بوتفليقة يبحث مع نظيره الموريتاني التعاون الثنائي و الوضع الأمني في الساحل أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الأحد محادثات مع نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي يقوم منذ مساء أول أمس بزيارة دولة للجزائر تعد الأولى من نوعها منذ وصوله إلى الحكم سنة 2008. و استعرض الرئيسان مختلف الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثنائية، و سبل دفع التعاون الاقتصادي و التجاري الذي ما زال دون مستوى الإمكانيات و المؤهلات التي يتوفر عليها البلدان. كما تناولت المحدثات القضايا الدولية و الإقليمية الراهنة التي تهم البلدين، لاسيما الوضع الأمني المتوتر في منطقة الساحل الإفريقي في ظل الانتشار المقلق و الخطير لكميات كبيرة من الأسلحة تم تهريبها من ليبيا التي ما زالت تشهد انفلاتا أمنيا، و هي وضعية كانت لها انعكاسات مباشرة على دول الجوار. و قيم الرئيسان في هذا الشأن التعاون القائم بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب في إطار آليات التنسيق الجاري العمل بها من قبل دول الميدان بالتعاون مع شركائها الآخرين من المنطقة و خارجها. رئيس الجمهورية الذي أقام أمس بقصر الشعب بالعاصمة مأدبة غداء على شرف نظيره الموريتاني، كان قد خص ضيف الجزائر باستقبال رسمي بمقر رئاسة الجمهورية و وقع البلدان أمس بالعاصمة في اليوم الثاني من زيارة الرئيس الموريتاني، على برنامج تنفيذي وأربع اتفاقيات تتعلق بالعديد من مجالات التعاون بحضور الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة و محمد ولد عبد العزيز. وتخص الوثائق الموقع عليها من قبل وزيري خارجية البلدين، مراد مدلسي و حمادي ولد بابا ولد حمادي اتفاقية من أجل تفادي الإزدواج الضريبي و تجنب التهرب والغش الضريبيين فيما يتعلق بالضرائب على الدخل و الثروة بين البلدين. و يتعلق الأمر أيضا باتفاق تعاون بين الديوان الوطني لأعضاء المعاقين الاصطناعية ولواحقها بالجزائر والمركز الوطني لتركيب الأعضاء وإعادة التأهيل الوظيفي بموريتانيا. كما تم التوقيع أيضا على اتفاق توأمة في مجال الصحة و السلامة المهنية بين المعهد الوطني للوقاية من الأخطار المهنية بالجزائر، والمكتب الوطني لطب الشغل بموريتانيا، وكذا على اتفاق تعاون بين الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للأشغال العمومية الجزائرية والمخبر الوطني للأشغال العمومية الموريتاني. وقبل التوقيع على هذه الاتفاقيات عقد أعضاء الوفدين الجزائري والموريتاني جلسة عمل ترأسها مناصفة مدلسي ونظيره الموريتاني، وذلك على هامش المحادثات التي أجراها الرئيسان. و شارك في جلسة العمل عن الجانب الجزائري كل من وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية ووزير النقل عمار تو و وزير الأشغال العمومية عمار غول ووزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية ووزير الفلاحة و التنمية الريفية رشيد بن عيسى ووزير الصيد البحري والموارد الصيدية عبد الله خنافو والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل. أما عن الجانب الموريتاني فقد شارك فيها كل من وزير الدولة المكلف بالتهذيب الوطني و التعليم العالي و البحث العلمي أحمد ولد بهية و وزير التنمية الريفية إبراهيم ولد مبارك ولد محمد المختار و وزير الصيد والاقتصاد البحري أغظفنا ولد أييه و وزير التجهيز و النقل السيد يحيى ولد حد أمين. للإشارة فإن هذه الزيارة تندرج في إطار الحوار و التشاور التقليديين بين البلدين و ستسمح بإضفاء دفع جديد لتعاونهما في كافة الميادين.كما ستتيح لقائدي البلدين بمواصلة و تعميق مشاوراتهما حول المسائل الإقليمية التي تهم البلدين. و كان الرئيس الموريتاني الذي سيؤدي اليوم الإثنين زيارة إلى قسنطينة، قد وصل إلى الجزائر مساء أول أمس السبت في زيارة دولة تدوم أربعة أيام بدعوة من الرئيس بوتفليقة.