انتهت رحلة البحث عن التائه موسى بلعيد هجالة (44 سنة)، بالعثور عليه جثة هامدة وسط الأدغال، بمنطقة وادي قيروس بتمزقيدة، على الشريط الحدودي الرابط بين البليدة والمدية، وفند وكيل الجمهورية لدى محكمة المدية في بيان أصدره أول أمس، كل الفرضيات حول تعرضه لجريمة قتل، مؤكدا أن الجثة لم تظهر عليها أي آثار للعنف. رحلة البحث عن المفقود الذي ينحدر من عين الرمانة بالبليدة دامت ستة أيام كاملة وسُخرت لها إمكانيات كبيرة وعدد كبير من أعوان الحماية المدنية و الدرك الوطني والجيش الشعبي الوطني ومحافظة الغابات وجمعية الصيادين الذين يعرفون أدغال المنطقة جيدا، فكان لهم دور كبير في اكتشاف الجثة. كما أثرت الظروف الجوية الصعبة وتساقط الثلوج والضباب الذي غطى المنطقة على عملية البحث عن المفقود، وكانت مصالح الحماية المدنية قد تلقت مساء الجمعة الماضية، نداء مفاده أن ثلاثة أشخاص تائهين بأعالي جبال عين الرمانة بمحاذاة بحيرة الضاية، و بعد التنقل نحو المكان، واستعمال كل وسائل الاتصال الحديثة، تم العثور على شخصين اثنين على الساعة العاشرة ليلا، وفقدان شخص ثالث. و تواصلت عملية البحث، رغم الصعوبات و ظروف الطقس غير الملائمة، حيث جندت مصالح الحماية المدنية أكثر من 300عون، إلى جانب مروحية، كما شارك في العملية وحدات الجيش الوطني الشعبي و الدرك ومواطنين وجمعيات. وفي اليوم الرابع من عملية البحث، تم اكتشاف معطف وحقيبة ظهر التائه، وكان هناك أمل في العثور عليه حيا، إلا أن النهاية كانت مأساوية، حيث عثر عليه ميتا بمنطقة وعرة المسالك، ويرجح أن يكون الضحية أثناء محاولته الخروج من الغابة، و عدم عثوره على طريق العودة، سقط في منحدر. من جهة أخرى طرحت عدة أسئلة من طرف رواد التواصل الاجتماعي حول حقيقة فقدانه، و طرح البعض احتمال أن يكون الضحية قد تعرض لجريمة قتل من طرف رفيقيه اللذين تم العثور عليهما حيين، و أن البلاغ الذي تلقته مصالح الحماية المدنية حول فقدان ثلاثة أشخاص في الغابة قد يكون مجرد تمويه فقط للتغطية على الجريمة. كما ذكرت مصادر موثوقة، بأن رفيقيه تم سماعهما من طرف المصالح الأمنية المختصة بخصوص تنقلهما إلى الغابة، وكيف فقد زميلهما الثالث، لكن كل هذه الشكوك والفرضيات أجاب عليها وكيل الجمهورية لدى محكمة المدية الذي أصدر بيانه أول أمس، مؤكدا أن جثة الضحية لم تظهر عليها أي آثار عنف، وبذلك فإن فرضية تعرضه لجريمة قتل لم تعد مطروحة، و أوقفت مصالح الأمن التحقيق مع رفيقيه، لأن الضحية تاه فعلا وسط أدغال الغابة، ولم يتمكن من الخروج مع حلول الظلام، وسقط في منحدر وتوفي. من جانب آخر حذرت مصالح الحماية المدنية لولاية البليدة المواطنين، عشاق الجولات الراجلة وسط الجبال، من مثل هذه المغامرات التي تنتهي في بعض الحالات بحوادث مميتة، من خلال السقوط في مناطق وعرة أو التيهان، خاصة وأن هذه الحادثة لا تعد الأولى، بل وقعت حادثة مماثلة منذ سنوات بضواحي الشريعة، حيث عثر على شخص متوف، انتقل في رحلة راجلة من الشريعة نحو المدية، و نظرا لتساقط الثلوج بكثافة، لم يتمكن من مواصلة السير وعثر عليه ميتا بضواحي جبال العمارية بالمدية.