لوحاتي خلاصة تزاوج السريالية و التجريد استطاعت الفنانة التشكيلية الشابة رميساء زنتوت من ولاية قسنطينة، صاحبة 27 ربيعا، أن تجمع في لوحاتها بين الفن التجريدي و السريالي، و تحاكي من خلال ريشتها الشخوص و الأشكال و النماذج، في صورها الطبيعية أو الخيالية و التعبير عنها بطريقة واقعية. و في حديثها مع النصر، قالت رميساء إنها تسعى حاليا لتطوير موهبتها، و إبرازها بشكل لائق، و كانت لها عدة مشاركات في معارض و فعاليات فنية داخل و خارج الوطن. تأرجحت طفولتي بين مزج الألوان و رسم الخطوط علاقة رميساء بالرسم ولدت معها، كما قالت للنصر، فقد شدتها الألوان منذ صغرها و تعلقت بها، فكانت تهوى مزجها و مداعبتها، و كان الرسم محور اهتمامها فقضت أوقات فراغها و هي طفلة في رسم الدمى و الملابس ، و بعد أن كبرت توجهت إلى رسم البورتريهات. موهبتها لازمتها حتى بعد نيلها شهادة البكالوريا، و متابعة تعليمها بالجامعة تخصص تسيير، فرع الموارد البشرية، و بعد تخرجها اختارت صقل موهبتها بالتكوين و التأطير بالمعهد الجهوي للفنون الجميلة، في سياق أكاديمي بيداغوجي. على مدار سنتين، تعلمت رميساء أساسيات الرسم من أساتذة و فنانين محترفين، ثم قررت الاعتماد على نفسها في تطوير نفسها في هذا المجال، تاركة العنان لريشتها لرسم لوحات عرضتها بعدة تظاهرات فنية في قسنطينة و ولايات أخرى، على غرار الصالون الوطني للفنون التشكيلية، و كذا مع بعض الجمعيات، على غرار جمعية لمسات، التي ترافقها حاملة لوحاتها، للمشاركة في مختلف المعارض و التظاهرات. آخر مشاركاتها مع ذات الجمعية، كانت بلوحة « الانفعال و النبض»، بتقنية الرسم على القماش، التي جسدت فيها روح الألوان بطريقة تجريدية، حيث قالت المتحدثة إنها تستنطق دائما الألوان في لوحاتها، لتأتي متمازجة متناغمة، تشد المتفرج للغوص فيها، و الاستمتاع بها كمقطوعات موسيقية. و أشارت إلى أنها شاركت في معرض «عشتار» الإلكتروني الذي نظم خلال فترة الحجر المنزلي، من قبل مؤسسة عشتار للثقافة و الفنون، كما شاركت بملتقى دولي للفنانين العرب. المرأة في لوحاتي متحررة من قيود المجتمع العربي اختارت رميساء زنتوت، التخصص في رسم البورتريهات، و تحديدا البورتريهات التي تجسد المرأة العربية و الجزائرية، الأم و المرأة الريفية و المثقفة و العاملة، حيث تسعى لتجريدها من كل الصفات السلبية اللصيقة بها، و تقدمها كشكل واقعي، بالتركيز على الانحناءات و التفاصيل البسيطة التي غالبا ما ينظر إليها كتشوهات، فترسمها في صور مجردة، لا تحمل تأويلات قد تسيء للمرأة ككائن لا يزال ينظر إليه بدونية في بعض المناطق العربية. و أضافت الفنانة التشكيلية أن هناك من ينظر لرسم المرأة ، كأنه كفر أو خطيئة، و يرفض أن تظهر الفلاحة و المربية في لوحات تجوب المعارض و تستوقف المهتمين و المحترفين في الفن التشكيلي. و تابعت المتحدثة أنها تميل أكثر إلى الرسم الواقعي، فهي متأثرة بالمدرسة السريالية و التجريدية، مشيرة إلى أن الفنان التشكيلي المفضل بالنسبة إليها هو الجزائري «إسياخم» ، كما تأثرت بالفنان المستشرق إتيان دينيه الذي عشق الصحراء الجزائرية، و حملها في معظم لوحاته، و كثيرا ما كانت المرأة الصحراوية حاضرة في لوحات أظهر من خلالها تراث المنطقة و أصالتها و العلاقة الوطيدة بين الإنسان و أرضه، رغم قسوة الطبيعة و مصاعب الحياة. التقاط الصور الفوتوغرافية هواية من نوع آخر إلى جانب عشقها للفن التشكيلي، تحب رميساء المطالعة، و تقرأ خصيصا مؤلفات الروائي الجزائري محمد ديب، و تستلهم منها، كما قالت، ذلك القدر من الإبداع الذي يولد من المعاناة، ما جعلها تتخذ من الكتابة من حين لآخر وسيلة أخرى للتعبير. المتحدثة تهوى أيضا التقاط الصور الفوتوغرافية، خاصة التي تبرز جمال الطبيعة و سحرها، و الحيوانات، و أيضا التماثيل و المجسمات، خاصة التي ترمز للبشر، و إذا كانت رميساء تحب مزج الألوان في لوحاتها الزيتية، فهي تفضل التقاط صور بالأبيض و الأسود، بآلة التصوير، لأنها تعكس بوضوح ملامح الوجه و تعابيره، كما أكدت في حديثها مع النصر. و أشارت إلى أنها تفضل عرض لوحاتها في فضاءات طبيعية، تستقطب مختلف فئات المجتمع، بما فيها الفئات الهشة، و كذا ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يتميزون ،حسبها، بقدرتهم الكبيرة على فهم رسائلها .