أصبحت حركة "طالبان" الأفغانية على مشارف العاصمة كابول، بعد أن أحكمت قبضتها على مساحات شاسعة من البلاد، مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية والأجنبية، فيما حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من كارثة إنسانية بعد نزوح عشرات الآلاف من منازلهم بحثا عن الأمان، إثر التقدم السريع للحركة. وبسطت الحركة اليوم الأحد سيطرتها على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان، دون أن تواجه أي مقاومة، وذلك بعد ساعات من إستيلاءها على مدينة مزار شريف، رابع مدينة أفغانية وكبرى مدن شمال البلاد. وتزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس الجاري تمكنت حركة "طالبان"، خلال أيام قليلة، من السيطرة على مراكز 18 ولاية من أصل 34، ومن بين عواصمالولايات التي سقطت في قبضتها قندهار التي تعد ثاني كبرى المدن الأفغانية، وهرات ثالت أكبر مدينة، إضافة إلى غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى العاصمة كابول، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومترا. وفي وقت تدق فيه الحركة أبواب العاصمة، وجه الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس خطابا للأمة، أكد من خلاله وجود مشاورات داخل الحكومة ومع الشركاء الدوليين، للتوصل إلى حل سياسي سريع يضمن "السلام والاستقرار" في البلاد، داعيا في الوقت نفسه إلى إعادة تعبئة القوات المسلحة.