تقرر في الاجتماع الأخير المخصص لقطاع النقل بعنابة، التعجيل بغلق محطة سويداني بوجمعة المعروفة ب« لرماكا» بوسط المدينة، التي لم تخضع لأي ترميم منذ السبعينيات، بالإضافة إلى قدم الحافلات التي يستخدمها الناقلون. و استنادا لمصدر مسؤول للنصر، فقد أعطى الوالي تعليمات لمدير النقل، بالإسراع في استكمال إجراءات منح الصفقة، بعد تخصيص الغلاف المالي اللازم و إجراء الدراسة التقنية. و حسب مصالح مديرية النقل، فإن محطة سويداني بوجمعة، تعد الأولى من حيث حركة الركاب بوسط المدينة، كونها شريان النقل للأحياء المحيطة بوسط المدينة وتوجد بها أكثر من 15 وجهة، منها خطوط باتجاه المعاهد و الجامعات. و حسب مصادرنا، فسيتم تحويل حافلات محطة سويداني بوجمعة، إلى محطة كوش نور الدين بحي «شوند مارس» و هي قريبة منها، كما سيتم تحويل بعض الخطوط لتخفيف الضغط إلى محطة سيدي إبراهيم للحافلات ما بين البلديات. النصر وقفت بالمحطة على التدهور الكبير للمحيط و انتشار الأوساخ، وفوضى الركن وكذا الدخول والخروج، بالإضافة إلى انعدام مرحاض عمومي نظيف و محلات لائقة، ناهيك عن ركود المياه عند هطول الأمطار و تسربها من القصدير الذي يغطي أماكن ركن الحافلات التي وصل دورها لصعود الركاب. و في سياق متصل، دعا والي عنابة لدى اطلاعه على مخطط النقل الجديد، بحضور جميع الفاعلين، إلى ضرورة الإسراع في تجسيده من أجل التخفيف من حركة السير و الاختناق المروري، بوسط المدينة و المحاور الرئيسية، خاصة أوقات الذروة و كذا موسم الاصطياف. و حسب عرض مدير النقل لولاية عنابة، فإن مخطط النقل يجسد على 3 مراحل، المدى القريب، المتوسط و البعيد، حسب الأولويات و الإمكانيات المادية المتاحة. وفي ما يتعلق بالإجراءات المتخذة على المدى القريب، أوضح المدير بأن مكتب الدراسات اقترح إعادة تهيئة 19 مفترقا للطرقات تشكل نقاطا سوداء، حيث تشمل الأشغال تغيير شكل و حجم الأرصفة و تجهيز 12 منها بنظام ثلاثي الأضواء، بالإضافة إلى تهيئة مختلف الشوارع الرئيسية و تزويدها بالإشارات العمودية والأفقية و تثبيت نحو 3 آلاف لوحة من مختلف الأصناف و الأحجام وفق مخطط مرسوم، منها 200 لوحة توجيهية مضيئة، لتسهيل توجيه السائقين نحو المرافق العمومية. كما تضمنت الإجراءات الاستعجالية للتخفيف من الاختناق ، إعادة فتح بعض الطرق المغلقة و التي تساهم في انسيابية الحركة بوسط المدينة، على غرار شارع بوخطوطة و ما قبل الميناء و فتح طرق جديدة على طول كيلومترين، يربط الأول حي الريم بالطريق الوطني 44 و الطريق الثاني يصل بين حيي واد فرشة و فخارين. و أشار مدير النقل بشأن تطبيق مخطط النقل الجديد على المدى المتوسط، تسجيل إنجاز جسر صغير بنقطة دوران المستشفى الجامعي ابن رشد و نفق بمحور الدوران لحي المحافر. و يتضمن المخطط المرسوم على المدى البعيد، إنجاز طريق اجتنابي جديد يربط المحطة البرية بالطريق الولائي رقم 16 باتجاه سرايدي و جبال الإيدوغ على مسافة 20 كلم، يمكن الوافدين على ولاية عنابة عبر الطريق الوطني رقم 44، من الدخول عبره لتفادي وسط المدينة و سيربط الطريق الجديد بمحاور رئيسية لولوج أحياء واد فرشة، بوقنطاس وسيدي حرب، وصولا إلى الكورنيش. و أكد الوالي، حسب مصادرنا، على أن حل معضلة الاختناق المروري بمدينة عنابة و ضواحيها، مرتبط بإنجاز الترامواي كوسيلة نقل جماعية عصرية و فعالة في الوصول بوقت وجيز ويستخدمها عدد كبير من الركاب. و في هذا الشأن، تأسف الوالي لتجميد المشروع، على أمل إعادة بعثه من جديد، مع تحسن الوضع المالي للبلاد. و كان سكان عنابة، قد حملوا مسؤولية ذلك للمنتخبين الذين اعترضوا على إنجاز الترامواي، بسبب مسار مروره عبر ساحة الثورة و اعتبروها حجة واهية لتفويت فرصة الاستفادة من وسيلة نقل إستراتيجية و عصرية في زمن البحبوحة المالية. من جهته والي عنابة، كشف عن عدم وجود أي مشروع جدي لإنجاز حظائر لركن السيارات في الوقت الحالي، معتبرا الحظائر مهمة جدا في التخفيف من مشكل الركن بوسط المدينة. و سجلت مصالح مديرية النقل في السنوات الماضية، 5 مشاريع حظائر ذات طوابق تستوعب ركن 3 آلاف مركبة تابعة للقطاع الخاص، مبرمجة بحي ما قبل الميناء، مستشفى ابن رشد، الحطاب، كوش نور الدين، و سيدي إبراهيم، مع اقتراح توسيع موقف السيارات سطمبولي بوسط المدينة، فيما لم تحين هذه الملفات لحد الآن و لم يجدد أصحابها طلباتهم.