بين السلطات.في الجانب الاقتصادي أعادت زعيمة حزب العمال- التي قالت أن حزبها ناضل مدة أربع سنوات -أي منذ المؤتمر الخامس الأخير- ضد المد الامبريالي ودافع عن مكاسب الأمة أعادت التشديد على مواقف حزبها السابقة و ثمنت بقوة المسار التصحيحي الذي اتبعته الدولة منذ عامين في المجال الاقتصادي معتبرة ذلك قرارات أكثر جريئة جدا لا يمكن لحزب العمال إلا أن يقف معها، وأضافت أن البلاد تكون بذلك قد وضعت خطة إعمار حقيقية وتصحيحات حقيقية تعتبر قطيعة مع مسار التصحيح الهيكلي والسياسات التصحيرية التي نالت من اقتصادنا والتي اثبت فشلها في الميدان. وإذا كانت حنون قد ثمنت عاليا القرارات الاقتصادية المتخذة من طرف الدولة مند 2008 واعتبرتها جريئة للدفاع عن مصالحنا إلا أنها استغربت - كما قالت- بعض التناقضات التي لا تزال قائمة بين أعضاء الطاقم الحكومي منها التناقض الموجود بين وزيري الصحة والصناعة حول مصير الشركة الوطنية لتوزيع الأدوية بالتجزئة "انديماد" حيث يقول الأول بعدم بيعها بينما يصر الثاني على خصخصتها وهو ما يقف ضده حزب العمال.وطالبت حنون أيضا بإلغاء المادة 87 مكرر لأنها من مخلفات التصحيح الهيكلي على حد تعبيرها، واعتبرت قفة رمضان غير مشرفة إطلاقا لأن 20 بالمائة من الجزائريين يعيشون من صدقة الدولة والمحسنين وهو شيء لا يشرف في بلاد تملك الكثير من الإمكانيات، مؤكدة في هذا السياق أن الوضع الاجتماعي لا يزال هشا ويهدد الاستقرار.و أعابت حنون أيضا وجود تناقض بين ما جاء من تصحيحات في قوانين المالية التكميلية لسنوات 2008، 2009 و 2010 والمخطط العمومي للاستثمار من جهة و بعض القوانين التصحيرية مثل قانون الأملاك الوطنية وغيرها، وكذا استمرار الشراكة مع الاتحاد الأروبي ودعت إلى تجنب دخول مناطق التبادل الحر والمنظمة العالمية للتجارة.واعتبرت المتحدثة الإجراءات الخاصة بمكافحة الفساد مهمة لكنها تبقى غير كافية مطالبة بالفصل الفعلي بين السلطات وبفتح نقاش واسع حول الإصلاحات التي مست قطاعات التربية الوطنية والتعليم العالي والعدالة والصحة وغيرها لأنها فرضت على الجزائر في ظرف يعرفه الجميع.ولم تفوت حنون في كلمتها الافتتاحية التي هاجمت فيها النظام الرأسمالي كثيرا واثنت على بعض الدول المقاومة له مثل فنزويلا وبوليفيا وإيران الفرصة لمهاجمة دعاة الانفصال والتشبث بالوحدة الوطنية، رافعة مطلب ترسيم اللغة الامازيغية لغلق الباب أمام كل المحاولات، كما طالبت بكتابة موضوعية لتاريخ الثورة لأن ذلك أصبح ضمن الأولويات. أكثر من ألف مندوب في مؤتمر العمال شارك أكثر من ألف مندوب في المؤتمر السادس لحزب العمال الذي افتتح أشغاله أمس بفندق سفير مزفران بالجزائر العاصمة، فقد بلغ عدد المندوبين عن 48 ولاية 920 مندوب يضاف لهم أعضاء اللجنة المركزية ومسؤولي المكاتب الولائية الذين يشاركون بحكم الصفة في المؤتمر وبعض المدعوين.وعبرت لويزة حنون عن اعتزازها كون ما لا يقل عن 30 بالمائة من المؤتمرين من النساء وأكثر من 35 بالمائة منهم من الشباب.ونشير أن جلسة الافتتاح حضرها العديد من المدعوين منهم الأمين العام للآفلان عبد العزيز بلخادم، ممثلين عن التجمع الوطني الديمقراطي وحمس وأحزاب أخرى والأمين العام للمركزية النقابية وسفير كوبا في الجزائر وبعض ممثلي الفصائل الفلسطينية ومثل سفير إيران وغيرهم، وستختتم أشغال المؤتمر يوم غد الأحد بانتخاب قيادة جديدة للحزب، ودون أي مفاجأة أصبح في حكم المؤكد أن لويزة حنون ستبقى على رأس الحزب لعهدة أخرى في ظل عدم وجود أي منافس.