توفيت أول أمس الممثلة و المغنية الأمريكية الشهيرة ويتني هيوستن عن عمر يناهز ثمانية و أربعين سنة بفندق الهيلتون ببيفرلي هيلز الذي كان يفترض أن تشارك في إحياء حفل موسيقي به، و ذلك عشية انطلاق فعاليات مهرجان "غرامي أواردس" أو " أوسكار" الموسيقى الأمريكية المنظم يوم الأحد بلوس أنجلوس، و الذي فازت به المغنية الراحلة ستة مرات من قبل. و قال مكلف إعلامي للشرطة الأمريكية أنه في حوالي الساعة الرابعة بعد ظهر يوم السبت وجدت ميتة بغرفتها بالطابق الرابع، و كان أول من اكتشف جثتها هو المنتج كلايف دايفيس، مشيرا أن الشرطة تلقت مكالمة هاتفية إستعجالية من قبل المغني " آر أند بي راي" تخبرهم بأنهم وجدوا جثة الضحية مرميا على الأرض و عند وصول طاقم الشرطة كان رجال الأمن بالفندق يحاولون دون نجاح إنعاش المغنية. و رغم التحريات المكثفة الذي قام بها المحققون الذي أحاطوا بالغرفة فور اكتشاف الأمر لمحاولة كشف النقاب عن اللحظات الأخيرة لحيات هيوتسن و ظروف موتها الغامض ، إلا أن أسباب الوفاة مازالت مجهولة إلى غاية مساء أمس. و لم تلبث جحافل المعجبين أن انتشرت حول الفندق الذي احتضن رغم كل شيء فعاليات السهرة التي نظمها كلايف دايفس، لتتهافت التعازي فيما بعد في مختلف المواقع الاجتماعية على غرار " تويتر"، أين بادر عدد من الفنانين بنشر تعازيهم الحارة لفقدان نجمة سينما و غناء بحجم هيوتسن ، إذ كتبت المغنية ماريا كاري: " قلبي مكسور و لا يكف عن البكاء بسبب الموت الصاعق لصديقتي الرائعة و المميزة ويتني هيوتسن "، أما الفنانة كريستينا آغيليرا فكتبت على صفحتها بتويتر : "ها نحن نفقد أسطورة أخرى، حبي و دعواتي الخالصة لعائلة ويتني"، أما المغنية ريهانا فاكتفت بقولها: " ليس لدي كلمات، بل فقط الدموع". و من جهتهم منظمو حفل "الغراميز" أجروا تعديلات على برنامج سهرة الأحد المنظمة ب " ستايبلز سانتر" و غنت جينيفر هيودسن إكراما لروح الفقيدة . المغنية ويتني هيوستن الملقبة ب " صاحبة الصوت " كانت سيدة الساحة الغنائية الأمريكية في سنوات الثمانينات و التسعينات بلا منازع ، حيث باعت في تلك الفترة ما يفوق 170 مليون ألبوم. و من بين أشهر أغانيها أغنية " كيف سأعرف"، " أحتفظ بكل حبي لك" و " سأحبك دائما " التي لاقت نجاحا كبيرا سنة ،1992 أما أشهر أفلامها فكان فيلم " بودي غارد" الذي تقاسمت فيه البطولة مع الفنان كيفن كوستنر.ولدت هيوستن في التاسع من شهر أوت سنة 1963 بنيوارك ( مقاطعة نيوجرزي) و بدأت مشوارها في الغناء بعد عملها لفترة قصيرة كعارضة أزياء و مشاركتها في بعض السيتكومات القصيرة. في طفولتها كانت تحلم بأن تصبح مغنية " غوسبال" في الكنيسة مثل والدتها سيسي هيوستن، حيث قامت بتسجيل أول " سولو" لها في سن الحادية عشر، و انتقلت لعالم الاحتراف سنة 1983 و وقعت عقدها الاحترافي الأول مع المنتج كلايف دايفس صاحب شركة "آتريستا"، و لاقى ألبومها الأول الذي حمل اسمها و صدر سنة 1985 نجاحا كبيرا و بيع منه 24 مليون نسخة و كذلك كان الأمر بالنسبة لألبومها الثاني"ويتني"، الذي تصدّر قائمة أحسن البومات البوب في أمريكا و حطمت بذلك لسبعة مرات متتالية الرقم القياسي " التوب أمريكا " متفوقة بذلك على "البيتلز" و "البي غييز"، لتتجه هيوستن بعد ألبومها الثالث الذي لاقى نجاحا أقل من سابقيه، لعالم السينما و تبرز بعد " بودي غارد " في كل من " أين هم الرجال"( 1995) و "زوجة الباستور" (1996) . تزوجت هيوستن بالمغني بوبي براون سنة 1992 في حفل أسطوري ضم 80 مدعوا و أنجبا سنة 1993 بوبي كريستينا التي تعتبر طفلتهما الوحيدة، و تم إيقافها سنة 2000 بمطار هاواي بالولايات المتحدةالأمريكية لحيازتها على مادة " الماريخوانا " الذي كان زوجها بوبي براون يتعاطاها بالإضافة إلى أنواع أخرى من المخدرات. و كانت علاقتها العنيفة و المتوترة مع زوجها هي السبب الرئيسي الذي دفع بها للإنحدار في عالم المخدرات، و غرقت هي الأخرى كغيرها من الكثير من مشاهير الفن بأمريكا لتتصدر واجهات صحف الفضائح بسب الإدمان، في الوقت الذي عرفت فيه الساحة الفنية صعود نجمات أصغر سنا لمعنّ في نوعي "البوب" و "السول" اللذان كانت تؤديهما كبيونسي، ريهانا و ماريا كاري، و في سنة 2006قررت الانفصال عن زوجها. و عادت للظهور مرة أخرى سنة 2009 بألبوم جديد يحمل عنوان " آي لوك تو يو" الذي لاقى إعجاب و ترحيب النقاد، غير أنها لم تتخلص من نوبات التسمم الناجمة عن المخدر حيث كادت سنة 2010 أن تلغي جزءا من جولتها الفنية الأوروبية بسبب دخولها للمستشفى بباريس بسبب التهاب تنفسي. و كان آخر ظهور لها في العلن يوم الخميس الماضي حيث شوهدت بالقرب من محل لبيع الألبومات بهوليود و كانت تبدو بهندام بسيط جدا و تائهة، حسب ما أفادت به قناة "هوليود روبرتر". كانت هيوستن مواظبة على العمل الخيري حيث كانت تقوم بدعم الكثير من الجمعيات الخيرية المهتمة بالأطفال و الشباب و الجمعيات التي تحارب الأمراض الخطيرة كالسيدا.