نحات شاب يحوّل حي "الآشلام" إلى متحف للتماثيل الثلجية وجد هواة النحت في الثلج، فرصة لا تعوّض لصقل مواهبهم، حيث جعلوا من الضيف الأبيض الذي طالت إقامته هذه المرة، مادة أولية لتجسيد تحف فنية تحوّلت تلقائيا إلى معرض في الهواء الطلق، شهد زيارة عشاق الصور التذكارية الذين ترددوا على المكان بالعشرات طيلة اليومين الماضيين بحي "الآشلام" بسيدي مبروك السفلي. و قال مبدع التحف الثلجية "عاطف عولمي أنه تعوّد على ممارسة فن النحت على الثلج، لكن استمرار موجة الثلج لمدة أطول منحه فرصة تجسيد أكبر عدد من المنحوتات التي استخدم وسائل بدائية لتحقيقها على حد وصفه، حيث وقف الفنان الشاب (36سنة) لساعات يصقل تصاميمه المميّزة بواسطة قطعة زجاج، و قطعة خشبية، وسط نظرات إعجاب المارة و الأطفال الذين تجمعوا حوله لتأمل حركات أنامله المبدعة و محاولة تقليده في نحت رجل الثلج الذي برز هذا العام بأغلب أحياء مدينة قسنطينة و بمختلف الأشكال و الأحجام حسب براعة المنجزين الذين فضل بعضهم ترك بصمة خاصة، على الحلة البيضاء. و قد نجح النحات الشاب في تجسيد ست تحف جميلة منها شكل شيخ بلباس تقليدي أثار إعجاب الكثير من المارة و الفضوليين الذين لم يفوت بعضهم فرصة التقاط صورة معه، أو مع تمثال البابا نويل و هو جالس على كرسي كعجوز مبتهج برؤية الأطفال يحومون حوله في مرح . كما لم تغب صور تماثيل الحيوانات البرية و على رأسها الدب الذي خطف هو الآخر الأضواء و وقف الكثيرون في انتظار دورهم لأخذ حظهم في التقاط صور تذكارية. و إن كان النحت على الثلج يعتبر من الفنون الزائلة و غالبا ما يقارن بفن النحت على الرمل لسرعة اندثاره و اختفائه، فإن المبدعين لا يكترثوا لزوال تحفهم مع سطوع أول أشعة للشمس أو سقوط الأمطار لأن هدفهم الأول إدخال البهجة إلى قلوب غيرهم و ترك بصمة و لو عابرة على الزائر الأبيض، كما قال الفنان عولمي عاطف الذي تمنى في نهاية اللقاء لو تمنحهم الطبيعة فرصة تنظيم مهرجانات و مسابقات النحت على الثلج كما بالكثير من الدول الغربية.