رغم سنين الغربة الطويلة التي عاشتها الفنانة الجزائرية حورية عيشي، في أرض المهجر، غير أن شذى الأوراس لا زال يعبق من صوتها الجبلي الرخيم، واستطاعت بتميزها أن تصنع جوا خاصا بالمسرح الروماني لتيمڤاد خلال مشاركتها في السهرة الرابعة للمهرجان الدولي أدت عيشي، مجموعة من الأغاني التراثية الشاوية رددها الجمهور بحفاوة كبيرة، استهلتها الفنانة بأغنية ”ستة الحلوة”، وأدت بعدها أغنية ”فرسان الخيل” التي عنونت بها ألبومها الأخير، وهي من الإرث الفلكلوري لمنطقة الأوراس وكثيرا ما تردد في أعراس المنطقة. ومن بين الأغاني التي أدتها الفنانة خلال السهرة أغنية ”حالي مضرور” و”راعي الملجوم” المستلهمة من غناء فرقة الرحابة لبلدية يابوس، وأغاني للمرحوم عيسى الجرموني وعلي الخنشلي، وأغنية في طابع الصراوي، إضافة إلى بعض المواويل والعيطات الشاوية التي نالت إعجاب الجمهور. كما قدمت حورية عيشي المعروفة بأغنية ”الصالح يا الصالح”، والمعروفة أيضا بتفاعلها الكبير مع الأغاني التي تؤديها بوصلات راقصة جابت خلالها ركح المسرح وألهبت المدرجات.. قبل أن تشكر الجمهور والقائمين على المهرجان على الإستقبال وحسن الضيافة وتتسلم الدرع المهدى من والي ولاية باتنة الذي كان الغائب الأكبر عن هذه السهرة. وأكدت الفنانة، خلال الندوة الصحفية التي عقدتها بفندق شليا، أن التجديد لا يمكن أن يكون أبدا على حساب أصالة الفن المقدم، وهو ما يميزها فعلا عن باقي مطربي الطابع الشاوي رغم أنها أدخلت مجموعة من الآلات العصرية وتتعامل مع فرقة موسيقية من فرنسا. وأضافت حورية عيشي أنها تزور مدينة باتنة كل سنة لرؤية عائلتها، على اعتبار أنها ابنة المنطقة إلا أنها لم تشارك في مهرجان تيمڤاد سوى مرتين فقط، وقالت إنها ستكون حاضرة متى أرادها الجمهور. و في سؤال ل”الفجر” حول تعاملها مع فنانين يؤدون نفس الطابع من الجزائر، أكدت الفنانة أنها لا تمانع في ذلك متى وجدت فكرة أصيلة ومناسبة وتقنعها كفنانة قبل أن تقدمها للجمهور لتجنب الوقوع في فخ الأغاني التجارية التي برزت في هذه الأيام، وصرحت في هذا السياق أنها من الفنانين الحذرين في مسيرتهم، وقد يتطلب منها إنتاج ألبوم واحد مدة أربع سنوات.