شبان - الخضر - يخسرون النهائي ويكسبون التقدير فشل المنتخب الوطني لفئة أقل من 20 سنة في التتويج باللقب العربي، إثر انهزامه عشية أمس في نهائي النسخة السابعة لكأس العرب للشباب أمام نظيره السعودي بنتيجة (2 / 1)، في المباراة التي جرت بملعب الدفاع الجوي بالعاصمة المصرية القاهرة، "الخضر" بمركز الوصافة، وحصد الميدالية الفضية، مع انتزاع تقدير واحترام المتتبعين، لأن المستوى الذي ظهرت به تشكيلة المدرب لاسات في هذه الدورة يبعث على الكثير من الارتياح والتفاؤل، في وجود خزان من المواهب التي تعد بمستقبل زاهر للكرة الجزائرية. المقابلة جرت في ظروف مناخية قاسية، خاصة درجة الحرارة المرتفعة، بعد تقديم موعد اللقاء بساعتين عن توقيته الذي كان محددا آنفا، فضلا عن قرار تغيير الملعب، وقد كانت بداية اللقاء بهدف مبكر للمنتخب السعودي، إثر خطأ دفاعي فادح ارتكبه الظهير اليسر مهدي توينتي، الذي مرر الكرة بالخطأ إلى المهاجم السعودي مصعب الجوير، فاستغل الفرصة وهز شباك الحارس نبيل وناس في الدقيقة الثالثة. هذا الهدف المبكر أثر نسبيا على معنويات العناصر الوطنية، التي فقدت تركيزها المعتاد، بدليل أنها لم تتمكن من مسايرة الريتم السريع الذي فرضه السعوديون في الدقائق الأولى، والذين اعتمدوا على البنية "المرفولوجية" القوية لرأس الحربة عبد الله رديف لتشكيل خطر على مرمى الحارس وناس، لتشهد الدقيقة 16 إعلان الحكم الإماراتي سلطان الحمادي عن ضربة جزاء خيالية للمنتخب السعودي، على اعتبار أن الحارس وناس لم يلمس في تدخله المهاجم السعودي عبد الله الزين، ليتولى رديف تنفيذ الركلة، إلا أنه فشل في ترجمتها إلى هدف أمام براعة وناس. صد حارس "الخضر" لضربة جزاء كان بمثابة المنعرج الحاسم في المباراة، لأن العناصر الوطنية استعادت توازنها، وكان التوغل على الوراقين من أهم الأسلحة التي راهن عليها لاسات لتهديد الدفاع السعودي، ولو أن المهاجم بولبينة كان مصدر خطورة الهجوم الجزائري، وكان قريبا من تعديل النتيجة في ثلاث مناسبات، عن طريق التسديد من خارج منطقة العمليات، وقد اصطدمت الكرة في إحداها بالعارضة الأفقية، بينما تصدى الحارس السعودي المرمش بنجاح لتسديدتين، كما كاد شكال بلحاج أن يعدل النتيجة للنخبة الوطنية في أواخر المرحلة الأولى. مع بداية الشوط الثاني قام الناخب الوطني بإقحام رفيق محمد عمر كبديل، سعيا لتفعيل القاطرة الأمامية، لكن الخطورة كانت من صنع المهاجم بولبينة، الذي نجح في الوصول إلى المبتغى وهز شباك الحارس المرمش في الدقيقة 53 بعد تلقيه فتحة عرضية من زميله مهدي توينتي، الذي تدارك الهفوة الفردية التي ارتكبها في بداية اللقاء، وصنع هدف التعادل للنخبة الجزائرية. مع مرور الدقائق فرض "الخضر" سيطرتهم على مجريات اللعب، بنجاحهم في الاستحواذ على منطقة وسط الميدان، باستغلال التراجع البدني للمنتخب السعودي، وقد حاول المدرب لاسات إعطاء "ديناميكية" أكثر لخط الهجوم بإقحام دوقي، إلا أن نقص الفعالية أمام المرمى حالت دون تجسيد الفرص التي أتيحت أمام الحارس المرمش على قلتها، لتشهد الدقيقة 77 أخذ منتخب السعودية الأسبقية في النتيجة من جديد، بعد ركنية، استغل على إثرها المدافع محمد سليمان سوء تموقع الدفاع الجزائري، ليسكن الكرة في مرمى وناس بتسديدة قوية من داخل منطقة العمليات. انهزام "الخضر" في النهائي وان قطع أمامهم الطريق نحو منصة التتويج فإن مسيرتهم في هذه الدورة مكنتهم من سرقة الأضواء، بفضل المستوى الذي ظهروا به، خاصة في وجود مهارات فنية فردية عالية، لتودع كتيبة المدرب "لاسات" الحدث العربي في مركز الوصافة، مع كسب الكثير من الإشادة والثناء بمستقبل الكرة الجزائرية.