تعيش عاصمة ولاية عنابة في الأيام الأخيرة، أزمة مرورية غير مسبوقة، بسبب وصول أشغال تعبيد الطرقات و تجديد الشبكة الكبرى لصرف المياه إلى المحاور الحيوية، ما أغرق الطرقات في طوابير غير منتهية من السيارات، حيث يتطلب الانتقال من شارع إلى آخر، قضاء ساعة من الزمن في الازدحام. و خلال اليومين الأخيرين، وقفت النصر على غلق جميع الشوارع الرئيسية تقريبا بوسط مدينة عنابة، على غرار شوارع بوخطوطة، بوعلي السعيد، سويداني بوجمعة، شوند مارس، شوارع حديقة الحرية و غيرها من الأحياء، أين أطلقت أشغال تجديد الشبكات الكبرى و الفرعية لصرف المياه دفعة واحدة، كي تتبعها عملية تزفيت الطرقات في إطار عملية تهيئة شاملة للأرصفة و المسالك بوسط المدينة، برصد غلاف مالي قدره 100 مليار سنتيم. كما اقتربت النصر من مواطنين و مستعملي الطريق لاستطلاع آرائهم حول أزمة الشلل شبه التام لحركة المرور بوسط المدينة، حيث كانت أغلب تصريحاتهم مستنكرة لطريقة تسيير ورشات أشغال الطرقات و شبكات صرف مياه الأمطار، كونها جاءت دفعة واحدة و مست محاور حيوية، حيث قال سائق سيارة « كنا نستخدم منافذ عدة لتفادي الاختناق المروري و مع الورشة الكبيرة المفتوحة، أصبحنا ندور في حلقة مفرغة، بحيث نبقى في الطابور لأكثر من ساعة من الزمن». من جهتهم أصحاب الحافلات لم يستطيعوا الوصول إلى محطات النقل الحضري و شبه الحضري، ما اضطرهم لإنزال الركاب بمداخل وسط المدينة و العودة، دون تمكنهم من الوصول إلى المحطة الرئيسية.كما استغرب كثيرون ممن تحدثنا إليهم، سبب عدم القيام بالأشغال ليلا، لتفادي الازدحام المروري بوسط المدينة. و في هذا الشأن، طلب منتخبون بالمجلس الولائي، تدخل والي الولاية لإلزام المقاولات بإنجاز الأشغال ليلا، للتخفيف من معاناة المواطنين و مستعملي الطريق و كذا جعل وتيرة الإنجاز أسرع، بحكم توفر الإنارة العمومية في مواقع الإنجاز في وسط المدينة. و رغم استحسان المواطنين لإطلاق ورشة إعادة تزفيت وسط المدينة و تجديد شبكة الصرف الصحي و مياه الأمطار، غير أن الأشغال عقدت من حياتهم اليومية، نتيجة للازدحام المروري و انتشار الغبار و تعطيل أنشطة تجارية. و في ذات الشأن، يُطالب المواطنون من السلطات، بحث مؤسسة الإنجاز على القيام بالجزء الكبير من الأشغال ليلا و تنظيم الورشة حتى لا تتعطل مصالحهم. من جهته رئيس بلدية عنابة، الطاهر مرابطي، يصر على استكمال الأشغال دون توقف، رغم ما تسببه الورشات من ازدحام مروري و صرح للنصر قائلا « لو نبقى ننتظر و نؤخر الأشغال، ستبقى الورشة مفتوحة لثلاث سنوات» مطمئنا المواطنين بأن الأشغال ستنتهي شهر ماي و تصبح جميع الطرقات جديدة و في وضعية أحسن لاستقبال موسم الاصطياف. كما ذكر رئيس البلدية، بأن أشغال التزفيت بوسط المدينة، أسندت لشركة « باتي ميتال» العمومية، فيما تكلفت شركتان خاصتان بأحياء السهل الغربي. و أضاف مرابطي، بأن أشغال التهيئة ستشمل الأرصفة بالشوارع التي تعرف تعبيد الطرقات، على غرار محيط سوق الحطاب و شوارع سويداني بوجمعة، وفق تقنية « البيتيم» الأسود، لسهولة نزعه في حال وجود أشغال و كذا إرجاعه إلى حالته الطبيعية، مع وقف مشاريع تهيئة الأرصفة بالخرسانة المطبوعة، بناء على تقرير تقني، يؤكد رداءة الأشغال. حسين دريدح