كوت ديفوار = زامبيا الفيلة أمام خطر الرصاصات النحاسية سيكون ملعب ليبرفيل مساء اليوم قبلة عشاق الكرة المستديرة في القارة السمراء وخارجها، لاحتضانه نهائي كأس الأمم الإفريقية التي يسدل الستار على فعالياتها اليوم، بعد أسبوعين من التنافس عبر ملاعب الغابون وغينيا الاستوائية, وسيجمع نهائي النسخة الثامنة والعشرين منتخبي كوت ديفوار وزامبيا. نهائي إفريقي غير مسبوق يبلغه الطرفان للمرة الثالثة في تاريخهما الكروي، فالمنتخب الزامبي يدخل «معركة» اليوم بغرض تحقيق حلم التتويج بأول لقب قاري، بعد فشله في معانقة السيدة المدللة في نسختي عام 1974 و1994، وفي المقابل تبحث كوت ديفوار عن ثاني لقب إفريقي بعد تاج 1992 وبعد خسارة نهائي 2006، سيما والنسخة الحالية ستكون المحطة الأخيرة لجيل ذهبي يقوده النجم ديديي دروغبا و يعتبر أفضل ما أنجبت الكرة في هذا البلد، وهي المجموعة ذاتها التي أخفقت في النسخ الثلاث الأخيرة. ورغم أن الرصاصات النحاسية تراهن على طموح لاعبيها وروحهم الجماعية وكذا الرغبة في الفوز التي وفق التقني الفرنسي هيرفي رونار في زرعها في نفوس زملاء القائد كريستوفر كاتونغو، حيث عرف هذا المنتخب «المفاجأة» كيف يقفز إلى القمة في صمت وبعيدا عن الأضواء، لتكون آخر ضحاياه منتخب غانا الذي لم يستفق بعد من صدمة الإقصاء، إلا أن المهمة لن تكون يسيرة اليوم أمام فيلة متعطشة للتتويج وتملك جميع مقومات النجاح وفرض الذات، حيث ظهرت الفيلة منذ انطلاق الدورة الحالية بأكثر واقعية ونضج، ما يجعل فرص تتويجها أوفر، لكن حذار من رد فعل الرصاصات النحاسية التي قد تصيب الفيلة في مقتل، سيما وأن المعطيات في هذه المحطة الختامية تختلف من جميع الجوانب، فالنهائي يكسب ولا يلعب وكل لاعب يوظف كل طاقاته وإمكاناته لتحقيق الحلم ودخول التاريخ من أوسع أبوابه، والجميل اليوم أن اللاعبين لن يكونوا وحدهم في الساحة لانتقال «المعركة» إلى خط التماس بين الناخبين، فمن جهة يقف الايفواري فرانسوا زاهوي واثقا من نفسه ومن قدرات منتخبه الذي تخطى حتى الآن جميع العقبات بسلام، ويسعى إلى تكرار سيناريو مواطنه يوو مارسيال الذي قاد الفيلة إلى اللقب الأول والأخير في نهائيات كأس الأمم الإفريقية عام 1992 في السينغال, ما يجعل التقني المحلي الأنسب لنجوم من مصاف دروغبا ويحيى توري وكالو وغيرهم، سيما وأن كبار التقنيين العالميين فشلوا في مهمة إهداء كوت ديفوار ثاني لقب، رغم استعانة اتحاد اللعبة بأسماء ثقيلة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر بيتر شنيتغر و كاسبر جاك وهنري ميشال وفيليب تروسيي وجيرار جيلي والناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، وفي الجهة المقابلة يقف التقني الفرنسي هيرفي رونار المعروف لدى الجمهور الجزائري من خلال تواجده على رأس الرصاصات النحاسية في التصفيات المزدوجة لكان ومونديال 2010 وإشرافه على العارضة الفنية لاتحاد الجزائر، وهو تقني معروف بحنكته ودهائه ويسعى اليوم لتحقيق حلم التتويج ورد الاعتبار لنفسه اولا كونه ظل عرضة لانتقادات وسائل الإعلام الزامبية التي شككت في قدراته ولم يحظ قبل اليوم سوى بثقة النجم السابق ورئيس الاتحاد الزامبي للعبة حاليا كالوشا بواليا، ويدرك رونار جيدا أنه اليوم يقف على بعد خطوة من دخول التاريخ وتدوين اسمه بأحرف من ذهب في سجلات الكان، ما يفتح أمامه آفاقا أوسع وأكبر.