أطلقت مديرية الأشغال العمومية بقالمة، مشروعا هاما لبناء جسر الناظور الجديد و إنهاء معاناة استمرت عقودا طويلة من الزمن، بسبب ضيق جسر قديم بني بعد سنوات قليلة من وصول الاستعمار إلى المنطقة وبقي هكذا بمسار ضيق يشبه معابر السكك الحديدية. و يتوقع أن تبدأ عملية بناء الجسر الجديد العابر لنهر سيبوس في غضون الأشهر القليلة القادمة، بعد إنهاء كل الإجراءات الإدارية و التقنية. ويعد جسر الناظور القديم، الجسر الوحيد بولاية قالمة الذي يسمح بمرور مركبة واحدة، حيث لا يتجاوز عرضه المترين و تتكدس المركبات على طرفي الجسر العريق على مدار الساعة تنتظر دورها للمرور إلى الضفة الأخرى من الوادي باتجاه الطريق الوطني 20 و قرية الناظور الجميلة، التي تختصر التاريخ الكولونيالي الاستعماري بحوض سيبوس الكبير، فيها المعادن النادرة و محطة للقطار و مخازن للقمح و معالم هندسية جميلة و منارة للعلوم ظلت تقاوم الاستعمار و تحافظ على هوية و عقيدة و تقاليد الشعب الجزائري، منها خطى كاتب ياسين خطواته الأولى نحو الأدب العالمي برائعة نجمة الخالدة التي تدور فصولها المثيرة بالناظور و عين غرور موطن قبيلة كبلوت. و لم يتوقف سكان الناظور عن المطالبة ببناء جسر جديد يتسع لمركبتين على الأقل، و إنهاء حقبة طويلة من المعاناة و الشعور باليأس و خيبة الأمل التي تتكرر كل يوم على طرفي الجسر العريق الذي يكاد يتحول إلى معلم تاريخي يروي تاريخ المنطقة و قصة وليها الصالح الذي كاد أن يجرفه سيبوس الكبير. و لا تكاد مظاهر العراك تتوقف عند طرفي الجسر القديم، الكل يريد أن يمر لكنه لا يجد متسعا، فيستسلم للأمر الواقع و هو ينتظر مرور طابور من السيارات عبر الممر الضيق، الذي يشبه ممرات عبور القطارات. و خضع أضيق جسر بولاية قالمة و ربما في الجزائر بأكملها إلى عدة عمليات صيانة و دعم حتى يبقى صامدا أمام عوامل الطبيعة و الزمن، لكنه لم يعد قادرا على تحمل الضغط المروري الكبير، و التحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي تعرفها الناظور الجميلة النائمة على ضفاف النهر الكبير و بين سهول القمح و الجبال الغابية الخضراء. و تقع الناظور ببلدية بني مزلين على بعد 17 كلم شرقي قالمة، و يمكن الوصول إليها عبر الطريق الوطني 20 من بوشقوف و بومهرة احمد أو عبر طريق فرعي يربط بين جبالة خميسي و بني مزلين، و يعد الجسر القديم المنفذ الرئيسي الذي يصل البلدة الصغيرة بباقي المناطق بكبرى المدن الرئيسية بالمنطقة.