جيل سيدي سالم" صغير" يضمد جراح الكرة العنابية بتأهل تاريخي حقق جيل سيدي سالم إنجازا تاريخيا بإقتطاعه تأشيرة التأهل إلى الدور ال 16 من منافسة كأس الجزائر، ليكون من بين أصغر السفراء في الدور الموالي من المنافسة، فضلا عن كونه سيحمل راية تمثيل الكرة العنابية، مادام « كبار « الولاية ال 23 قد ودعوا المرحلة التصفوية من أولى أدوارها، و أبناء « سالم « إستغلوا الفرصة للخروج بفريقهم من دائرة الظل، ببلوغ الدور ال 16 لأول مرة في التاريخ، و مواجهة عملاق بحجم شباب بلوزداد. تأهل الجيل كان بشق الأنفس على حساب شباب فروحة، حيث أن الجماهير القليلة التي أمت مدرجات مركب 19 ماي بعنابة ظهيرة أول أمس السبت أجبرت على إنتظار الوقت الإضافي لرؤية عناصر سيدي سالم تحقق أهم إنجاز في تاريخها، وذلك بتوقيع كل من سناني و لعروسي هدفين سمحا للجيل بحجز مقعد في الدور القادم من تصفيات « السيدة المدللة «، وهو الإنجاز الذي جعل حي سيدي سالم الشعبي التابع إداريا لبلدية البوني يعيش أجواء إستثنائية طيلة ليلة أول أمس، لأن هذه المنطقة ظلت تعرف بكونها عاصمة القصدير بعنابة، فضلا عن كونها تشتهر برحلات « الحرقة « على متن قوارب الموت بإتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية، لكن فريق كرة القدم غير من الصورة القاتمة التي تشتهر بها هذه الضاحية، لأن الجيل أصبح بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة في الخارطة الكروية بالولاية ال 23 ، على إعتبار أن هذا « الصغير « ، الذي ينشط في بطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة، أصبح الحامل الوحيد لراية تمثيل الكرة العنابية في منافسة كأس الجزائر، بعد عجز كل من « حمراء « و إتحاد عنابة عن تخطي عقبة الدور الأول، رغم أن الجيل كان قد تأسس قبل 10 سنوات، و تسلق الهرم في ظرف قياسي إلى أن حط الرحال بالجهوي الأول، أين توقفت قاطرته لمدة ستة مواسم متتالية، و لو أنه كان قريبا من اللعب في قسم ما بين الرابطات في العديد من المناسبات، بإحتلاله الصف الثاني في بطولة رابطة عنابة. هذا وقد سبق لجيل سيدي سالم قبل أربعة مواسم بلوغ الدور ال 32 من منافسة الكأس، لكنه أقصي بملعب سطيف على يد نجم البرواقية، لتبقى مغامرة هذا الموسم الأحسن و الأغلى في مشوار النادي، لأن الجيل كان يراهن على البطولة بحثا عن تأشيرة الصعود، إلا ان الطموحات كبرت بعد كسب الرهان في الدور الجهوي الأخير على حساب ترجي قالمة، كما أن عملية سحب القرعة إبتسمت لأبناء « سالم «، لأن إستضافة شباب فروحة زاد من طموحهم في تحقيق إنجاز غير مسبوق، فكانت تأشيرة التأهل منطقية، كون الفريق يضم في صفوفه بعض اللاعبين المخضرمين أمثال شايب رياض و زبيري اللذين سبق لهما تقمص ألوان شباب الذرعان في الوطني الثاني، إضافة إلى لاعبين شبان من طراز سيساوي، قواسمي، طلحة و عجيمي. إلى ذلك فقد إعتبرت أسرة الجيل تأهل الفريق لأول مرة إلى الدور ال 16 أغلى هدية يمكن تقديمها لروح الفقيد عبد الكريم شيبوني، الذي شغل لسنوات عديدة منصب الممرض، كونه توفي في منتصف شهر ديسمبر المنصرم، بعدما حلم بتحقيق التأهل إلى الدور الموالي، على إعتبار أن آخر مقابلة في حياة الفقيد كانت بمناسبة الدور الجهوي الأخير ضد ترجي قالمة بسوق أهراس، كما أن اللاعبين و مدربهم بن دهينة لم ينسوا رئيسهم أيمن محمود الذي يبقى طريح الفراش منذ نحو أسبوعين، بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، لأن أيمن يبقى بمثابة الأب الروحي للجيل منذ تأسيسه قبل عشرية من الزمن، لكن الفريق كبر بفضل منافسة الكأس، و لا أحد في هذا الحي الشعبي العتيق كان يحلم بأنه سيأتي يوم سيواجه فيه فريقهم عملاقا بحجم شباب بلوزداد . الإنجاز التاريخي لسيدي سالم لم يحجب الرؤية عن « النكسة « التي لحقت بالكرة العنابية، لأن « الطلبة « عادوا بخفي حنين من برج بوعريريج، و هو الموسم الثاني على التوالي الذي يودع فيه الإتحاد « السيدة المدللة « من أولى الأدوار، الأمر الذي زاد من مخاوف الأنصار على مستقبل فريقهم، ومدى قدرته على ضمان البقاء في الرابطة المحترفة الثانية، سيما و أن مشكل المال يبقى مطروحا بحدة، في الوقت الذي سارت فيه « الحمراء « على نفس خطوات « كبير « المدينة، حيث أن تشكيلة المدرب عبد القادر بسكري تجرعت مرارة الإقصاء في عقر الديار على يد وداد رمضان جمال، لتتوقف بذلك مغامرة « كبيرا « بونة في الدور الأول للموسم الثاني على التوالي، مع بقاء الآمال معلقة على « الصغير « سيدي سالم الذي حقق الهدف المنشود بالخروج من دائرة الظل و ملاقاة عملاق من الرابطة المحترفة الأولى.