العيطة الشاوية دوّت قاعات الحفلات بألمانياوفرنسا وأمريكا واليابان رغم بعدها عن الوطن قالت أنها ستبقى وفية للتراث الغنائي الشاوي،وأكدت أن هذا التراث لايمكن أن ينقرض مادام هناك من يؤمن بفضله على الثقافة الشعبية إنها المطربة المغتربة حورية عشي التي يعتبرها البعض الإبنة الروحية لعيسى الجرموني صاحبة أغنية (الصالح يا الصالح) التي عادت من بعيد في هذا الحوار الذي سجلناه معها على هامش تصويرها في حصة - سهرات المدينة- لمحطة قسنطينة الجهوية للتلفزيون. في البداية نود معرفة جديد الفنانة حورية عيشي؟ - ألبوم بعنوان (رعيان الخيل)وزع سنة 2009يحمل بصمات الأغنية الأوراسية على إيقاعات القصبة والبندير التي لاتخلو من أغاني منذ الثمانينات حيث تصاحبني هذه الطبوع أينما حللت في بلاد الغربة،لأن(العيطة الأوراسية تسكنني)أحملها معي كالكنز الذي لا يفنى. من أين تستقي الفنانة حورية عيشي أغانيها وقد بدأت موجة التغيير تسيطر على الطبوع الغنائية المنتشرة عبر ربوع الوطن على غرار الراي والأغنية القبائلية والسطايفية وغيرها؟. - ينبوع التراث لا ينضب مادام هناك عرق ينبض على إيقاع القصبة والبندير في الأعراس،إني أشم رائحتها من بعيد تثيرني بشغف فيجذبني الحنين إلى تلك القعدات التي تستحضر فيها جداتنا العيطة،فأخذ منهن أهازيجهن،أتردد باستمرار على قرى ومداشر الأوراس وأحتك بالنساء لأسمع منهن الحكايات تلو الحكايات لأعود محملة إلى بلاد الغربة بزاد ثمين حيث أقوم بتهذيبها وتجريبها موسيقيا بمساعدة موسيقيين عرب وأجانب للحفاظ على روحها الأصيلة. ألا ترين بأن الآلات العصرية تتعارض بشكل صارخ مع إيقاع الأغنية التراثية خاصة عندما يتعلق الأمر بالعيطة؟ - أبدا أنا لا أستغني عن الآلات التقليدية حيث أسعى بمساعدة الملحنين إلى وضع مزج موسيقي يتناسب مع "العيطة"ومع إيقاع القصبة فنخلق ثنائي يمد الأغنية زخما طربيا يدغدغ الوجدان وأحس بتجاوب الناس مع الإيقاعات التراثية في العديد من عواصم العالم التي أقيم فيها حفلاتي مثل ألمانياوفرنسا وأمريكا واليابان وغيرها. انقطعت عن البيئة التي نشأت فيها بحكم إقامتك في فرنسا ،فكيف تتواصلين مع المحيط الفني المحلي؟ - غادرت إلى فرنسا في الثمانينات بغرض الدراسة ولكن هذا لم يكن مانعا لمد جسور التواصل مع الوسط الفني المحلي بل بالعكس وجدت الفرصة مواتية لترويج هذا التراث في أوروبا حيث ساعدني تخصصي في فرض أعمالي بكبريات المكتبات الفرنسية وكذلك ألبوماتي التي أصدرتها منذ سنوات. و أفتخر لكوني استطعت إيصال هذا التراث خارج الوطن وكذلك بفرضه على موسيقيين أجانب يهتمون به وقد أصبح الآن هذا التراث متداول في الخارج ليس فقط بين أبناء الجالية الوطنية ،بل وجد محبين حتى في أوساط الأجانب وهذا في حد ذاته نجاح للأغنية الجزائرية التراثية. هل استطعت الحفاظ على العادات والتقاليد التي نشأت عليها وبقيت وفية لها حتى في بلاد الغربة؟ - بطبيعة الحال،أنا أفتخر بكوني (جبايلية) ولست بنت بلاد كما يقولون أنا أعتز بانتمائي للريف،تسحرني (العيطة)و(الرحابة)و(رعيان الخيل) يا سيدي رنات عين الكرمة لعيسي الجرموني وحلقات النسوان الجبايليات توقظ في نفسي أحاسيس وتمدني بذكريات جميلة أعيش فيها بكل جوارحي. ماذا تفضل حورية عيشي المرأة الفنانة؟ -أحب البساطة، الجمال، العمل، الإبداع. أحب كل شيء جميل، أتوق دائما للمشاركة في النشاطات الخيرية النسائية وأساهم داخل الجمعيات الثقافية والفنية لأتواصل مع الآخر. وما هو الشيء الذي لا تحبين أن تخوضي فيه؟ - بصراحة أنا لا أحب السياسة ولا أخوض فيها إطلاقا،وكذلك أرفض استعراض الأمور الخاصة التي تتعلق بحياتي الشخصية والعائلية فهذه الأمور ملكي أنا لاأسمح بتداولها .