انطلقت أمس، أولى الرحلات الجوية التابعة للخطوط الجوية الجزائر، عبر مطار هواري بومدين، بعد أشهر من الغلق والتعليق بسبب الأوضاع الصحية المرتبطة بجائحة كورونا، وجاء قرار الفتح الجزئي للحدود تنفيذا للقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية بعد تقارير ايجابية من اللجنة العلمية، والذي دخل حيز التنفيذ رسميا، مع فرض إجراءات صحية مشددة لمنع انفلات الوضع الوبائي خاصة وأن البلاد تشهد استقرارا في الحالة الوبائية منذ أسابيع عديدة. استأنفت الخطوط الجوية الجزائرية، أمس، رحلاتها تدريجيا تنفيذا لقرارات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بالفتح الجزئي للمجال الجوي بداية من الفاتح جوان الجاري. وانطلقت الرحلة الأولى من مطار الجزائر الدولي هواري بومدين في العاصمة إلى مطار أورلي الفرنسي عند الساعة التاسعة والربع صباحا في ظل تشديد إجراءات البروتوكول الصحي على طول المسار المؤدي من مدخل المطار إلى غاية ركوب الطائرة. فبعد توقف دام لأزيد من سنة في إطار الإجراءات الاحترازية المتخذة لمجابهة جائحة كوفيد 19، قررت السلطات إعادة الفتح الجزئي للمجال الجوي، عقب المشاورات مع اللجنة العلمية لمتابعة تطور جائحة فيروس كورونا والسلطة الصحية وهذا تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية. وشهد مطار هواري بومدين الدولي منذ ساعات الصباح الأولى حركة غير عادية مع إقبال للمسافرين المتوجهين إلى فرنسا عبر الرحلة المبرمجة، ويتعلق الأمر بالمسافرين الذين أكدوا حجوزاتهم حيث قررت الشركة عدم العمل بنظام القائمة المفتوحة تفاديا لأي مشاكل داخل بهو المطار والاكتفاء بالمسافرين المدرجين على قائمة الرحلة. وقد عبر معظم المسافرين المتوجهين إلى فرنسا عن ارتياحهم لهذا القرار وللتدابير الصحية التي فرضت على مستوى المطار للحد من إنتشار فيروس كورونا، حيث نجحت المصالح الأمنية والصحية في تسيير الرحلة بسلاسة والتعامل مع المسافرين بشكل طبيعي خاصة مع وجود أطباء وكاميرات لقياس الحرارة وهي الإجراءات التي قوبلت باستحسان من قبل المسافرين، الذين طالبوا بالمقابل من السلطات الرفع من عدد الرحلات. وشهد بهو المطار تنظيما محكما لتفادي الزحام، حيث حرصت فرق المراقبة الصحية والأمنية على احترام مسافة الأمان وتم التشديد على ضرورة احترام الإجراءات الوقائية. حيث وضعت إجراءات صارمة من دخول المطار وصولا للطائرة على غرار ارتداء الكمامة، وقياس الحرارة وطبيب بكل محور مرور. و تم تخصيص حافلات لنقل المسافرين القادمين نحو الفنادق في أريحية تامة. حيث ستكون وجهة المسافرين القادمين إلى مطار الجزائر الدولي نحو فندق مازافران الذي جهز لاستقبال المسافرين الخاضعين للحجر الصحي. أما المسافرين الخارجين من الجزائر سيخضعون إلى إجراءات البلد المسافر إليه. وقد حل 299 مسافرا أمس بالجزائر، قادمين من فرنسا في أول رحلة قادمة في هذا الصدد أوضح الناطق باسم الخطوط الجوية الجزائرية، أمين أندلسي، أن المسافرين الذين تم نقلهم من مطار أورلي (باريس) إلى مطار هواري بومدين الدولي، على متن طائرة ايرباص A300-200، سيجرون تحليل «بي سي أر»، قبل توجيههم إلى الحجر الصحي لمدة 5 أيام، على مستوى فنادق من اختيار وزارة السياحة. إجراءات استثنائية.. وشرعت، الجوية الجزائرية، منذ الأحد الماضي، في عمليات بيع التذاكر للراغبين في السفر بعد فتح المجال الجوي. وتتم العملية عبر وكالات الجوية بالجزائر والدول المعنية، و أيضا عبر الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بالشركة. حيث اضطرت الشركة إلى غلق الوكالات في كل من باريس ومرسيليا بسبب التدافع الحاصل للظفر بتذكرة السفر، وأوضح المتحدث باسم الشركة، أمين الأندلسي في تصريح للصحافة على هامش استئناف الرحلات الجوية، أن ما حدث «عادي ولا يجب تضخيمه». مشيرا إلى أن شغف الجزائريين في دخول أرض الوطن كان سببا في الأحداث، حيث دعاهم لشراء تذاكرهم عبر المنصة الإلكترونية. وأوضح الناطق باسم شركة الخطوط الجوية الجزائرية، إن الإجراءات المتخذة في إطار إعادة الفتح الجزئي للحدود "استثنائية". وأشار أمين الأندلسي، أن التدابير المتخذة تأتي ضمن توصيات اللجنة العلمية التي حددت التدابير الوقائية التي يتوجب العمل بها تزامنا مع الفتح التدريجي للحدود واستئناف الرحلات الجوية مع بعض الدول. وقد وضعت الشركة، برنامج الرحلات، حسب القرار الذي أصدرته الحكومة بخصوص الدول المعنية بقرار الفتح الجزئي، ويتعلق الأمر بتونس، تركيا، فرنسا، اسبانيا. وأفرجت الشركة، عن أسعار تكاليف التذاكر من وإلى مختلف الدول المعنية. وسيتم ضمان ثلاث رحلات أسبوعية من وإلى فرنسا، من قبل شركة الخطوط الجوية الجزائرية، بمعدل رحلتين من وإلى باريس ورحلة من وإلى مرسيليا وكذا رحلة من وإلى كل من تركيا (اسطنبول)، إسبانيا (برشلونة) وتونس (تونس العاصمة). ويرخص في مرحلة أولى، لمطارات الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة فقط باستقبال المسافرين عند الوصول أو المغادرين نحو الوجهات المحددة. وفيما يخص شروط ركوب المسافرين المتوجهين إلى الجزائر، يجب أن يكون المسافر حاملا لنتيجة سلبية لاختبار «البي سي أر» يعود تاريخه إلى أقل من 36 ساعة قبل تاريخ السفر. كما يجب حيازة تذكرة سفر صالحة وملء الاستمارة الصحية بالمعلومات المطلوبة والتسديد المسبق للتكاليف المتعلقة بالحجر الصحي الإجباري الذي يجب أن يخضع له كل مسافر عند وصوله إلى التراب الوطني، وكذا تكاليف اختبار الكشف عن فيروس كوفيد 19، المقرر من قبل السلطات الصحية. الجوية الجزائرية تعلن بيع 7500 تذكرة وكشف مسؤول الإعلام والاتصال، على مستوى شركة الخطوط الجوية الجزائرية، أنه تم بيع أكثر من 7500 تذكرة فيما يخص كل الرحلات الأسبوعية المعلن عنها. وأوضح أمين أندلسي، أن التذاكر تم بيعها على مستوى وكالات الجوية الجزائرية والأرضية الرقمية وكذا مراكز الاتصال. وأضاف أنه منذ فتح الحجوزات، يوم الأحد الماضي، تم حجز أكثر من 6400 مقعد من الخارج نحو الداخل، مشيرا إلى أن 65 بالمائة من الحجوزات تمت على مستوى الأرضية الرقمية. كما رد أندلسي على الانتقادات التي تعرضت لها شركة الخطوط الجوية الجزائرية من قبل عدة جهات بحجة ارتفاع أسعار التذاكر المعمول بعد استئناف الرحلات الجوية الدولية بمطار هواري بومدين، وقال بهذا الخصوص «أن أسعار التذاكر التي حددتها الجوية الجزائرية معقولة». وأضاف الناطق الرسمي للشركة قائلا: «هناك أطراف تحاول تغليط الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول برنامج الشركة» في إشارة إلى بعض المنشورات التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وذكر بهذا الخصوص أن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت مؤخرا تداول أخبار مغلوطة وبرامج رحلات مفبركة ومزيفة من طرف أشخاص لا علاقة لهم بشركة الجوية الجزائرية ولا السلطات الجزائرية. وقال المتحدث باسم الجوية الجزائرية بأن «الشركة تقوم بخدمة عمومية وحريصة على الاستجابة لطلبات الزبائن وأفراد الجالية»، مضيفا بأن العملية «غير تجارية بقدر ما هي خدمة عمومية»، وتابع المتحدث يقول: «أن الجوّية الجزائرية مجنّدة لاستقبال المسافرين في أحسن الظروف». كما رد على المطالبين برفع عدد الرحلات بالقول أن الاستجابة لهذا المطلب وزيادة عدد المقاعد مرهون بمدى التزام المسافرين بالبروتوكول الصحي. تخفيض جديد في تكاليف الحجر الصحي للمسافرين من جانب أخر، أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، أمس، عن تخفيض تكاليف الحجر الصحي للمسافرين القادمين إلى الجزائر إلى سعر 33 ألف دج. وأوضحت الشركة في بيان لها، أن الفئات الهشة من الطلبة و المسنين الراغبين في الاستفادة من الإعفاء من التكاليف يتوجب عليهم تقديم طلبات مرفقة بما يثبت وضعيتهم إلى القنصليات. يشار إلى أن تكاليف الحجر للمغتربين العائدين إلى الجزائر كانت محددة ب 41 ألف دينار جزائري. ويتم تسديد هذه التكاليف عند اقتناء تذكرة السفر كما تشمل التكاليف الإيواء، النقل وتحاليل PCR. وأمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بإعفاء الطلبة والمسنين ذوي الدخل الضعيف من الجزائريين العائدين، من دفع تكاليف الحجر الصحي. كما أسدى تعليمات بتخفيض مصاريف الإيواء بنسبة عشرين بالمائة (20 بالمائة)، للجزائريين العائدين إلى أرض الوطن.