أكدت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خلال اجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد الخميس الماضي، دعمها التام والمطلق للناخب الوطني جمال بلماضي، بعد الانتقادات التي طالته، عقب الاكتفاء بالتعادل أمام منتخب بوركينافاسو، برسم الجولة الثانية من دور المجموعات لتصفيات كأس العالم 2022 المقررة أن تحتضنه دولة قطر، وهو ما جعل رفاق رياض محرز يتقاسمون صدارة المجموعة الأولى رفقة منتخب «الخيول»، وبفارق نقطة وحيدة عن منتخب النيجر، منافس الخضر المقبل في شهر أكتوبر الداخل. وجدد أعضاء المكتب الفيدرالي مساندتهم للناخب الوطني، كما استنكروا كل الحملات التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنتخب الوطني، المقبل على خوض تحديات هامة في الأسابيع المقبلة، أبرزها الدفاع عن اللقب الإفريقي، والتأهل إلى مونديال قطر، ولو أن هناك إجماعا لدى الجماهير الجزائرية بخصوص قيمة ومكانة المدرب جمال بلماضي، بالنظر إلى ما قدمه للخضر، منذ استلامه زمام العارضة الفنية خلفا لرابح ماجر، أين انتشل المنتخب من القاع، ووضعه في القمة، عقب التتويج ب«كان» مصر 2019، فضلا عن بصمه على مسيرة مظفرة بعد الوصول إلى 29 مباراة دون هزيمة، في انتظار أن ينجح في قيادة أشباله نحو الحلم الأكبر، والمتمثل في التأهل إلى العرس العالمي المرتقب بدولة قطر. ويأتي موقف الاتحادية ليؤكد بأنها كانت ولا تزال تثق في بلماضي، المتوّج بلقب أفضل مدرب في القارة السمراء سنة 2019، كما تحاول أن تمنحه ضمانات، بأنه سيواصل في منصبه مهما حصل، رافضة التفريط في خدماته بأي شكل من الأشكال، وهو الذي غادر الجزائر بعد الفراغ من التزامات شهر سبتمبر (الجولة الأولى والثانية من تصفيات المونديال) مستاء، عقب السقوط في فخ التعادل أمام الخيول، ما منح الثقة لأشبال المدرب كامو، كما جعل تأشيرة التأهل في المزاد، ولو أن هناك يقينا لدى هيئة شرف الدين عمارة، بخصوص مقدرة بلماضي وأشباله على العبور للدور التصفوي الأخير، والفوز بلقاء السد المؤهل لنهائيات كأس العالم التي يضعها بلماضي في صدارة أهداف مشروعه الرياضي، بعد التتويج بالكان. ومما لا شك فيه سيقود الناخب الوطني التربص المقبل، وكله رغبة في الفوز بالنقاط الست المتاحة، على أمل أن يتعثر منتخب بوركينافاسو في إحدى لقاءيه أمام جيبوتي، ولو أن ذلك مستبعد، في ظل ضعف أشبال التقني جوليان ميت. وتحاول الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وضع المنتخب الوطني في أفضل الظروف، كما تسعى لاستبعاده من الضغوط، خاصة وأن رفاق رياض محرز تنتظرهم تحديات قوية بداية بسفرية النيجر، مرورا بنهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، وصولا إلى مباراة السد المرتقبة شهر مارس، ولو أن التأهل لها سيكون مرتبطا بالأجواء المريحة، التي سيوفرها شرف الدين عمارة للناخب الوطني وأشباله، في قادم المواعيد. على صعيد آخر، ناقش المكتب الفيدرالي، خلال اجتماعه الأخير مواضيع ومسائل أخرى مهمة، تشغل بال الأسرة الكروية الجزائرية، على غرار المصادقة على اللوائح التنظيمية للبطولتين المحترفة والهواة، تحضيرا لانطلاق الموسم الكروي الجديد، والذي تريده هيئة شرف الدين عمارة أن يكون مختلفا، بعد التعديلات التي أدخلتها الهيئات المسؤولة على نظام المنافسة، في شاكلة العودة إلى بطولة ب18 فريقا، سيما وأن السيناريو الكارثي للموسم الكروي الماضي، الذي امتد إلى غاية نهاية شهر أوت لا يزال في الأذهان، كما تم التطرق لبطولة الرابطة المحترفة الثانية، أين تم رفض بعض المقترحات التي تقدم بها الرؤساء، في صورة رفع عدد الإجازات المتاحة، ونقاط أخرى تخص البروتوكول الصحي المعتمد سواء في الاحتراف أو نظام الهواة، باعتبار أن الجميع مطالبين بتلقي اللقاح، سواء لاعبين أو طاقمين فني ومسير، لمجابهة فيروس كورونا، الذي يتوجب العمل معه بحذر في الموسم الجديد مع عودة الأنصار للمدرجات. في سياق ذي صلة، لم يغفل أعضاء المكتب الفيدرالي عن مناقشة مشاريع القوانين الأساسية للرابطات الوطنية لكرة القدم المحترفة والهواة وما بين الجهات، في إجراء يؤكد بأن الاتحادية تريد تجاوز إرث الماضي و عدم ترك أي كبيرة أو صغيرة تخص الكرة الجزائرية إلا وتضعها في السكة الصحيحة، قبيل ضربة انطلاقة الموسم الجديد.