انطلقت، أول أمس، أشغال إعادة تهيئة و تعبيد الطرقات بوسط المدينة، بعد تدخل والي الولاية لرفع العراقيل الإدارية و تسريع إجراءات منح الصفقات لمؤسسات الإنجاز، بسبب تحول طرقات عاصمة الولاية لوضعية كارثية و أصبحت محل احتجاج مستعملي الطريق و المواطنين بشكل يومي، بسبب اهتراء الرئيسية و حتى الفرعية منها و تسببها في عرقلة حركة السير. و حسب ما عاينته النصر في جولة ميدانية بوسط المدينة، فقد انطلقت الأشغال من الشارع الرئيسي الرابط بين محور الدوران الحطاب و شارع سويداني بوجمعة، حيث بدأت إزالة طبقة الزفت القديم على مسافة طويلة قبل بداية عملية إعادة وضع مادة الزفت، هذا ونظرا لحركة المرور الكبيرة على مستوى نقاط إعادة تهيئة الطريق، تسير الأشغال ببطء، إلى جانب اختناق مروري كبير بقلب وسط المدينة. و في هذا الشأن، طالب منتخبون في المجلس الولائي، بتدخل والي الولاية للقيام بالأشغال ليلا، للتخفيف من معاناة المواطنين و مستعملي الطريق، و كذا جعل وتيرة الإنجاز أسرع، بحكم توفر الإنارة العمومية في مواقع الإنجاز في وسط المدينة. و رغم استحسان المواطنين لإطلاق ورشة إعادة تزفيت وسط المدينة، غير أن الأشغال عقدت من حياتهم اليومية، نتيجة للازدحام المروري و انتشار الغبار وتعطيل أنشطة تجارية و في ذات الشأن، يُطالب المواطنون من السلطات، حث مؤسسة الإنجاز على القيام بالجزء الكبير من الأشغال ليلا و تنظيم الورشة حتى لا تتعطل مصالحهم. هذا وقدر الغلاف المالي المخصص لتعبيد الطرق ببلديتي عنابة والبوني ب 600 مليار منها 80 مليار سنتيم، لإعادة تزفيت الطرق في بلدية عنابة لوحدها، حيث كانت هذه المبالغ مجمدة لأشهر، بسبب العراقيل الإدارية في الإجراءات، ما أدى إلى تأخر انطلاق أشغال إعادة تهيئة في موعدها، حيث كانت مقررة في سنة 2019، ما انجر عنه تدهور في وضعيتها و انتشار الحفر و تسرب المياه. وحسب ما وقفت عليه النصر، فإن هناك نقاطا سوداء في بعض الطرقات تعرف حالة متقدمة من الاهتراء، منها الطريق المحاذي لثانوية القديس أوغستين و كذا شوارع فرعية بكل من الجسر الأبيض، لرونجري، السهل الغربي، واد القبة و غيرها من الأحياء. كما كانت ولاية عنابة، قد استفادت في الخماسي الأخير من إعانة مالية ضخمة لإعادة الاعتبار للطرقات السريعة و الوطنية، على مسافة 805 كلم بغلاف مالي قدره 3700 مليار سنتيم، مست طريق المطار و الوطني رقم 44 باتجاه برحال، بالإضافة إلى طريق الكورنيش الجديد بين رأس الحمراء و واد بقراط الموجود قيد الإنجاز و ينتظر تسليمه خلال موسم الاصطياف المقبل، في حين بقيت طرقات وسط المدينة دون إعادة تهيئة . في سياق متصل، أمرت مصالح الولاية بتوقف مشاريع تهيئة الأرصفة بالخرسانة المطبوعة، بناء على تقرير تقني يؤكد رداءة الأشغال، حيث قام والي عنابة السابق، توفيق مزهود، بالوقوف على هذه المشاريع و أصدر أمرا بمنع هذا النوع من أشغال الأرصفة و توجيه إعذارات للمقاولات. وحسب ما تضمنه التقرير، فإنه و بمجرد التساقط الغزيز للأمطار، تتآكل طبقة الإسمنت العلوية و تُمحى زخرفة القوالب وتظهر مباشرة الحصى الخشنة و تتحول إلى حفر مع مرور الوقت و هو ما وقفت عليه النصر في عدة أحياء منها الشوارع الداخلية. و خلص التقرير إلى ضرورة تدخل مديرية التعمير و الهندسة المعمارية و البناء، لفرض المعايير المعمول بها في إنجاز الأرصفة المطبوعة، منها إضافة مادة «السيليكون» و غيرها من المواد لحماية الطبقة العلوية للاسمنت.