كشف البروفيسور بقاط بركاني عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا في تصريح «للنصر» أمس عن إعداد بروتوكول صحي خاص بالاستفتاء على مشروع تعديل الدستور، يتضمن تدابير وقائية صارمة لتمكين المواطنين من أداء واجبهم الانتخابي في أحسن الظروف. وأفاد البروفيسور بقاط بركاني الذي يعد عضوا كذلك في السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، بأن رئيس السلطة محمد شرفي كلف طبيبين وعضوين في نفس الوقت في السلطة بإعداد بروتوكول صحي سيتم اعتماده خلال تنظيم الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور يوم الفاتح من نوفمبر المقبل المصاف لذكرى اندلاع الثورة التحريرية، ويشمل البروتوكول تدابير وقائية صارمة لضمان السير الحسن لهذا الموعد الانتخابي في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا، على أن ترفع المقترحات هذا الأسبوع إلى وزير الصحة للمصادقة عليه تحسبا لإدراجه حيز التنفيذ. وأوضح عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا بأن محتوى البروتوكول الصحي يشمل نفس الإجراءات الوقائية التي تخص تنظيم التجمعات في ظل انتشر الأوبئة، على غرار التدابير التي تم وضعها لتنظيم الامتحانات الرسمية، ومن بين أهم الإجراءات فرض ارتداء القناع الواقي على الناخبين ومؤطري المراكز الانتخابية، مع إلزامية التباعد الجسدي، عن طريق تحديد مسار الناخبين داخل المراكز، عبر وضع إشارات وأسهم سيلتزم الناخبون بالمرور عبرها تجنبا للاختلاط والاحتكاك، تماما كما تم اتخاذه بالنسبة للمراكز الخاصة بإجراء الامتحانات الرسمية. كما سيتم فرض غسل اليدين المستمر على المؤطرين مع توفير كميات كافية من السائل المطهر، أو « الجيل الكحولي» على مستوى كافة المراكز لتفادي احتمال انتقال الفيروس، وبخصوص إمكانية تخصيص فرق طبية خلال يوم الاستفتاء، قال البروفيسور بقاط بركاني بأن باقي التدابير الصحية ستكون نفسها التي تتخذ خلال كل موعد انتخابي، عبر توفير سيارات إسعاف تحسبا لأي طارئ، موضحا بأن فيروس كوفيد 19 لا يعد حالة طارئة ولا يستدعي تطبيق تدابير استثنائية، كتخصيص فرق طبية متنقلة ما بين المراكز الانتخابية لمعاينة الوضع والتدخل الفوري في حال استدعى الأمر ذلك. ومن المنتظر وفق المصدر أن يكشف رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي خلال الأيام القليلة المقبلة في إطار ندوة صحفية عن فحوى البروتوكول الصحي بكافة تفاصيله، مضيفا بأن الإجراءات الوقائية ستساهم في طمأنة الناخبين وضمان الظروف الملائمة للسير الحسن لهذا الموعد الانتخابي، في إطار استمرار الجهود للحد من انتشار فيروس كورونا. ويرى البروفيسور بقاط بركاني بأن خبرة الجزائر في تنظيم الاستفتاءات والانتخابات ليست بالجديدة، لذلك سيتم تطبيق تقريبا نفس التدابير من الناحية التنظيمية لاستقبال الناخبين في أحسن الظروف في ظل التنظيم المحكم، مع إدراج إجراءات صحية وقائية تماشيا مع طبيعة الوضع الصحي للحفاظ على صحة الناخبين، وكذا على النتائج الإيجابية المسجلة مؤخرا في مجال القضاء التدريجي على فيروس كورونا من قبل اللجنة العلمية، بفضل التراجع المحسوس في عدد حالات الإصابة وكذا الوفيات، وإلى جانب عدد حالات الاستشفاء على مستوى المراكز الصحية. علما أن هذه النتائج الإيجابية تحققت بفضل الجهود الرامية إلى الوقاية من كوفيد 19 ، مما سمح برفع الحظر الصحي الجزئي الذي كان مفروضا على عدد من الولايات، في انتظار العودة إلى الحياة العادية استعدادا للدخول الاجتماعي وعودة المدارس إلى نشاطها المعهود لاستقبال أزيد من 9 ملايين تلميذ، إلى جانب استئناف الأنشطة الاقتصادية وإعادة فتح كافة المجالات التي تم تجميدها مؤقتا في إطار التدابير الاحترازية.