كشفت مباريات جولتي رفع الستار عن النسخة 11 للبطولة الوطنية في عهد الاحتراف، عن التقارب الكبير بين الأندية المعنية بتنشيط المنافسة، ولو أن الحديث عن عملية «الغربلة»، بخصوص قائمة الطامحين للتنافس على اللقب أو حتى التأشيرات القارية والعربية وكذا حسابات تفادي السقوط سابق لأوانه، لأن الموسم لا يزال في بدايته، والمشوار ماراطوني، بعد رفع تركيبة الفوج إلى 20 فريقا، في إجراء استثنائي، عاد بنمط المنافسة ثلاثة عقود إلى الوراء. قراءة: ص / فرطاس التقارب في المستوى تجلى في النتائج المسجلة ميدانيا، والتي أبانت عن تأثر اللاعبين بفترة الراحة الإجبارية، التي ركنوا لها بسبب الأزمة الوبائية، رغم أن الأندية كانت قد استفادت من فترة تحضير دامت شهرين، لكن الاضطرابات التي تسبب فيها الوباء، بعد اكتشاف العديد من الحالات المؤكدة في أوساط اللاعبين، ألقى بظلاله على سير برنامج التحضيرات بالنسبة لأغلب النوادي، مما أجبر معظم الفرق على دخول أجواء المنافسة الرسمية وهي تعاني من نقص التحضير، جراء عدم القدرة على تجسيد البرنامج الذي كان مسطرا، كما أن فيروس «كوفيد 19» وإن قطع الطريق أمام المدربين لبرمجة تربصات إعدادية خارج الوطن، بسبب غلق الحدود، فإنه جعل المعسكرات التي أقيمت في ولايات الوطن، تجرى وسط مخاوف كبيرة من تحولها إلى تجمعات رياضية «موبوءة»، سيما بعد الحالة الهيستيرية التي عاش على وقعها وفد شباب بلوزداد بمستغانم، ثم فريق قسنطينةبالجزائر العاصمة. ولعّل ما يبقي ميزة بداية هذا الموسم الاستثنائي، انتهاء أزيد من نصف عدد المقابلات دون فائز، لأن 10 لقاءات من بين 16 التي جرت إلى حد الآن انتهت على نتيجة التعادل، مما يعني التقارب الكبير في مستوى الفرق، فضلا عن تأثر النوادي بغياب الجمهور، وتجريدها من إحدى أبرز الأوراق الرابحة، لأن اللعب أمام مدرجات شاغرة، ووسط «بروتوكول» صحي صارم، أصبح يضع الأندية المستضيفة والزائرة في نفس الكفة، ويبقي باب الاحتمالات بخصوص النقاط الثلاث مفتوحا على مصراعيه، لتكون حصيلة جولتي رفع الستار نجاح 4 فرق فقط في الفوز مرة داخل الديار، ويتعلق الأمر بكل من نجم مقرة، اتحاد بسكرة، جمعية عين مليلة وجمعية الشلف، مقابل تألق وفاق سطيف وشبيبة الساورة في مناسبة خارج القواعد، بينما كان التعادل نتيجة باقي المقابلات، وهو ما يمثل نسبة 62 بالمئة من إجمالي المباريات التي جرت إلى حد الآن، في انتظار تسوية الرزنامة، بدخول البطل شباب بلوزداد ووصيفه مولودية الجزائر أجواء المنافسة الرسمية، كما أن جمعية عين مليلة باستطاعتها كسر هذه القاعدة، إلا أن البرمجة التي ضبطتها الرابطة، تجبر «لاصام» على لعب ثاني مباراة لها خارج الديار، قبل تسوية الرزنامة. الوفاق وبسكرة والساورة ومقرة ضيعوا شرف نيل العلامة الكاملة وإذا كان وفاق سطيف الفريق الوحيد، الذي نجح إلى حد الآن في إحراز فوز بفارق هدفين، فإنه فشل في تأكيد الانطلاقة الموفقة، التي كانت قد بصم عليها بملعب عمر حمادي أمام اتحاد الجزائر، وذلك باقتسامه الزاد مع الضيف سريع غيليزان، وكذلك الحال بالنسبة لشبيبة الساورة التي اكتفت بدورها بنقطة واحدة في أول خرجة لها ببشار، بينما لم يستغل اتحاد بسكرة «الأفضلية» التي منحتها إياه الرزنامة، وحصد 4 نقاط من مقابلتين متتاليتين داخل القواعد، الأمر الذي حال دون نجاح أي فريق في تدشين الموسم بالعلامة الكاملة في جولتين، ولو أن ميزة «التعادلات» جعلت 7 أندية تسير بنفس الإيقاع في محطتي رفع الستار، وذلك بالخروج بنقطة من كل جولة، كما هو الشأن بالنسبة لشباب قسنطينة، أهلي البرج، شبيبة القبائل، مولودية وهران، نادي بارادو، سريع غيليزان ونصر حسين داي، بينما شذ وداد تلمسان عن هذه القاعدة بانهزامه في الشلف، ليكون الفريق الوحيد الذي تعادل في الجولة الأولى، إلا أنه تجرع الهزيمة في ثاني جولة، لتكون مخلفات هذه السلسلة تجمع هذا السباعي في وسط الترتيب برصيد نقطتين، واتحاد بلعباس قطع أولى خطواته على نفس النهج، بعد عودته بتعادل من البرج. بالموازاة مع ذلك يبقى الصاعدان الجديدان أولمبي المدية وشبيبة سكيكدة الوحيدان اللذان لم يوفقا في حصد أي نقطة إلى حد الآن، بعدما أجبر كل فريق على لعب مباراة واحدة، وهذا دون الأخذ في الحسبان شباب بلوزداد ومولودية الجزائر، لأن باقي الأندية تمكنت من تدشين رصيدها النقطي، بما في ذلك اتحاد الجزائر الذي كان قد استهل موسمه بهزيمة في عقر الديار، وحتى وداد تلمسان الذي أجبر على التنقل في مناسبتين في بداية هذا الموسم. 1,81 معدل تسجيل الأهداف انتهاء 10 لقاءات دون فائز، كان له تأثير على عطاء المهاجمين، سيما وأن أربعة من هذه المواجهات لم تعرف اهتزاز الشباك، ومع ذلك فإن معدل التهديف إلى حد الآن بلغ 1,81 هدفا في كل مباراة، وذلك بعد تسجيل 29 هدفا في 16 مقابلة، بعدما عرفت جولة رفع الستار الوصول إلى الشباك في 13 مناسبة، مع تفوق الزوار بهدف على أصحاب الأرض في تلك المحطة، بينما انتفض المهاجمون المحليون في الجولة الثانية، برفع حصيلتهم من الأهداف إلى 9، مقابل احتفاظ الضيوف بنفس العدد (7 أهداف)، ولو أن الملفت للإنتباه هو تسجيل العديد من الأهداف في وقت قاتل، كما فعلها وفاق سطيف في حمادي، وكذا نجم مقرة ضد الشلف، إضافة إلى شباب قسنطينة بالدار البيضاء، وقد تم تسجيل 12 هدفا في الأشواط الأولى، بينما يبقى عطاء المهاجمين أفضل في النصف الثاني من المباريات، بوصولهم إلى الشباك 17 مرة. هجوم مقرة الأقوى وبلجيلالي الهداف ويبقى نجم مقرة صاحب أكبر عدد من الأهداف، التي تم تسجيلها في مباراة واحدة، بعد أن هز شباك جمعية الشلف بثلاثية في جولة الافتتاح، وهو الفريق الذي أصبح يمتلك أقوى خط هجوم، بعدما رفع حصيلته بهدف في مرمى عين مليلة، بينما تتقاسم أندية وفاق سطيف، شبيبة الساورة واتحاد الجزائر الوصافة في ترتيب الهجوم، في حين صام مهاجمو شبيبة القبائل عن التهديف على مدار 180 دقيقة، كما لم يهتد لاعبو أولمبي المدية وشبيبة سكيكدة إلى الشباك في مباراة الجولة الأولى. ويتصدر مهاجم جمعية الشلف قدور بلجيلالي لائحة الهدافين بثلاثة أهداف، بعدما سجل كل أهداف فريقه على حد الآن، بينهم هدفان من ضربتي جزاء، بينما بصم كل من الشاب عمورة من وفاق سطيف وبن طاهر من شباب قسنطينة وكذا مهاجم جمعية عين مليلة حمزة دمان على ثنائية، في الوقت الذي سجل فيه لاعب نادي بارادو بن بوعلي هدفين منفصلين، لتكون اللائحة الرسمية للهدافين، تضم حاليا 23 لاعبا. وبخصوص التحكيم فقد أشهر الحكام إلى حد الآن بطاقتين حمراوين، الأولى في الموسم كانت في وجه لاعب جمعية الشلف شحرور، بعد تلقيه إنذارين في مقرة، والثانية تلقاها لاعب وفاق سطيف قندوسي في الجولة الثانية، في الوقت الذي أعلن فيه الحكام عن 6 ضربات جزاء، نصفها كان ضد نجم مقرة، بينما تحصلت كل من مولودية وهران، سريع غيليزان وشبيبة الساورة على النصف الأخر، وقد تم تنفيذ كل الركلات بنجاح.