عاد مجددا الحديث عن وباء كورونا، بعد أن تناساها العديد من الناس في الفترة الأخيرة، بسبب انخفاض حصيلة الإصابات و رفع إجراءات الحجر المنزلي تدريجيا ببلادنا، غير أن التخوفات من العودة القوية للوباء، طافت على السطح مجددا في الفضاء الافتراضي، بعد أن سجلت دول أوروبا أرقاما قياسية في الإصابات، و أعلنت عن بداية موجة ثانية، و بدا الكثيرون متخوفون، خاصة بعد أن أصيبت الأطقم الطبية بالإرهاق و استنفذت قواها، إلى جانب عدم توفر الأقنعة الواقية ذات الجودة العالية. بعد أن تنفسنا الصعداء، جراء انخفاض الإصابات بوباء الكورونا و الرفع التدريجي لإجراءات الحجر الصحي ببلادنا، و عودة الحياة إلى مجاريها، حيث تراجعت حصيلة الإصابات إلى 179 حالة أول أمس الخميس، طافت للسطح أنباء عن احتمال عودة الوباء و بقوة، بعد أن انتشر مجددا بعديد الدول الأوروبية التي سجلت حصيلة جد مرتفعة و أعلنت عن بداية موجة ثانية، من بينها فرنسا التي عرفت أمس الأول أعلى حصيلة منذ بداية الأزمة، و يعتبر المختصون بداية موجة ثانية من الوباء، قد تكون أكثر خطورة لتزامنها و فترة الأنفلونزا الموسمية. ما يحدث في أوروبا و كذا أمريكا التي ارتفعت بها أيضا حصيلة الإصابات الجديدة الأسبوع الماضي، بعد انخفاضها على مدى 8 أسابيع متتالية، أثار مجددا بحدة موضوع الوباء، و دفع نشطاء على فايسبوك و كذا تويتر، إلى الدعوة إلى العودة لتشديد إجراءات الوقاية، التي تخلى الكثيرون عنها، و التمسوا من السلطات الجزائرية الحرص على تطبيقها في مختلف المرافق العمومية و القطاعات الحساسة، كالجامعات و الإقامات التي فتحت أبوابها أمام الطلبة، و كذا إلى منع الأعراس التي عادت بقوة، دون احترام أدنى شروط الوقاية، بعد رفع إجراء منع عقود الزواج، و كذا على مستوى المطاعم التي أصبحت تنشط بشكل طبيعي، و حفلات أعياد الميلاد و الحفلات العائلية التي تقام بالفنادق، و تخلي الكثيرين عن ارتداء الكمامة، التي أصبح ارتداؤها مقتصرا على القلة القليلة. دعوات لعدم فتح النقل الجوي و حذر البعض من خطورة الموجة الثانية في حالة اجتياحها للجزائر، داعين إلى ارتداء الكمامة لتفادي تسجيل حصيلة أثقل، مشيرين إلى أن الأطقم الطبية لم تعد باستطاعتها تحمل الوضع و مواجهة الوباء بعد أن استنفدت طاقتها خلال السبعة أشهر الماضية، معربين عن خوفهم من تكرار السيناريو، داعين السلطات إلى مواصلة غلق المجال الجوي، و تسليط عقوبات على مخالفي إجراءات الوقاية . بعد أن تنفست عديد الدول الصعداء بفعل انخفاض حصيلة الإصابات، في مقدمتها الدول الأوروبية التي رفعت الحجر و فتحت المؤسسات التربوية أمام التلاميذ، اضطرت لتشديد إجراءاتها مجددا، بعد تسجيل أرقام مخيفة، من بينها فرنسا التي سجلت أعلى معدل يومي منذ بداية الأزمة، و ذلك أول أمس الخميس، بحصيلة قدرت ب 16 ألف و 96 إصابة، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 497 ألف و 237 حالة و أكثر من 31 ألف وفاة، و قد أعلنت 10 دول أوروبية رسميا أول أمس، عن بداية الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد، ويتعلق الأمر ببلجيكا والبوسنة وكرواتيا وجمهورية التشيك واليونان وهولندا وصربيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا. و دق الاتحاد الأوروبي ناقوس الخطر، أمس الأول ، بشأن الفيروس قائلا «إن الوباء الآن أسوأ مما كان عليه خلال فترة الذروة في مارس بالعديد من البلدان الأعضاء، وحذرت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الصحة، ستيلا كيرياكيدس، من أنه في بعض الدول الأعضاء، أصبح الوضع الآن أسوأ مما كان عليه، خلال ذروة شهر مارس» . كما ارتفعت الإصابات الجديدة الأسبوع الماضي بعد انخفاضها على مدى 8 أسابيع متتالية، إذ يعتقد خبراء الصحة أن الزيادة ترجع إلى إعادة فتح المدارس والجامعات، حيث يتم تسجيل أكثر من 700 وفاة يوميا في الولاياتالمتحدة بسبب الوباء ، بمعدل نحو 30 وفاة في الساعة، أو حالة واحدة كل دقيقتين، حيث تجاوز عدد الإصابات 7 ملايين في اليوم، بما يمثل أكثر من 20 بالمئة من الإجمالي العالمي، ووفقا لإحصاء «رويترز»، فقد زاد عدد الحالات في نصف الولايات الأميركية، وسجلت 10 ولايات زيادة قياسية في عدد الإصابات اليومية بالفيروس في سبتمبر الجاري.