نبهت السيدة نادية بوقدورة مديرة مخبر البحث في المناطق الجافة بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا إلى خطر سوسة النخيل الحمراء التي تهدد نخيل دول الخليج وليبيا، مشيرة إلى أن خطر الحشرة يهدد زوال أكثر من 17 مليون نخلة وعليه يستوجب ارسال فرق مراقبة صحية للوقوف على وضعية واحات النخيل، بالمقابل يتوقع قبل نهاية السنة اعتماد برنامج وطني للبحث في مجال النخيل ستدعمه المديرية العامة للبحث العلمي والتكنولوجي بغلاف مالي يقدر ب4 ملايير دج على مدى أربع سنوات القادمة ليكون مخطط عمل الباحثين للإجابة على انشغالات الفلاحين . وقد دافعت السيدة بوقدورة خلال الملتقى الدولي الاول حول زراعة النخيل الذي احتضنه المعهد الوطني للأبحاث الزراعية عن عمل الباحثين الجزائريين الذين اعدوا منذ سنة 2007 مسودة تضم كل الأبحاث التي أعدت منذ أكثر من 50 سنة حول انتاج التمور وحماية النخيل، حيث تمكن الباحثون من انتاج نوع جديد من البذور الهجينة تتأقلم مع الظروف المناخية الصلبة ولا تتضرر من الأمراض خاصة البيوض والبوفروا، وهي البذور التي يعول عليها مخبر البحث في المناطق الجافة لتطويرها مستقبلا لحماية ثروة النخيل من الضياع. من جهته أكد السيد شهاب مدير المعهد الوطني للأبحاث الزراعية ضرورة مرافقة الباحثين الفلاحين في عملهم اليومي، مشيرا الى ان هناك عددا من الفلاحين لا يرجعون للباحثين في معالجة مختلف الامراض التي تصيب انتاجهم مما يجعلهم يستغلون الاسمدة بطريقة غير عقلانية الامر الذي يضر بالانتاج الفلاحي عامة، وعليه يسهر المعهد على جعل الباحث تحت خدمة الفلاح في انتظار اعتماد البرنامج الوطني لحماية النخيل شهر ديمسبر المقبل قبل رفعه للمديرية العامة للبحث العلمي والتكنولوجي لتوفير الدعم المالي المقدر ب4 ملايير دج خلال الارابعة سنوات القادمة، وهو البرنامج الذي سيعد على ضوء التقارير واعمال الباحثين في هذا المجال . وبخصوص المشاكل الكبرى والرهانات التي تقع على الباحثين في هذا المجال اشار المتحدث الى ضرورة تحسين تقنيات الزرع وجني المحصول، التحكم في مجال السقي، التحكم في مختلف الامراض الفتاكة التي تهدد النخيل على غرار البيوض، البوفروا، الورقة المتكسرة، التطرق الى اشكالية التسويق والتعليب وهو الانشغال الذي لم يأخذ بعين الاعتبار من طرف الباحثين في السابق. كما دعا الخبير ورئيس الشبكة العراقية للنخل والتمر السيد ابراهيم الجبوري السلطات الجزائرية الى تجميد كل عملية استيراد للنخيل من الخليج العربي أو حتى من الدول المغربية بالنظر الى خطر سوسة النخيل الحمراء التي تهدد اليوم النخيل، حيث سجل ضياع 10 ملايين نخلة في الخليج العربي في المدة الأخيرة، ولا يمكن معالجة المرض عبر الأسمدة الكيماوية بل يجب حقن جذوع النخيل وهو علاج مكلف، مشيرا الى ظهور بوادر المرض بكل من المغرب وليبيا مؤخرا. وفي نفس الصدد اشارت السيدة بوقدور إلى ان المصالح الصحية لم تراقب واحات النخيل حيال هذا المرض الذي تنقله حشرة، مؤكدة ان الجزائر من منطلق انها تستورد العديد من المنتجات الفلاحية هناك احتمال أن تنقل الحشرة عبرها إلى الجزائر، لذلك تقترح تكوين المراقبين الصحيين عبر الحدود الجزائرية وتحسيس اعوان الجمارك بخطورة الموقف لتشديد الرقابة وحماية الثروة من الضياع، مشيرة الى ان حشرة السوسة الحمراء تهدد 17 مليون نخلة التي قد تضيع بسرعة، لذلك يعمل المخبر على مستوى جامعة هواري بومدين على تطوير وتحسين البذور لبلوغ نوع جديد يتأقلم مع التغيرات المناخية وله مناعة حيال العديد من الامراض. وبخصوص الملتقى الذي يعد الاول من نوعه بالجزائر اشارت المتحدثة من منطلق انها رئيسة الملتقي انه يعد فرصة للباحثين الجزائريين للاطلاع على تجارب 50 باحثا اجنبيا قدموا من 17 دولة عربية واوروبية وحتى آسيوية بغرض مناقشة العديد من الجوانب المتعلقة بالنخيل وانتاج التمور لتكون حلقة جديدة تضاف الى عمل الباحثين الجزائريين بغرض تثمين البرنامج الوطني لحماية النخيل الذي يتوقع الشروع في تنفيذه مع بداية الموسم الفلاحي المقبل.