"بيجار طلب أن أتوسط له لزيارة الجزائر فرفضت و قلت لن يغفر لك الضحايا " قال المجاهد ياسف سعدي أمس أن “الجنرال بيجار كان يشتاق لزيارة الجزائر و طلب مني خلال السنوات الماضية عندما كنت في باريس أن أتوسط له كي يتمكن من الزيارة و لكن، رفضت ذلك و قلت له لن يسامحك الشعب و الضحايا “ أوضح ياسف سعدي خلال استضافته في ندوة جريدة الوصل بوهران ضمن سلسلة الندوات التاريخية التي تنضمها في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين للثورة ،أنه كان في باريس منذ سنوات فاتصلت به القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية لمواجهة أقواله بأقوال بيجار، فتحدث هذا الأخير هاتفيا عن طريق القناة مع سعدي و طلب منه مساعدته على زيارة الجزائر التي قال أنه يشتاق إليها. و ذكر سعدي أنه رد عليه بأنه يرفض طلبه لأن الشعب الجزائري لن يسامحه كما لن يسامحه ضحايا الإستعمار و ضحاياه هو شخصيا الذين عذبهم و لا زالت آثار التعذيب شاهدة على ذلك و هي الجرائم التي ترفض فرنسا الاعتراف بها . و في سياق سرده لأمثلة عن الثورة التحريرية و شهادته على الوقائع التي كان أحد صانعيها ،أسهب سعدي في الحديث عن بن مهيدي الذي قال أنه قتل برصاص العدو و لم يشنق نفسه كما ادعت آنذاك قوات الإحتلال عبر أبواقها الإعلامية، مشيرا إلى أن رواية الشنق صدقتها الأغلبية و لكن بعد الاستقلال “قمت رفقة شقيقة بن مهيدي ظريفة وزوجها عبد الكريم ،بنقل رفاة الشهيد من المكان الذي دفن فيه لأول مرة إلى مربع الشهداء بالعاصمة، و وجدنا عظام الشهيد بها آثار الرصاص من خلال الثقب الذي كان في عدة مواقع من العظام و عرفنا أن الحقيقة هي أن موت بن مهيدي لم يكن شنقا و إنما رميا بالرصاص “ .و قال سعدي أن بيجار كان قد حدثه عن صمود بن مهيدي لكل الضغوطات و المساومات التي مورست عليه . و بحسب اعتراف بيجار مثلما يذكر سعدي، تأكدت فرنسا أن بن مهيدي رجل لا يشترى لأنه ثوري حتى النخاع فهو مدمن الثورة،و لن ينفعها بعد الاستقلال ،لدى وجب قتله. و أضاف سعدي أن الشهداء لو عادوا اليوم سيقولون لأجيال الإستقلال أنهم ضحوا و حصلوا على 50 بالمائة فقط من الإستقلال و من واجب الخلف أن يكمل 50 بالمائة الباقية من خلال البناء و التشييد بالعلم و تطوير البلاد في الإتجاه الصحيح “يجب أن تقوموا بثورة العلم “. و في رده على سؤال حول الشهيد صالح بوعكويرة، قال سعدي أنه كان بطلا من أبطال الثورة عكس ما قيل عنه بأنه كان خائنا “صالح لم يكن خائنا أبدا” . هوارية.ب