وصف القائد السابق للمنتخب الوطني جمال بلماضي، المقابلة القادمة للخضر أمام غامبيا بالامتحان الشاق والمنعرج الصعب لكتيبة حليلوزيتش، مضيفا في حوار هاتفي خص به النصر، أن كسب المعركة الميدانية يتطلب الكثير من التحضير، فضلا عن «مقاتلين» لا يخشون أدغال القارة السمراء، معتبرا في ذات السياق تردد الناخب الوطني في تحديد القائمة المعنية بهذه المباراة يعكس تخوفه، وعدم إيمانه بقدرات بعض اللاعبين سيما المحليين. من جهة أخرى، أعرب بلماضي عن أمله في الحفاظ على لقب دوري نجوم قطر الذي تحصل عليه الموسم المنقضي مع لخويا الذي قطع برأيه شوطا معتبرا لتجسيد هذه الرغبة. ما هي قراءتك لمقابلة الخضر أمام غامبيا المقررة نهاية الشهر الجاري؟ دعني أقول لك في البداية، أن الفوز في إفريقيا صار صعبا، لذلك، أرى بأن مقابلة المنتخب الوطني في بانجول لن تكون سهلة على الإطلاق لعدة اعتبارات منها الضغط الكبير للجماهير الرياضية، وغياب الحماية الكافية للاعبين في الملعب، إلى جانب لجوء المنافس إلى القوة البدنية والخشونة المفرطة وحتى الاعتداءات، دون نسيان التحكيم الذي لا ننتظر منه النزاهة أو الموضوعية في ظل التجارب السابقة. برأيك ما هي مفاتيح هذه المباراة، وبأي سلاح يمكن مواجهة الغامبيين؟ بكل تأكيد الرزانة والهدوء وبرودة الأعصاب، مع تفادي السقوط في فخ المنافس والرد على استفزازات عناصره، تعد في نظري مفاتيح النجاح. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التحضير الجيد، ومن شتى الجوانب، البدنية والنفسية والتكتيكية، لا بد أن يكون في مستوى أهمية اللقاء. وعليه، أرى، بأن حليلوزيتش مطالب بإعداد «كومندوس»، والاعتماد على العناصر الأكثر استعدادا، بعيدا عن النجومية والأسماء التي لم يعد بمقدورها تقديم أكثر مما قدمته، لأنه وبشهادة التاريخ، لم يسبق للخضر وأن تفوقوا على غامبيا في عرينهم. نفهم من هذا أن حظوظ المنتخب الوطني في الفوز منعدمة؟ لا لم أقصد ذلك لأن كرة القدم ليست علوما دقيقة. فالجزائر، بإمكانها تحقيق نتيجة إيجابية، وتفادي خسارة ثالثة بعد الأولى عام 2007 (2/1)، والثانية في 2008(1/0)، شريطة حسن توظيف قدرات اللاعبين، والقيام بتحضيرات جادة، لأنه صراحة وحسب البرنامج التحضيري للناخب الوطني، هناك تردد كبير في الفصل في القائمة، وحتى مكان التربص رغم الحديث المتداول حول إقامة معسكر بفرنسا قبل شد الرحال نحو بانجول. في اعتقادي، أهمية المقابلة، تتطلب الحسم في عديد الأمور بشكل مبكر، لوضع المجموعة المعنية في حالة نفسية مريحة، وتفادي الضغط على اللاعبين، وحتى التأويلات. وهل تعتقد بأن المنتخب الحالي قادر على رفع التحدي؟ كما سبق وأن ذكرت، يجب الفصل من الآن في القائمة، ولو أنني أتوقع اعتماد البوسني على اللاعبين المحترفين بنسبة 99 بالمائة، رغم مهارة البعض من المحليين الذين بإمكانهم في نظري إعطاء الإضافة المرجوة. لكن، وفي كل الحالات، أرى، بأن الخضر يملكون المقومات الكافية للعودة بنتيجة إيجابية، خاصة وأن معطيات هذه المواجهة تختلف عن سابقتيها لسنتي 2007 تحت قيادة الفرنسي كفالي، و2008 بإشراف رابح سعدان. صراحة هل تزكي سياسة حليلوزيتش؟ لا يمكن لي مناقشة طريقة عمله، كونه أدرى بشؤون فريقه، وأعتقد بأنه يملك الإرادة والكفاءة لتحقيق الأهداف المسطرة، ولو أنني لا أتفق معه في بعض الأمور، منها خاصة تجاهله اللاعبين المحليين واعتماده المفرط على المحترفين، رغم أننا صراحة لا نملك اليوم لاعبين من الطراز العالي ينشطون في الخارج. نفهم من كلامك أنك غير راض على النخبة المحترفة في أوروبا؟ إذا ما تحدثنا بلغة المنطق، يجب مواجهة الواقع بما هو عليه. شئنا أم أبينا، الكرة الجزائرية تفتقد اليوم إلى لاعبين محترفين، بإمكانهم قلب الموازين، وصنع الفارق. فجل العناصر التي تحمل الأوان الوطنية، هي اليوم غير أساسية في فرقها، باستثناء بودبوز في سوشو، وبدرجة أقل ثنائي أجاكسيو مصطفى ومجاني، و قادير في فالنسيان، بغض النظر عن بلحاج و بوقرة وزياني في دوري نجوم قطر. لذلك، يمكن القول أنه، ومقارنة ببعض الدول الإفريقية، عرف التمثيل الخارجي للكرة الجزائرية تراجعا من حيث النوعية والمشاركات. وهل تعتقد بأن دوري قطر سيسمح للثلاثي الدولي بمواكبة المستوى العالمي؟ دون مبالغة يمكن لي أن أجزم بأن بوقرة و بلحاج و زياني أصبحوا ركائز في أنديتهم ، ما مكنهم من امتلاك أعلى نسبة المشاركات في رصيد كل واحد منهم، قياسا بنظرائهم في البطولات الأوروبية، بمعنى آخر أن كل واحد منهم خاض أزيد من 15 مقابلة لحد الآن في المنافسة القطرية بمختلف أنواعها. وعليه، أرى، بأن هذا الثلاثي يعد الأكثر جاهزية من مجموع اللاعبين المحترفين، ويمكن لكل واحد منهم إعطاء الإضافة المرجوة للمنتخب الوطني، والفضل في هذا يعود لدوري النجوم الذي منح لهم فرصة التألق والرفع من مستوى الأداء والمردود، وتعزيز حجم المنافسة. ما هي حظوظ الخضر في التأهل لمونديال البرازيل 2014؟ كل شيء مرتبط على نوعية التعداد، و نجاعة التحضيرات، وحنكة الناخب الوطني في حسن توظيف الأوراق الرابحة المتواجدة بين يديه. فالحديث عن التأهل لمونديال البرازيل سابق لأوانه، علينا السير خطوة بخطوة، مع استيعاب جيدا دروس الماضي، وتفادي ارتكاب نفس الأخطاء. إذا أردنا الخروج من هذه القوقعة، علينا وضع الثقة في الطاقم الفني الوطني وعدم التدخل في صلاحياته، مع الإيمان بقدرات اللاعب المحلي والابتعاد عن سياسة الإقصاء والنجومية. كما أن خلاص الكرة الجزائرية يكمن أيضا في التكوين، والاهتمام بالدوري المحلي للرفع من مستواه، ومحاولة أخذ مكانة في المشهد العالمي، لأن المرتبة ال48 عالميا التي تحتلها حاليا البطولة الوطنية تعكس معاناتها، جسدتها أكثر المرتبة ال165 لأول فريق جزائري في اللائحة العالمية وهو مولودية الجزائر. وما هي طموحاتك الشخصية مع نادي لخويا القطري؟ شخصيا أطمح للحفاظ على لقب الدوري الذي نلته الموسم الماضي مع لخويا، لأكون أول مدرب أجنبي في دوري نجوم قطر يتحصل على التاج موسمين متتاليين، خاصة وأن لخويا يحتل حاليا صدارة الترتيب ويسير بثبات نحو اعتلاء منصة التتويج رغم منافسة السد.